قائمة الموقع

شيرين أبو عاقلة.. حين يشكل جذع الشجرة درعًا واقيًا من قناص مجرم

2022-06-16T09:58:00+03:00
لحظة استشهاد شيرين أبو عاقلة مراسلة الجزيرة بفلسطين برصاص الاحتلال في جنين

بعد مرور أكثر من شهر على اغتيال جيش الاحتلال الإسرائيلي الصحفية شيرين أبو عاقلة مراسلة قناة الجزيرة، لا تزال مشاهد القتل ماثلة أمام من عايشها.

ويرفض شريط ذكريات الصحفي المصاب على السمودي، مغادرة مشاهد تصفية زميلته أبو عاقلة، التي كان يُرافقها في لحظاتها الأخيرة، قائلًا: "إنّ الصورة لا تزال ماثلة أمامي في مشهد مروع جدًا".

واغتيلت أبو عاقلة، برصاص الاحتلال صباح الـ11 مايو/ أيار الماضي، خلال مداهمة قوات الاحتلال منزل أحد المطلوبين في مخيم جنين، وهي ترتدي السترة الواقية التي تحمل عبارة "صحافة" إضافة إلى الخوذة المخصّصة للصحافيين.

وكشف تحقيق أجرته صحيفة أمريكية، مسؤولية جيش الاحتلال (الإسرائيلي) عن اغتيال أبو عاقلة، وأنّ جنديًّا إسرائيليًّا هو من أطلق الرصاص وقتلها، وهو ما ينفي ادعاءات جيش الاحتلال بأنّ مقتل أبو عاقلة كان غير مقصود.

قتل متعمد 

وقال السمودي: لا يزال مشهد اغتيال شيرين، ماثلًا أمامي، فالحدث مروع وخطير جدًّا وهو انتهاك سافر واعتداء صارخ على حرية العمل الصحفي.

وأضاف السمودي لصحيفة "فلسطين": آن الأوان على المجتمع الدولي لمحاكمة القتلة، وتطبيق القانون الدولي، فمن المُعيب ترك الاحتلال يرتكب الجرائم ويعرض حياة الفلسطيني للخطر". 

وتابع: كانت الجريمة متعمدة، وكان هناك محاولة لقتلي، مشددًا "لقد نجوت من الموت بأعجوبة"، مؤكدًا أنّ قوات الاحتلال تعمّدت قتل أبو عاقلة، مع سبق الإصرار والترصد.

ونبّه إلى أنّ إصابته لم تكن الأولي لكنها قد تكون الأخطر، فقد سبقها (7) مرات تنوعت بين الرصاص الحي والمطاطي والاختناق، بشظايا قذيفة إسرائيلية.

ودعا لمحاسبة القتلة، ولاستمرار كل الجهود والمحاولات لرفع شكوى لمحاكمة جنود الاحتلال مرتكبي الجريمة ووقف تهرب (إسرائيل) من العدالة. 

وطالب السمودي، الذي غادر المستشفى قبل أيام وتنتظره رحلة علاج طويلة هذا عدا عن الألم النفسي الذي خلّفته الجريمة، طالب العالم للتوقف عن سياسة الكيل بمكيالين والتنصل والتهرب من حقوق الشعب الفلسطيني.

جرائم مستمرة

بدورها، أكدت الصحافية شذا حنايشة، أنّ الانتهاكات الإسرائيلية بحق الصحفيين لم تتوقف، قائلة: "لا أدري ما الحل للوقف من الاعتداءات الإسرائيلية التي يتعرض لها الصحفيون".

وشدّدت حنايشة، التي كانت تختبئ بين أغصان الشجرة وخلف جذعها، وتقف إلى جوار أبو عاقلة، لحظة اغتيالها، لصحيفة "فلسطين" على ضرورة اتخاذ موقف دولي رادع لوقف الجرائم الإسرائيلية الممارسة بحق الصحفيين كي يكملوا عملهم المكفول بموجب القوانين المحلية والدولية.

وعن تشكيل لجنة دولية تشرف على توفير الحماية للصحفيين في الأراضي الفلسطينية ورصد الجرائم الإسرائيلية الممارسة بحقّهم ومحاسبتهم، قلّلت الصحفية حنايشة، من أهميتها، قائلة: "لا يوجد رادع يردع الاحتلال ويوقفه عند حده".

وأضافت: "لدينا ثقة عمياء بأنّ ارتداء الخوذة ودرع الصحافة، يحمينا من بطش الاحتلال، وهو ما يجعلنا نتقدم بجرأة للتغطية ونقل وإيصال الحقيقة، ولكن اليوم نسأل أنفسنا، هل ستحمينا كلمة "صحافة" الكبيرة المكتوبة على الدرع؟"

وذكرت أنّ الاحتلال بات يشعر بالخوف من عمل الصحفيين بعد أن نجحوا في إظهار صورته الحقيقية و فنّدوا روايته عقب مقتل أبو عاقلة، لافتة إلى أنّ الاحتلال يخشى من ردة فعل دولية في حال تكرّر تصفية صحفيين جدد.

مقاطعة الاحتلال

من جهته، طالب الصحفي مجاهد السعدي، أحد شهود العيان الذين عايشوا اللحظات الأخيرة من حياة الزميلة أبو عاقلة، جميع القنوات العربية بمقاطعة متحدثي الاحتلال وقادته وعدم استضافتهم، ردًّا على جريمة الاغتيال ولحين تحقيق العدالة.

وقال السعدي لصحيفة "فلسطين": "إنّ المتحدثين هم في الأصل ضباط وقتلة، وعملوا في الميدان لقتل الفلسطينيين، داعيًا كل المؤسسات الحقوقية والقانونية لمحاسبة الاحتلال على جرائمه المماسة بحق الشعب الفلسطيني وخاصة الصحفيين.

وشدد السعدي، الذي لا تزال مشاهد اغتيال الصحفية أبو عاقلة ماثلة أمامه، على ضرورة السير قدمًا لتحقيق العدالة لأبو عاقلة، والانتقام من قتلتها وفق القانون الدولي والمحلي.

اخبار ذات صلة