قال الناطق باسم حركة "حماس" عن مدينة القدس محمد حمادة إنّ مخطط الاحتلال الخبيث لفصل حي المصرارة المقدسي العريق عن باب العامود، يُمثّل مجزرة تاريخية تحدث بحقّ المشهد العام لمدينة القدس والمسارات المؤدية إلى البلدة القديمة والمسجد الأقصى.
وأوضح حمادة أنّ استهداف الاحتلال شوارع تجارية تاريخية تعتبر شريانًا اقتصاديًّا للتاجر المقدسي من شارع سليمان وشارع صلاح الدين، يشير إلى أنّ مخططات الاحتلال تهدف إلى تهويد القدس وإفراغ أهلها وتشويه صورتها التاريخية ومعالمها.
وأكد الناطق باسم حماس على ضرورة تضافر الجهود، وتصعيد المقاومة بكل أشكالها في وجه العدو تحت عنوان الدفاع عن القدس هوية ومقدسات.
وأضاف أنّ طرح هذه المخططات الخطيرة، يأتي في الوقت الذي تتزايد فيه خطوات التطبيع من قِبل بعض الدول العربية، الأمر الذي شجّع الاحتلال على مزيد من العدوان على القدس وأهلها والأقصى وعُمّاره.
تغيير معالم القدس
ويهدف المخطط الاستيطاني الجديد لفصل حي المصرارة عن باب العامود وباقي الأحياء الشرقية في القدس ضمن مخطط لبناء مجمع وفندق وموقف للسيارات والحافلات تحت الأرض، وواجهات تجارية على طول مسار خط سكة القطار الخفيف لتغيير شكل المنطقة وإعادة توسيع النفق وشبكة الطرق من الشيخ جراح شمالًا حتى باب الخليل غربًا مرورًا بالمصرارة والباب الجديد.
وسيَلتهمُ المشروع الاستيطاني أراضي وقفية في قلب القدس المحتلة،70% منها أوقاف إسلامية، و20% أوقاف تابعة للكنائس والأديرة المسيحية، فيما تعود ملكية 4 إلى 5% من إجمالي مساحة المناطق لمواطنين وتجار مقدسيين، والبقية أراضٍ أميرية كانت تتبع للإدارة الأردنية.
وسيغلق المخطط إن تم شارع السلطان سليمان ويُحوّله إلى شارع مشاه تمهيدًا لفصله عن منطقة المصرارة والباب الجديد، كمقدمة لمشروع ضخم مدمر للحركة التجارية داخل البلدة القديمة ولمئات التجار في شارعَي السلطان سليمان وشارع صلاح الدين وانعكاساته ستكون على باقي أسواق المدينة والحركة التجارية فيها.
وسيؤدي لخفض المساحات المخصصة للتجار الفلسطينيين بثلثين، وبناء 50 ألف متر مربع مواقف عامة، و25 ألف متر مربع فنادق استيطانية ضمن ما يُروّج له "ميدان شخيم".
وبحسب المخطط سيتم توسعة النفق، فوق شريط واسع من الأراضي المقدسية، بمساحة جديدة تصل إلى كيلومتر، انطلاقًا من محطة الحافلات والسيارات الوحيدة المقابلة لباب العامود، وصولًا إلى حيّي واد الجوز والشيخ جراح في البلدة القديمة.
ويعمل الاحتلال على مصادرة مساحة واسعة من أراضي المقدسيين، على طول الشارع رقم 1، حيث يُخطّط للقيام بمشروعات بنى تحتية لتوسيع النفوذ والاستيطان في ضوء الاستنتاجات السياسية والأمنية والاستيطانية لمنظومة الضبط والسيطرة والتهويد.