فلسطين أون لاين

موجه إلى الناشئين

بالصور "رحلتي إلى فلسطين".. كتاب مصور يعيد بناء ذاكرة الأطفال

...
غزة/ هدى الدلو:

لم ترَ فلسطين يومًا، ولكنها سمعت عن تلك الجميلة من خلال قصص الآباء والأجداد، فقد رووا لها تفاصيل مختلفة عنها تناولت وصفًا للمدن والقرى، وبعض العادات والتقاليد، والتهجير القسري، وأحداث النكبة والوجع الفلسطيني، كل هذه القضايا التي حفرت في ذاكرتها واحتفظت بها، لتتطرق الحديث عنها في مشروع تخرجها "رحلتي إلى فلسطين" بأسلوب يتناسب مع الأطفال.

الشابة ملاك ياسر علي، (22 عامًا)، تقطن في وادي الزينة، قرب مدينة صيدا في لبنان، طالبة في السنة الجامعية الأخيرة اختصاص جرافيك ديزاين.

كان اختيارها لفكرة بحثها مدفوعًا برغبة إنجاز عمل يتصل بفلسطين، ويعيدها لحكايا الأجداد والآباء مستعينة بإمكانياتها الخاصة في الرسم والتصميم وغير ذلك.

رحلتي إلى فلسطين (4).jpeg
 

تقول لصحيفة "فلسطين": "أنا من هواة ومحبي استكشاف الماضي، فكيف إذا كان الماضي لوطننا السليب فلسطين؟ إلى جانب رغبتي في صناعة شيء للأطفال يمكنه تعريفهم ببلادهم وتراثهم الجميل".

وتتضمن فكرة المشروع أن يخوض الأطفال رحلة يتعرفون خلالها على فلسطين قبل الاحتلال بجغرافيتها وتراثها وأسلوب الحياة فيها، وقد اختارت أن يكون مشروعها عن فلسطين على شكل رسومات تتضمن مواضيع مختلفة، ويقوم الطفل بقراءة الشرح وتلوين الشكل المرفق.

هذه هي فلسطين

وتوضح علي أنها قسمت مشروعها إلى عدة أقسام تتضمن جغرافيا فلسطين، والعرس الفلسطيني، والأدوات التراثية، والصناعات التقليدية، والإنتاج الزراعي، والمطبخ الفلسطيني، والمعالم الفلسطينية، والعادات والتقاليد، وكل قسم يحكي عن كيفية وممارسة العيش في فلسطين قديمًا.

وحاولت بجهدها أن يتضمن الكتاب كل ما يتعلق بفلسطين، مضيفة: "ولكن هناك أشياء قد تكون معقدة للقارئ لهذا لم أضمها إلى الكتاب، كما أن حجم المشروع محدد بعدد الصفحات لكونه للتخرج من الجامعة، فلم أستطع زيادة الفصول الكثيرة عليها وخاصة التاريخية".

وقبل شروع علي في تنفيذ مشروعها راجعت عددًا من الكتب والصور القديمة، وتحديدًا كتاب "قبل الشتات" من مكتبة والدها الزاخرة بالكتب الفلسطينية، واستفادت منه في تحديد الأزياء والمهن والملابس الموجودة فيه. 

وتتابع حديثها: "استعنت بالصور الموجودة بالكتب، ورسمت الشخصيات والمشاهد على الورق من مخيلتي، وأدخلتها إلى برنامج الإلستريتور، ثم أعدتُ إنتاجها وفق الرؤية التي وضعتها للكتاب".

واستغرقت علي في تجميع المعلومات ورسم الرسومات ما يقارب شهرين ونصف، فإنتاج أي صفحة يحتاج إلى عدة مراحل وبرامج لتنفيذها.

رحلة عبر الزمن

وتلفت إلى أن الفئة المستهدفة من المشروع هم الأطفال القادرون على القراءة والاستيعاب، وتحديدًا من يبلغ عمرهم ست سنوات وما فوق، لكي يكون هذا المشروع منتجًا ومفيدًا لهم، ولتكون التربة الشخصية نافعة وناضجة لتستقبل الزرع الوطني فيها.

رحلتي إلى فلسطين (3).jpeg
 

وتسعى علي رغم بساطة جهدها إلى حماية التراث الثقافي من محاولات السرقة التي يمارسها الاحتلال، وتوثيق كل شيء يتعلق بفلسطين، وتعليمه للأطفال ليحملوه إلى الأجيال القادمة التي ستعيد بناء الوطن بعد التحرير.

وتلفت إلى أنها إذا حصلت على الفرصة المناسبة، فإنها ستعمل على طباعة الكتاب وتبدأ بسلسلة من الكتب، وعدة أجزاء، خاصة أن كل قسم في فهرس هذا الكتاب يستحق أن يكون كتابًا مستقلًا، فهو ليس كتاب تلوين فقط، بل هو كتاب تعليمي للأطفال من خلال الرسم.

وقد أطلقت على المشروع اسم "رحلة إلى فلسطين" حيث يأخذ الكتاب القارئ إلى الأجواء والأماكن الفلسطينية كما كانت قبل الاحتلال، فهو أشبه برحلة عبر الزمن.

تقول علي: "فلسطين هي الحب والحضن الذي سنعود إليه كبارًا وصغارًا، فهي بلادنا التي حرمهم الاحتلال منها، فهم لصوص هذا العصر".

رحلتي إلى فلسطين (1).jpeg
 

ومن المشكلات التي واجهتها خلال عمل مشروعها؛ صعوبة الوصول إلى بعض المعلومات والمصادر الموثوقة، والتحريفات والأخطاء الموجودة والتي تحتاج إلى تدقيق وتمحيص للتأكد منها.

وتطمح علي بأن تحصل على عمل ضمن مجال تخصصها يتيح لها العمل لمصلحة فلسطين، وتقوم بتأليف ورسم قصص للأطفال، متمنية أن تصدر كتابها الأول في فلسطين، وعن قصة التحرير والعودة إلى بيت جدي في قريتها شعَب – قضاء عكا، وليس في اللجوء والغربة عن بلادي، وتوجه شكرها لمشرفتها رولا فقيه على دعمها ومساندتها له.