قائمة الموقع

جمال حيدر.. لاجئة فلسطينية تخلت عن دراسة الطب

2022-06-18T14:45:00+03:00
جمال حيدر

كانت والدة جمال حيدر في السابعة من عمرها حين خرجت من فلسطين ولجأت إلى لبنان، وعام 1981 توفيت الوالدة من جراء شظايا انفجار في بيروت، كما أصيبت شقيقتها وابنها الرضيع الذي فقد وعثر عليه في وقت لاحق في أحد المستشفيات.

تقول جمال "53 عامًا" التي تتحدّر من مدينة عكا في فلسطين، والمقيمة في مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين في بيروت: "كان والدي مراقبًا لعملية بيع الملح المستخرج من المياه، وكانت أمي تتنقل من بلدة إلى أخرى في فلسطين بسبب عمل والدي. واعتادت زيارة شقيقتها المتزوجة في القدس خلال فترة عيد الميلاد ورأس السنة، وكانت تدخل الكنيسة مع بقية الفلسطينيين".

كان اللجوء إلى لبنان عن طريق البحر، وتذكُر -نقلًا عن والدتها- أن بعض النساء خرجن بملابس النوم، وبعض الجيران نسوا أحد أبنائهم في فلسطين، فعادوا ليبحثوا عنه من دون جدوى.

وصلت عائلة والدتها إلى شاطئ مدينة صيدا (جنوب لبنان) ومنه توجهوا إلى بلدة المية ومية شرقي صيدا، حيث سكنوا لمدة وجيزة وكان الأهالي يقدمون لهم ما يحتاجون إليه، ثم انتقلوا إلى العاصمة بيروت حيث استأجروا منزلًا. 

يُتم مُبكر

تقول: "تزوجت أمي في بيروت، وولدتُ في بيت قديم لأب كان يعمل نجارًا، وعشتُ في فقر فلم أكن سعيدة، وخصوصًا أن ترتيبي بين إخوتي كان متوسطًا، والأهل عادة لا يولون اهتمامًا بالابن/ة الوسط".

وتضيف جمال: "تحمَّلت المسؤولية مذ كنت صغيرة، إذ توفيت أمي وأنا في الثانية عشرة من عمري، وعملت في معمل للخيطان ثم في محل للحلويات في العطل الصيفية وفترة الدراسة".

توفي والدها بعد سنة على وفاة أمها، ثم كان الاجتياح الإسرائيلي للبنان، وبعدها مجزرة صبرا وشاتيلا عام 1982. 

وبعد انتهاء حرب المخيمات عام 1988، حصلت على منحة لدراسة الطب في بلغاريا، وبالفعل سافرت ودرست عامًا واحدًا، ولأنها لم تكن قادرة على تحمُّل أعباء الدراسة هناك عادت إلى لبنان والتحقت بروضة غسان كنفاني في بيروت حيث عملت ودرّست التربية الحضانية. 

عود على بدء

وتستدرك قائلة: "لكنني واجهت مشاكل عدة لإيجاد عمل بسبب لهجتي الفلسطينية، تعرضت للتنمر وشعرت بإحباط إلى أن استطعت العمل في دار الأيتام الإسلامية لمدة 15 عامًا، علمًا أنني تعرضت للتمييز".

بعد ذلك تزوجت جمال وانتقلت للعيش في مخيم شاتيلا، واضطررت إلى ترك العمل. 

وفي المخيم، حاولت جمال البحث عن عمل في المؤسسات من دون نتيجة، ثم بدأت تدريس التلاميذ في البيت، وخلال في هذه الفترة، تابعت تحصيلها العلمي وحصلت على شهادة الدراسات العليا.

وتمضي: "بعد ذلك، قررت أن أفتتح روضة في المخيم، وكان هناك إقبال كبير من الأهالي، في ظل هذه الأوضاع الاقتصادية الصعبة وانتشار الروضات المدعومة بكثرة".

وتختم بما آلت إليه أحوال الدولة اللبنانية بسبب تدهور قيمة العملة والغلاء: "أواجه مشكلة تتمثل في عدم استطاعتي تأمين بدل إيجار الروضة ورواتب المعلمات، وأطلب من منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) والأونروا مساعدتي، لأن مشروعي مهدد بالإقفال".

اخبار ذات صلة