فلسطين أون لاين

​بهاء أبو راضي.. يغادر الحياة وقرار علاجه حبيس الأدراج!

...
بهاء أبو راضي (أرشيف)ة
غزة - يحيى اليعقوبي

غادر الشاب "بهاء أبو راضي" من مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، الحياة، يوم الخميس الماضي، ومازال قرار التغطية المالية لعلاجه في الخارج حبيس أدراج المسؤولين في رام الله.

فمرض السرطان الذي نخر جسده لم يمكنه من الانتظار لزراعة النخاع.

على أعتاب مايو/ أيار الماضي بدأ أبو راضي (14 عاماً) يشكو من آلام بالمعدة ودوران في الرأس.

ذهب حينها إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح وسط القطاع، اعتقاداً منه بأنه يعاني من "زائدة دودية"، إلا أن الأطباء وجدوا تكيسات بجسمه، ليتبين لاحقا أنه يعاني من سرطان الدم، حسبما تذكر خالته حنان المغربي 45 عاماً.

وفي 22 مايو/ أيار الماضي حول بهاء إلى مستشفى "القدس" بمدينة غزة، وأخذ جرعات كيماوية، وظل في العناية المركزة فيها 18 يوماً، حتى عاد إلى بيته في 22 حزيران/ يونيو.

تقول خالته التي أدمى قلبها ألم الفراق: "رجع بهاء وكأنه شخص آخر، لا يستطيع المشي، نحيف الجسم".

ومن هنا، بدأت رحلة معاناة الشاب، إذ قرر الأطباء إجراء عملية زرع نخاع في الخارج، لأن الجرعات الكيماوية لن تحدث تأثيرها في علاج المرض قبل إجراء العملية، فبدأت محاولاتهم لإخراجه للعلاج في الخارج طوال أكثر من شهر، وبدأت معها، والكلام لخالة أبو راضي، مماطلة سلطة رام الله بإخراجه للعلاج.

ساءت حالة الشاب، حتى وصلت نسبة دمه إلى خمس درجات، وبدأ "الطحال" يتضخم بجسمه، بالتزامن مع ذلك كانت عائلته تحاول إخراج تحويلة طبية لسفره.

ومن غمرة الحزن تضيف خالته بصوت خافت: "كانت الإجراءات في غزة كاملة وجاهزة، ولكن التعطيل كان من صحة رام الله وتحديدا من أميرة الهندي مديرة التحويلات الطبية بصحة رام الله التي ادعت أن تكلفة العملية كبيرة".

و"قتيش بدي أسافر.. وقتيش بدي أزرع نخاع"، أسئلة بهاء المستمرة لم تجد صدى، فأمضى يومه الأخير، بين أنين الوجع وأمل لم يفقده حتى آخر نفس له بأن يخرج للعلاج، ولعله حدسا داخليا نادى على عائلته في يومه الأخير "تعالوا قبلوني .. بدي أموت".

كان الأطباء في حيرة من أمره، إن سحبوا المياه الزائدة فإن صحته ستسوء أكثر، وإذا بقيت فإن الفتى سيختنق، لأنه يحتاج لزراعة نخاع.

تقول خالته:" كان كالوردة.. الجميع يحبه، يحافظ على صلاته وقراءة القرآن حتى آخر لحظاته، حتى أصبح هيكلاً عظمياً".

بهاء الذي كانت لديه قامة ويزن 65 كغم انخفض بفعل المرض إلى 37 كغم.