فلسطين أون لاين

"الضبط الميداني" أحبط توغلًا بريًّا إسرائيليًّا لسحب المنطاد

تقرير سيطرة المقاومة على منطاد المراقبة.. ضربة أمنية وعسكرية موجعة للاحتلال

...
منطاد للاحتلال الإسرائيلي
غزة/ يحيى اليعقوبي:

حسونة: قوة ردع المقاومة تسببت بعدم قدرة الاحتلال على استعادة المنطاد أو تدميره

مشتهى: تمكن المقاومة من الاستفادة من المحتوى المُخزَّن يضيف عنصر قوة لها

 

ينظر جيش الاحتلال الإسرائيلي بخطورة بالغة لسيطرة المقاومة في غزة على منطاد المراقبة العسكري في بلدة بيت حانون شمالي القطاع، ووقوع منظومة التجسس والكاميرات عالية الجودة في قبضتها.

وتزامنت سيطرة المقاومة على المنطاد مع إحباط رجال الضبط الميداني توغلًا بريًّا نفذته وحدة تابعة لجيش الاحتلال، إذ تصدوا لها بإطلاق النار، ومنعوها من سحب المنطاد، ما دفع الاحتلال إلى إنزال كل المناطيد التي تحلق شرق قطاع غزة، تحسباً لتكرار ما حدث شمال شرقي بيت حانون، وهو ما يعده خبراء خلال حديثهم لصحيفة "فلسطين" "ضربة أمنية وعسكرية موجعة للاحتلال".

المنطاد الذي سيطرت عليه المقاومة من صناعة شركة (إلبيت) الإسرائيلية، وهو مزود بـ ٦ كاميرات بقدرة على رؤية ٣٦٠ درجة، منها ٣ كاميرات حرارية، فضلًا عن كاميرات للتغلب على الضباب، وأخرى حساسة ليزرية، وذلك حسب ما أورده المراسلون العسكريون الإسرائيليون.

قوة ردع

وفق المختص في شؤون المقاومة محمد حسونة، تشير سيطرة المقاومة على المنطاد إلى أمرين اثنين، هما: قوة ردع المقاومة، التي تسببت بعدم قدرة الاحتلال على استعادة المنطاد أو حتى تدميره، لاعتبارات عدة، أهمها الخشية من تصاعد الموقف الأمني والدخول في جولة قتال جديدة مع غزة.

وقال لحسونة لصحيفة "فلسطين": إن "الأمر الثاني أن الاحتلال يخشى فقدان السيطرة على أي أداة جمع استخباري، خاصة على حدود غزة، لأن ذلك قد يضعف السيطرة الاستخبارية، الأمر الذي من الممكن أن يترتب عليه التخطيط لأعمال عسكرية من المقاومة أو حتى الشروع في تنفيذها".

ويعتقد أن أهمية السيطرة على المنطاد تكمن في إعادة تأهيله من المقاومة، والاستفادة من آلية عمله والأجهزة المكونة منه في التحايل على مناطيد مشابهة على حدود غزة، إذا قررت المقاومة تنفيذ أعمال عسكرية أو استخبارية.

ونجحت المقاومة في إعادة تشغيل أدوات جمع استخباري إسرائيلية لصالحها، كما حدث مع المسيّرات التي استولت عليها المقاومة خلال مسيرات العودة عام ٢٠١٨م، حسب حسونة.

ويعتمد الاحتلال بشكل كبير على المناطيد في أعمال التجسس، ولديها مهام عديدة، يعدد حسونة أبرزها، التي تتمثل بتعزيز السيطرة الاستخبارية على المناطق الحدودية، في محاولة لمراقبة تحركات المقاومة وأعمالها العسكرية، وتأتي هذه المهام ضمن منظومة الإنذار المبكر، التي تمكن قيادة الاحتلال من التنبؤ بأي عمل للمقاومة قبل حدوثه. 

خروج عن الخدمة

وفي إثر ذلك، سحب الاحتلال المناطيد من سماء غزة؛ خشية تكرار حادثة السقوط، الأمر الذي قد يؤدي لإخراجها عن الخدمة لاحقا، ويرى حسونة أن إنهاء عمل أدوات الجمع الاستخباري، ومنها المناطيد، يعني أن المقاومة تستطيع التحرك بحرية أكثر في المنطقة المحاذية للسياج الفاصل، وكذلك القدرة على التخطيط لأعمال عسكرية والتجهيز لها دون علم الاحتلال، وهو ما يكسبها أهم عناصر الحرب وأكثرها تحقيقًا للنصر خلال جولات القتال والمعارك "عنصر المفاجأة".

لكن خبير التقنية وأمن المعلومات، أشرف مشتهى، يربط بين حادثة السيطرة على المنطاد، وما حصل في شرقي مدينة خان يونس جنوب القطاع في الحادي عشر من تشرين الثاني/ نوفمبر 2018، حينما تسللت قوة إسرائيلية خاصة من وحدة "سيرت متكال" الاستخباراتية العسكرية الإسرائيلية، لزراعة منظومة تجسس للتنصت على شبكة اتصالات المقاومة، سرعان ما تحولت هي ومعداتها إلى "صيد ثمين" للمقاومة بعد انكشاف أمرها ومقتل قائد الوحدة وإصابة نائبه.

وقال مشتهى لصحيفة "فلسطين"، إن "المنطاد الاسرائيلي يغطي مساحة جغرافية كبيرة، ويضم أجهزة اتصالات لنقل المعلومات والصور التي تلتقطها الكاميرات، بإمكانيات دقيقة وحديثة ومن مسافة تصوير مرتفعة، ويمكن استثمارها لصالح المقاومة في مجالات متعددة كما جرى في حوادث أمنية سابقة".

وعد مشتهى سيطرة المقاومة على المنطاد فشلا أمنيا وعسكريا للاحتلال، وضربة موجعة له، لأنه لم يتمكن من حماية أجهزة الرصد والتجسس ومنع وقوعها في أيدي المقاومة.

وأضاف: "لا نتحدث عن قيمته المالية بقدر الحديث عن القيمة الأمنية لها، فهذه الأجهزة يمكن أن تكون وسيلة لتخزين البيانات، وبالتالي تمكن المقاومة من الاستفادة من المحتوى المخزن يمكنها من استثماره، ويضيف عنصر قوة لها".

ولفت مشتهى إلى أن أهمية سيطرة المقاومة على المنطاد تكمن في مدى تقدم الأدوات التي يحتويها، إذ تستطيع الكاميرات المثبتة عليه التصوير عن بعد 40 كيلومترًا.