أكد النائب في البرلمان الأردني خليل عطية، أن إجراءات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس المحتلة تمثل "تحديا واضحا لبلاده، وللوصاية الهاشمية"، فضلا عن كونها تحديا لمعاهدة "السلام" الأردنية الإسرائيلية التي وصفها بأنها "مشؤومة".
وطالب عطية في تصريح لصحيفة "فلسطين" الزعماء العرب والمسلمين بالكف عما سماه "التخاذل" تجاه المسجد الأقصى.
وقال عطية، إن هناك نصوصا واضحة في هذه المعاهدة بأن من يقوم بالوصاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس هي الأردن، وما تقوم به سلطات الاحتلال في هذا الوقت هو تحد واضح لهذه الاتفاقية، وعدم احترام للمواثيق والمعاهدات معها، كما أنه تحد للأمة العربية والإسلامية؛ لأن المسجد الأقصى هو للمسلمين كلهم وليس للأردنيين أو الفلسطينيين فحسب.
وتنص معاهدة "وادي عربة" الموقعة سنة 1994م بين الأردن و(إسرائيل)، في أحد بنودها، على أن تحترم الأخيرة "الدور الحالي الخاص للمملكة الأردنية الهاشمية في الأماكن الإسلامية المقدسة في القدس".
واندلعت يوم الجمعة الماضي، مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال أسفرت عن ارتقاء ثلاثة شهداء فلسطينيين وإصابة 450 آخرين، على خلفية نصب الاحتلال الإسرائيلي بوابات إلكترونية على مداخل الأقصى. ويرفض الفلسطينيون الدخول عبر هذه البوابات التي ترمي لتغيير الوضع القائم في المدينة المقدسة.
وكانت سلطات الاحتلال أغلقت باحات المسجد الأقصى في 14 من الشهر الجاري، ومنعت إقامة صلاة الجمعة وذلك للمرة الأولى منذ 1969.
وقال النائب الأردني: "نقف شعبا وحكومة وملكا وبرلمانا بكل ما نملك مع أهلنا في فلسطين وإرجاع السيادة الفلسطينية على الأقصى كما كانت دون تدخل من الإسرائيليين"، معربا عن رفضه البوابات الإلكترونية التي نصبها الاحتلال الإسرائيلي على مداخل المسجد الأقصى.
ودعا إلى إثارة قضية القدس والأقصى في هيئة الأمم المتحدة، مبينا أن التصدي لإجراءات الاحتلال يتطلب موقفا عربيا موحدا إزاءها، وأن يهب شيوخ الأمة العربية والإسلامية "هبة جهادية لحماية الأقصى".
وطالب الزعماء العرب والمسلمين "بنصرة الأقصى"، مخاطبا إياهم: "كفاكم تخاذلا؛ لا يصح أن الوحيد الذي يتكلم عن فلسطين هو فقط الملك عبد الله الثاني. هذه ليست مسؤولية ملك الأردن وحده، بل مسؤولية زعماء العرب والمسلمين أيضًا".
واستشهد ثلاثة شبان من مدينة أم الفحم خلال عملية فدائية نفذوها في القدس المحتلة في 14 من الشهر الجاري، أدت إلى مقتل اثنين من جنود الاحتلال.
ويشار إلى أن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) تبنت في 18 أكتوبر/تشرين الأول 2016 خلال اجتماع في العاصمة الفرنسية باريس قرارا ينفي وجود ارتباط ديني لليهود بـالمسجد الأقصى وحائط البراق، ويعتبرهما تراثا إسلاميا خالصا.