فلسطين أون لاين

تقرير "غادة أبو سمرة" تضع شغفها في قوالب شمعية معطرة

...
الفتاة غادة أبو سمرة
غزة/ فاطمة الزهراء العويني:

قرابة عشر ساعات يوميًّا تنغمس الفتاة غادة أبو سمرة "22 عامًا" في صناعة "شموع غير تقليدية" تسوقها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فهي تبدع في صنع أشكال وأحجام مختلفة من الشموع.

فالشابة أبو سمرة "22 عامًا" التي تدرس "تكنولوجيا معلومات" في الجامعة الإسلامية، بدأت في مشروع "صنع الشموع" منذ قرابة ثلاثة أعوام، "فكانت البداية من شغفها بالشموع المعطرة وذات الألوان الجذابة، وحرصها على اقتنائها من السوق".

وتضيف: "فخطرت لي فكرة صناعة تلك الشموع ذاتيًّا وتسويقها، كمشروع فني مميز لم يكن أحد قد سبقني إليه في غزة، أخذت أبحث عبر الشبكة العنكبوتية عن طرق صناعة تلك الشموع، حتى أصبح لديّ خلفية جيدة عن الأمر".

وبادرت أبو سمرة لشراء المواد الخام والروائح العطرية اللازمة لصنع تلك الشموع، حتى استطاعت الوصول لتصميمات خاصة بها، بدأت في تسويقها عبر صفحة لها على "الانستغرام"، "فوجئت بحجم الإقبال الكبير من الناس على شراء تلك الشموع".

وتمضي أبو سمرة في هوايتها جنبًا إلى جنب مع دراستها الجامعية، "فالنهار أخصصه للجامعة والمحاضرات والدراسة بينما أسهر الليل لصنع الشموع، فأقوم بصهر المواد الخام وإعادة تشكيلها وفق ذوقي أو ذوق الزبون، الجمع بين الدراسة والهواية أمر مرهق لكن الشغف يهون عليّ الصعوبات".

القبول الكبير

وتقول إن دعم عائلتها مكَّنها من الاستمرار في العمل إذ يشجعونها على الإبداع، "قبول الناس فاجأني، كما أن صفحات أخرى كثيرة تبِعتْني في هذا العمل وأصبحتْ تصنع الشموع، لكنني أحاول دائماً أن يكون عملي إبداعيًّا ومتميزًا عن غيري".

وأضافت: "بعد أن أتقنت صناعة الشموع بجودة عالية في ظل التجارب المتعددة، بدأت -بتشجيع من عائلتي وصديقاتي- في مشروع بيع الشمع المصنوع يدويًّا، للبدء في الاعتماد على ذاتي بالدخل المادي".

وتحدثت عن عقبات كثيرة أمام تطور المشروع، منها: ارتفاع أسعار المواد الخام، ومنع سلطات الاحتلال تصدير المنتجات للخارج، "فالكثيرون من خارج غزة طلبوا مني طلبيات لكنني لم أستطع توصيلها لهم".

وترى أبو سمرة أن الشموع المعطرة تضفي لمسة جميلة للمنازل، وتنشر الطاقة الإيجابية والهدوء والروائح العطرة.

وتشرح أبو سمرة آلية صنع الشموع، والتي تبدأ بإذابة مادة الشمع الخام، ووضعها في قوالب مختلفة مع إضافة المادة العطرية الخاصة، وتركها بمكان مخصص حتى تجف لتصبح جاهزة للاستخدام.

وتلفت إلى أنها تستخدم عطورًا مختلفة في الشموع بحسب طلب الزبون، إضافة إلى الألوان الهادئة والمتعددة، حيث لكل منها دلالة خاصة. 

وتقول: "للروائح اتصال مباشر بخلايا الدماغ وعلاقة قوية بصفاء الذهن، خصوصًا عند استخدام زيوت عطرية منشطة للحواس، وبالتالي يزداد تركيز الإنسان وينجز أكثر في عمله، أو تحظين بلحظة من صفاء الذهن بعد يوم متعب فتساعدك على العودة لممارسة مهامك اليومية بنشاط".

وذكرت أبو سمرة أن أسعار الشموع في متناول الجميع، حيث تبدأ من 3 إلى 30 شيكلًا، بحسب الطلب والمواد المستخدمة في صناعتها. 

وتطمح أبو سمرة لتوسعة مشروعها الخاص في قطاع غزة ونشر ثقافة فوائد الشموع بجلب الطاقة الإيجابية، وأن تُشارك بمنتجاتها في المعارض الدولية.