فلسطين أون لاين

​زينة عمرو.. مُصابة زرعت نفسها في الأقصى

...
غزة - نسمة حمتو

رغم تعرضها للاعتداء من قوات الاحتلال الإسرائيلي وإصابتها بجروح متوسطة في رأسها إلا أن حبّها للمسجد الأقصى لم يمنعها من المشاركة مع المحتشدين للدفاع عن المسجد الأقصى، وفي كل مرة تُبعد فيها عن الأقصى تعود أقوى من السابق وتبدأ من جديد، فعشقها لمدينة القدس جعلها تهب حياتها له كأنه أحد أبنائها.

بداية الرباط


ارتبطت المرابطة زينة عمرو (53 عامًا) بالأقصى منذ طفولتها، لكنها انضمت كمعلمة في حلقات العلم بالمسجد الأقصى في يونيو/حزيران 2011، وكانت من أوائل المعلمات اللواتي بدأن بتشكيل مصاطب العلم في المسجد.

أبعدت زينة عن الأقصى عشرات المرات وكان آخرها قبل عامين عندما استلمت قرارًا يفيد بمنعها من دخول المسجد الأقصى بحجة التحريض، ولكن الأحداث الأخيرة جعلتها تعود وبقوة للميدان.

تقول زينة عن الأحداث الأخيرة في المسجد الأقصى: "كي يكمل الاحتلال مخططاته التهويدية ويفرض حصارًا على المصلين منع الأذان ومنع دخول المصلين وذلك من الخلال البوابات الإلكترونية التي قام بتركيبها".

وأضافت: "كان خبر تركيب البوابات كالصاعقة علينا فقررنا جميعاً أن نعتصم أمام المسجد ونرفض دخوله عبر هذه البوابات، ومن يومها ونحن نقيم الصلوات الخمس أمام المسجد الأقصى، لم نكن نتوقع أن تأتي كل هذه الحشود للمسجد الأقصى كي تصلي فيه".

قرار الإبعاد

وتابعت قولها: "يصل عدد المصلين في صلاتي المغرب والعشاء إلى ما يزيد على 8 آلاف مصلٍ، هذه الأعداد جعلت الاحتلال يخاف ويتردد في مواجهة المقدسيين، فكانت تسعى دوماً إلى قمع المسيرات والحشود وتفكيك الجماعات التي ترفض هذه السياسة إلى أنا جاءت جمعة الغضب".

كان الاستهداف الأول للمرابطة زينة عمرو يوم 16 أبريل/نيسان 2012 باعتقالها من عند أبواب الأقصى، والتهمة الجاهزة عرقلة سير زيارات غير المسلمين للمسجد، والتحريض، وتعريض حياة المقتحمين للخطر، إلا أنها ترفض التهم الموجهة لها كما ترفض التوقيع على قرار الإبعاد.

لم تتنحَّ المرابطة جانبًا، بل واصلت طريقها في الرباط على الأبواب ما جعلها عرضة لاعتداء وحشي في نفس التاريخ بعد عامين، أدى إلى كسور في الفك والأسنان ورضوض بكل أنحاء الجسم.

في الجمعة الأخيرة وصل للمسجد الأقصى مئات الآلاف من المرابطين لم تكن زينة تتوقع وجود كل هذا العدد، لتقول: "توجهت للمسجد الأقصى حشود من الداخل الفلسطيني ومن جميع الأماكن للصلاة فيه، وهذا ما جعل الاحتلال يحاصر المدينة حصارًا شديدًا ونشر أكثر من 5 آلاف جندي لمنع وصول الوافدين للمدينة أو الاقتراب من المسجد الأقصى، فأقيمت الصلوات في أقرب منطقة استطاع المصلون الوصول إليها".

إذلال المقدسيين

في يوم الجمعة وقفت زينة ومعها العشرات من النساء في تظاهرة سلمية لم يكن الهدف منها إشعال الوضع، ولكن تعنت قوات الاحتلال وإطلاق الرصاص والقنابل الغازية على المصلين، أدى إلى إصابة زينة في رأسها ونقلها للمستشفى.

وتابعت قولها: "بعد عامين من الإبعاد كنت أتمنى الدخول للمسجد الأقصى ولو للحظة، اليوم عدت مع هذه الحشود أدافع عنه وبقوة، ما حدث أحيا قضية القدس في قلوبنا".

وعن دورها في خدمة المصليين والمحتشدين في المسجد الأقصى قالت: "أقل شيء ممكن أن نقوم به هو تواجدنا مع أبنائنا نحرص على أن نقدم في الميدان دفعة معنوية للشباب، نوزع الكلمات التي تشحن الهمم من أجل التواصل والاستمرار".

كثير من هؤلاء المرابطات ينقلن الحدث أولًا بأول على مواقع التواصل الاجتماعي ومن خلال وسائل الإعلام كي تصل رسالة المسجد الأقصى للعالم أجمع.

وأكملت زينة قولها: "كثير من النساء يأتين إلى المسجد الأقصى الآن برفقة أبنائهن لتعلمهم حب الرباط والتمسك بالمسجد الأقصى ليبقى صوته عالياً بعيداً عن منع الأذان وإخافة المصلين".

زينة ترى بأن هذه السياسة التي تم فرضها هدفها فقط إذلال المقدسيين سواء في المسجد الأقصى أو من خلال المؤسسات والمعاملات التي يحتاجها أهل القدس.

وأضافت: "ألا يكفي الذل الذي نراه بشكل يومي ونحن نمنع من زيارة القدس، نحن نتعرض للإذلال في كل الحواجز التي نمر منها عندما نُفتش، كل هذا من أجل تهجيرنا من أرضنا".

مأزق كبير

ومضت في القول: "الاحتلال الآن في مأزق كبير ويحاول البحث عن حلول مع السلطة والأردن والدول العربية، وهو يعتقد بأن بحثه عن مخرج آخر بوضع جسور على الأبواب عبارة عن مجسمات حرارية وكاميرات حساسة تعبر من فوق رؤوس المصلين سيبرر له فعلته".

وأشارت عمرو إلى أن هذه الجسور فيها خاصية تصوير الهيكل العظمي للمصلي كي يتأكد من عدم وجود معدن معه أو سلاح، يريدون فحص نتيجتها لإزالة البوابات الإلكترونية ولكن المقدسيون يرفضون أي نوع من التفتيش سواء بالكاميرات أو بالبوابات.