فلسطين أون لاين

​أزمة الكهرباء مستمرة .. و"الصحة" تواصل التحذير

"حياة المرضى في خطر" إنها صفَّارة إنذار لا مَزحة

...
مريض داخل إحدى مستشفيات القطاع (أرشيف)
غزة - صفاء عاشور

إنه التحذير الألف الذي يطلقه الناطق باسم وزارة الصحة في قطاع غزة، أشرف القدرة؛ فيما لو لم تحل مشكلة انقطاع الكهرباء بشكل عاجل؛ فإن حياة المرضى المتواجدين في مستشفيات قطاع غزة مهددةٌ بمعنى الكلمة.

وأوضح القدرة لـ"فلسطين" أن هناك 100 مُنوم في حضانات الأطفال وما يزيد عن 100 منوم في العنايات المكثفة بالإضافة إلى 700 مريض بالفشل الكلوي، بالإضافة إلى 50 غرفة عمليات جراحية في القطاع و11 غرفة عمليات للولادة، كلهم سيتأثرون في حال استمرار أزمة الكهرباء.

ويمر القطاع الصحي بمرحلةٍ قاسية للغاية نتيجة الأزمات التي تعصف به سواء على مستوى نقص الأدوية والمستهلكات الطبية؛ أو على صعيد التحويلات العلاجية والوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية واستمرار الحصار الإسرائيلي لـ11 عاما.

وقال القدرة: "يعيش القطاع الصحي تحت وطأة الاستهداف الممنهج للمقومات الأساسية للخدمات الصحية من قبل الاحتلال الإسرائيلي والسلطة الفلسطينية التي تتخذ إجراءات متتالية في خنق القطاع ومصادرة حق المرضى في العلاج".

وأضاف:" تحرم السلطة مرضى القطاع من حصتهم الدوائية؛ مما أدى إلى تراجع الأرصدة الدوائية بغياب 191 صنفا من الأدوية من القائمة الأساسية التي تقدر بـ516 صنفا بنسبة 37% من القائمة الأساسية".

وبين القدرة أن ثلث مرضى القطاع في حالة عوز مستمر للأدوية العلاجية لا سيما مرضى الأورام وأمراض الدم ومختلف الفئات المرضية مثل صحة الأم والطفل وأدوية المناعة والأدوية النفسية وغيرها.

وأردف قائلاً:" عوضاً عن نقص 270 صنفا من المستهلكات الطبية أي ما يمثل 32% من القائمة الأساسية التي تقدر بـ856 صنفا يحتاجها القطاع، وغياب 470 صنفا من مواد المختبرات من أصل 657 صنفا".

وأوضح القدرة أنه رغم أن 34% من موازنة السلطة التي تقدر بما يزيد عن نصف مليار دولار مخصصة للعلاج بالخارج، إلا أن هناك تلاعبا واضحا في حق مرضى القطاع من التمتع بالصحة خارج القطاع.

وأشار إلى أن مرضى القطاع يتعرضون لجريمة مركبة، الجريمة الأولى: تتمثل في حرمان المرضى من العلاج داخل منطقة سكناهم بالإضافة إلى قرصنة وإهمال وتقطير للتحويلات الطبية التي تخص مرضى القطاع، لافتاً إلى أن هناك أكثر من 2500 تحويلة لا تزال عالقة في دائرة العلاج بالخارج في رام الله.

وتابع حديثه:" المرضى الذين ينجحون في الحصول على تحويلات طبية عددهم محدود، وهناك سياسة تقطير من رام الله بخصوص التحويلات العلاجية لمرضى القطاع؛ وإذا حصل المريض على التحويلة يقوم الاحتلال بمصادرة حق المريض الفلسطيني من الخروج من غزة"، لافتاً إلى أن 60% من المرضى الذين يمتلكون تحويلة طبية ترفض ( اسرائيل )إخراجهم بذرائع غير مبررة.

وأكد القدرة أن هناك خناقا حقيقيا للقطاع الصحي من خلال استمرار قطع التيار الكهربائي لما يزيد عن 21 ساعة؛ مما يضطر المستشفيات لاستخدام المولدات الكهربائية لتقديم خدماتها، مما يكلفها شراء مليون لتر من السولار شهرياً لتأمين تشغيل المولدات الكهربائية.

وذكر أن تأمين الوقود للمستشفيات غايةٌ في الصعوبة؛ لعدم توفر منح في الأقق عبر المؤسسات الإغاثية، فكل ما يتوفر بقايا "منحة الأوتشا" ومنظمة الصحة العالمية، معبراً عن قلق الطواقم الطبية من احتمال انقطاع الكهرباء بشكلٍ كامل عن المستشفيات دون وجود أي بدائل.