فلسطين أون لاين

تقرير حرب "السايبر".. المقاومة تبدع في حربها مع الاحتلال

...
غزة/ محمد أبو شحمة:

أدخلت المقاومة في قطاع غزة سلاح "السايبر" في السنوات الماضية إلى المواجهة مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، واستطاعت بواسطته إلحاق ضرر بأنظمة رقمية لدولة الاحتلال، والحصول على صور ومعلومات حساسة من عدة مواقع.

وكانت آخر النجاحات التي حققتها المقاومة في مجال "السايبر"، هو إحباط محاولة الخداع البري في معركة "سيف القدس" -مايو 2021، التي كانت تهدف لتنفيذ جريمة قتل لمئات من مقاتلي كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس.

وعلمت "القسام" بالخطة التي أعدها الاحتلال وأفشلتها، إذ أكدت في برنامج ما خفي أعظم مايو الماضي، أنها أفشلت الخطة، ولديها بنك أهداف كامل لمواقع الاحتلال العسكرية والأمنية والعلنية والسرية.

وإلى جانب تلك العملية، نفذت المقاومة العديد من الهجمات الإلكترونية ضد الاحتلال في عدوانه على قطاع غزة عام 2014، بينها هجوم نفذته ضد نظام مراقبة تتبع للاحتلال بالضفة الغربية في 8 فبراير/شباط وفق ما أفادت صحيفة إسرائيلية.

وقالت صحيفة "إسرائيل اليوم" آنذاك إن الهجوم كان يستهدف منع جيش الاحتلال من جمع المعلومات عبر كاميرات المراقبة المنتشرة بأنحاء الضفة وإعاقة قدرة الجيش على الاستعانة بنظام مراقبته لإحباط العمليات الفلسطينية ضد الأهداف الإسرائيلية.

وكشف جهاز الأمن العام للاحتلال (الشاباك) في يناير/كانون الثاني 2017 بحسب الإذاعة العبرية العامة، عن اختراق خلية تابعة لحماس المئات من أجهزة الاتصالات الخلوية لجنود بجيش الاحتلال والتنصت على مكالماتهم ورسائلهم وقرصنة معلومات سرية.

وبعد أيام من تلك المحاولة، رصدت قيادة جيش الاحتلال، وفق صحيفة "هآرتس" العبرية، محاولات من قبل حركة حماس للحصول على معلومات سرية من جنود جيش الاحتلال عبر شبكات التواصل الاجتماعي.

وقالت مصادر عسكرية إسرائيلية للصحيفة إنه جرى ضبط عشرات الأسماء المستعارة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لفتيات هن بالأصل عناصر تتبع لحماس استطاعوا التحدث مع العشرات من الجنود النظاميين والاحتياط وحصلوا على معلومات سرية وتمكنوا من اختراق هواتفهم الخلوية بفيروسات وبرمجيات خطيرة.

وضمن نجاحات المقاومة في "السايبر"، كشفت القناة الثانية العبرية في أكتوبر/تشرين الأول 2017م عن نجاح عناصر فلسطينية في اختراق ترددات إشارة اللا سلكي التابع للجيش والتجسس على حديث من المفترض أن يكون سريًّا بين أفراد قوة عسكرية بمحاذاة غزة.

كما نجحت كتائب القسام في الحرب في اختراق قنوات تلفزيونية عبرية من بينها القناتان العاشرة والثانية وبثت عبرهما رسائل تحذيرية للمجتمع الإسرائيلي.

وتمكنت المقاومة الفلسطينية أيضًا من إسقاط طائرات مسيرة تتبع لجيش الاحتلال، كانت تحلق بأجواء غزة وحصلت منها على المعلومات والصور التي كانت تلتقطها.

سلاح مهم

وفي السياق، يؤكد الكاتب والمختص الأمني، عبد الله العقاد، أن المقاومة في قطاع غزة، استخدمت سلاح "السايبر" في العديد من المواجهات والمحطات، وحققت نجاحات في ذلك.

ويقول العقاد في حديث لـ"فلسطين": إن "السايبر هي حرب دقيقة جدًا والمقاومة برعت فيها واستطاعت الدخول بشراكة مع قوى إقليمية حليفة معها لكشف الخطط الإسرائيلية وإحباطها ومحاصرة رواية الاحتلال".

ويوضح أن المجال السيبراني دخلت في جميع تفاصيل المعركة، سواء العسكرية أو الرواية، والمقاومة تسابق الزمن في تحصين نفسها وقطاعاتها من الاختراقات، والمواجهة وتحقيق اختراق لمنظومة الاحتلال.

ويشير إلى أن أبرز نجاحات المقاومة في مجال السايبر، هو تمكن كتائب القسام من كشف مقاطع فيديو وصور خلال عملية الإنزال البحري للضفادع البشرية خلال عدوان 2014.

وذكر أن المقاومة بثت الصورة الحقيقية للمعركة، وهو ما كان ضربة قاسية للاحتلال من خلال دخول كتائب القسام لكاميرات المراقبة الإسرائيلية.

ولفت العقاد إلى أن المقاومة أيضا تعمل ضمن معركة "السايبر"، على منظومة حرب الاتصالات، والطائرات المسيرة والتشويش على أجهزة الاحتلال.

من جانبه، يؤكد المختص الأمني، محمد لافي، أن سلاح "السايبر" أصبح عنصرًا مهمًا في العمليات العسكرية، وأصبحت الدول تعتمد عليه بشكل رئيس لتعزيز أمنها القومي، إضافة إلى أنه أصبح من الأسلحة التي تتميز بها المقاومة.

ويقول لافي في حديثه لـ"فلسطين": إن "المقاومة تحاول تعزيز ترسانتها العسكرية بشكل متراكم ومتصاعد، بدءًا من العمل البري، والطائرات المسيرة، والصواريخ، والعمل البحري، وانتهاءً بسلاح السايبر".

ويضيف: "جاء دور سلاح السايبر في تعزيز حضور المقاومة، واستهدف الاحتلال، خاصة أن البنية التحتية للاحتلال مدنيًا وعسكريًا تعتمد على السايبر".

وبين أن المقاومة تمتلك الخبرات وبعض البرامج التي تساعدها في مجال "السايبر"، إضافة إلى أنها استفادت من بعض الدول كإيران، وحزب الله اللبناني في هذا المجال، وحققت إنجازات.

ولفت لافي إلى أن المقاومة في بداية تسجيل النجاحات، والمعركة السيبرانية ستحمل مزيدًا من الإنجازات في المستقبل.