قائمة الموقع

عبد الرحمن الأسطل.. "أنامل بورتريه" تطمح للعالمية

2022-06-20T12:26:00+03:00
الطفل الموهوب عبد الرحمن عبد الحي الأسطل

بأدوات بسيطة ينجز الطفل الموهوب عبد الرحمن عبد الحي الأسطل "11 عاماً" لوحات "بورتريه" في وقت قياسي، حازت إعجاب جميع مَنْ رآها، ما جعله يحظى بدعم كبير من المحيطين به، وخاصة أسرته لتنمية موهبته، لكن قلة الإمكانيات تقف عائقاً أمام طموحه بالوصول للعالمية.

فالطفل الأسطل يجد متعته عندما ينغمس في رسم لوحة ما، "منذ كنتُ في الخامسة من عمري وأنا أهوى الرسم، بدأتُ برسومات طفولية، لكن مميزة، وشيئاً فشيئاً ازداد تعلقي بهذا الفن".

ويضيف: "بدأتُ بكتابة آيات القرآن الكريم، فاكتشفت أمي موهبتي، ونميتُها بمتابعة الفيديوهات عبر الإنترنت، فتعلمتُ منها كيفية "اللمعة والشعر الأبيض وغيرهما" ومارستها حتى أتقنتها.


 

ويعرب عن أمله في أنْ يصل للعالمية، ويتمكنْ من تعزيز موهبته بالدراسة والتدريب على أيدي فنانين متمكنين، خاصة فن "البورتريه"، "أحلم بأنْ يكون لي مرسمي الخاص الذي أعبر فيه عن كل ما يجول في خاطري من أفكار فنية".

ويبدي الأسطل أسفه لعدم تركيز المدارس على الاهتمام بالفنون، "حتى أن مدرستي لا يوجد فيها أستاذ للفنون، ولا أي أدوات أو مراسم تمكننا من تنمية موهبتنا".

وبين أنه يريد أن يخدم وطنه من خلال فنه، ولا يؤثر انشغاله بموهبته في دراسته مهما كانت، ويسعد كثيراً بتشجيع مَنْ حوله له.

ويشير إلى أنه عندما التحق بمركز تدريب للرسم كان يقطع مسافة طويلة لمركز قريب من أطراف مدينة رفح، "أعود من المدرسة منهكاً وأقطع مسافة كبيرة على "الدراجة النارية" الخاصة بوالدي، فلذلك أرجو أن تهتم المدارس بالفنون لأن كثيرا من الموهوبين ليس لديهم القدرة المالية على الالتحاق بمراكز تدريب".

تشجيع كبير

في حين تبين والدته، إسراء الأسطل، أن "عبد الرحمن" منذ صغره وهو مهتم بالرسم، فيرسم بعض الرسومات الخفيفة، ويقلد أي رسمة ويلونها، كما أنه تميز بخطه الجميل، دون حصوله على أي دورات.

في العام الفائت أرادت الأسطل إلحاق عبد الرحمن بدورة لرسم "الأنمي"، لكن المُدربة عندما نظرت لرسوماته رأت أن مستواه أعلى من هذه الدورة واقترحت على الأم إلحاقه بدورة رسم شخصيات "بورتريه"، وتفاجأت من مستواه الذي تطور بسرعة.


 

ويضيف: "بأبسط الأدوات بدأ ابني مشواره في الرسم من "نكاشة أذن" وقلم فحم، وبعض الأدوات البسيطة التي أصبحنا نوفرها له لاحقاً بعد اكتشافنا موهبته".

وكثيراً ما تجد الأسطل عبد الرحمن مستغرقاً في دمج مواد كالمكياج والبودرة لإنتاج ألوان جديدة ويبتكر أفكارا جديدة، معربة عن رغبتها في تعزيز موهبة ابنها بدورات، لكنها مكلفة، متمنية أن تتعهد وزارة التربية والتعليم بغزة بهذه المواهب وتعززها بالتدريب والصقل.

فللأسف لا تولي المدارس –وفق الأسطل- أي اهتمام للمواهب والحصص الترفيهية، فمدرسة الأسطل لا يوجد فيها مدرس للتربية الفنية، تقول والدته:" اكتشف أستاذ مادة التكنولوجيا موهبة عبد الرحمن بالصدفة، عندما أراد في حصة فراغ أن يتركهم في ساحة المدرسة ليلعبوا، فقال له عبد الرحمن لماذا لا يوجد لدينا أستاذ رسم؟ أنا أحب الرسم وأتقنه".

وتضيف: "طلب منه المدرس إثبات ذلك (وكان ذلك يوم الخميس)، فوعده عبد الرحمن بأنْ يجسد شخصيته (الأستاذ) في لوحة، ويوم السبت أحضر للأستاذ اللوحة التي وعده بها وبعدد آخر من رسوماته من المنزل".

معرض في المنزل

ولاقت لوحات عبد الرحمن إعجاب الأستاذ، وإدارة المدرسة، فطلبوا من عبد الرحمن تجسيد شخصية وكيل وزارة التربية والتعليم العالي د. زياد ثابت في لوحة، وبالفعل أنجزها بإتقان، فحملتها إدارة المدرسة للوزارة وكرمه الوكيل وأبدى إعجابه بموهبته وشجعه على الاستمرار فيها.


 

وفي المنزل وفي وسط العائلة أيضاً يلقى عبد الرحمن تشجيعاً كبيراً من والديْه وأجداده الذين بمجرد وصول أحد أبناء العائلة (غسان محمد الأسطل) وهو يعمل رسامًا في الولايات المتحدة الأمريكية في زيارة لذويه في غزة، اصطحبه جده في زيارة له وعرض لوحات عبد الرحمن عليه فأبدى إعجابه الشديد بموهبته وتنبأ له بمستقبل باهر.

وتحتفظ أم عبد الرحمن بكل رسومات ابنها منذ كان في الخامسة من عمره، وتعلق بعضاً منها في جنبات المنزل تشجيعًا له على الاستمرار في الرسم، كما تقترح عليه بعض الأفكار ليحولها إلى رسومات.

وتشير إلى أن موهبة عبد الرحمن لم تؤثر سلبيًا في دراسته، بل إنه يوفق بين الأمرين، فغالبية رسوماته ينجزها في وقت الفراغ.

اخبار ذات صلة