أثار تسجيل صوتي لمكالمة هاتفية جرت بين رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع سفيرة دولة الاحتلال في عمان وحارس السفارة، الذي قتل مواطنين أردنيين، حفيظة الأردنيين على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأكد رئيس وزراء الاحتلال في المكالمة الهاتفية المنسوبة له أثناء حديثه مع القاتل الإسرائيلي "زيف"، أنه تعهد له بإعادته إلى بيته، قائلا: "قلت لك إنني سأعيدك إلى بيتك وها أنت تعود إلى بيتك".
وسأل نتنياهو في المكالمة الهاتفية "زيف" أثناء خروجه أولا من اليوم من الأردن: هل أنت بخير؟ فرد عليه الحارس زيف: "أنا بخير، وأود أن أشكرك على الجهود التي بذلتها لإعادتي وأنت وعدتني باعادتي وشعرت اليوم أن دولة بأكملها تقف خلفي، ولَك كل الشكر والتقدير من أحشاء قلبي" فرد نتنياهو "قلت لك إنني سأعيدك إلى بيتك وها أنت تعود إلى بيتك".
واستفز التسجيل الصوتي نشطاء مواقع التواصل، لاسيما ما وصفوه باستهتار نتنياهو بدماء الأردنيين عند سؤاله للحارس زيف، "هل حددت موعدا مع صديقتك؟ ليجيبه الأخير، "لا .. يوجد متسع من الوقت".
"خضوع سياسي"
وعلق أحد النشطاء على صفحته "مش عارف أبكي ولا أضحك عحالنا"، فيما قال آخر "ياحيف" وهي كلمة تقال للتعبير عن العجز والضعف، بينما قال ثالث: "ما يحزنني أن السفارة في العمارة .. ولكن للأسف عمارتنا ليس لها أبواب.. رحم الله شهيد الأردن محمد الجووادة" في إشارة للفتى الأردني الذي قتله حارس السفارة الإسرائيلي.
الناشط النقابي والسياسي المهندس ميسرة ملص نشر على صفحته تعليقا على التسجيل الصوتي قال فيه: "أرجوكم لا أرغب بسماع بعد اليوم أن الإنسان أغلى ما نملك .. لقد وعد المجرم نتنياهو مواطنه القاتل بالخروج وأوفى بوعده .. يا للأسف".
وأضاف: "معظم الأسرى الأردنيين لدى الكيان والبالغ عددهم ٢٤ أسيرا أحكامهم أقل من مؤبدين أي إنهم قتلوا صهيونيين أو أقل، كمثل حارس السفارة الصهيوني الذي قتل الأردنيين الاثنين فلماذا الكيل بمكيالين؟"
وتابع في منشوره على صفحته في موقع "فيسبوك": "حزين على المؤسسية في البلد وعلى السلطة القضائية واضطرارها للخضوع للقرار السياسي" بحسب ما يرى.
وقارن ملص بين بين صفقة إنقاذ حياة خالد مشعل والإفراج عن الشيخ أحمد ياسين التي عقدت بزمن الملك حسين عام 1996، وبين صفقة الإفراج عن قاتل الأردنيين خلال ٢٤ ساعة وقبل أن يدفن الأردنيين، قائلا "ليس هناك وجهه شبه".
مفهوم السيادة
من جهته، قال الناشط السياسي د. فاخر دعاس، على صفحته في "فيسبوك" إن حادثة السفارة "تضع المزيد من التساؤلات حول مفهوم السيادة".
وقال في منشور آخر: "المطلوب أن يكون هنالك ضغط شعبي حقيقي لدفع الحكومة الأردنية على التمسك بقرارها السيادي والدفاع عن مواطنيها وكرامتهم".
بينما نشر القيادي في جماعة "الإخوان المسلمين" زكي بني إرشيد على صفحته "لقد وعد نتنياهو مواطنه القاتل فأوفى بوعده" متسائلا "الأردن ولاية .. أم دولة ذات سيادة؟".
"شعب رخيص"
غير أن بيان الأمن العام الأردني، المتعلق بحادث إطلاق النار داخل السفارة الإسرائيلية، خلص إلى أن الفتى الأردني محمد الجواوده (17 عاما) هاجم الدبلوماسي الإسرائيلي مما تسبب له بجروح فقام الموظف الدبلوماسي بعد ذلك بإطلاق عيارات نارية باتجاه الجواوده حيث أصابه وأصاب مالك المبنى السكني الذي كان يقف بالقرب منه. وتعرض هذا البيان لانتقادات واسعة على مواقع التواصل.
واعتبر نشطاء أن البيان حمَّل المواطن الأردني المغدور مسؤولية الحادثة، حيث علق أحدهم على البيان قائلا: "إذا من الآن فصاعدا أي شخص يختلف مع أي شخص آخر يستطيع قتله ويحصل على البراءة .. بحجة التهجم!!! "ألا سآء ما تحكمون".
ويقول آخر: "إشي مقزز (شيء مثير للقرف) نحن شعب رخيص عند دولتنا ما إلنا (لا) قيمة لنا .. بس هاي الحقيقة".
وأعلنت السلطات الأردنية الانتهاء من التحقيقات في حادثة إطلاق النار بمبنى تابع للسفارة الإسرائيلية، أدت إلى مقتل أردنيين اثنين برصاص حارس أمن السفارة.
وأوضحت أن القضية أحيلت على ضوء الأوراق التحقيقية والبينات للنيابة العامة لاستكمال باقي إجراءات التحقيق.
