انطلق أمس معرض المنتجات الزراعية الآمن الثاني، ضمن مشروع "بناء قدرة المجتمع من خلال تحسين سبل العيش والأمن الغذائي ونظام الزراعة الآمنة" الممول من مؤسسة الإعانة الإسلامية الفرنسية (SIF)، في قاعة الشاليهات غرب مدينة غزة.
واحتوى المعرض الذي أطلقته كلية الزراعة والطب البشري في جامعة الأزهر، الذي يمتد على مدار يومين، على خضراوات تمت زراعتها بطريقة آمنة مثل الطماطم والخيار والباذنجان، والفلفل الحلو، والكوسا والبصل والبطاطس ومنتجات ألبان صنعت بطريقة آمنة مثل الحليب والأجبان.
وأوضح مدير المشروع إسلام دهاليز لصحيفة "فلسطين" أن المشروع استهدف في مراحله المختلفة ما يقرب من 273 مزارع محاصيل و223 مربي أبقار من مختلف محافظات قطاع غزة".
وبين دهاليز أن المشروع يهدف إلى تحسين جودة وأمان واستدامة الإنتاج الزراعي من خلال تطوير نظام إنتاج وتسويق زراعي آمن.
وأضاف دهاليز أن المشروع درب المزارعين على آلية تطبيق نظام الممارسات الزراعية الآمنة، وإجراء الزيارات الإرشادية والرقابية للمرزاعين من قبل المرشدين الزراعيين العاملين في المشروع، إضافة إلى تزويدهم بالمدخلات الزراعية التي تدعم تطبيق النظام وتسويق الإنتاج.
من جهته، قال رئيس جامعة الأزهر د.عمر ميلاد: إن المعرض يهدف إلى نشر الوعي لدى المواطنين حول أهمية استهلاك الغذاء الآمن، وبيان مخاطر الممارسات الزراعية غير العلمية على التربة وجودة وملاءمة المنتج.
وبين ميلاد لصحيفة "فلسطين" أن المشروع حقق بكامل مراحله عدة إنجازات منها مراقبة الممارسات الإنتاجية لضمان جودة وأمان المنتج الزراعي في قطاع غزة، وتطوير منظومة الإنتاج الحيواني من خلال الأعلاف الصحية والنظام الغذائي الذي أدى لزيادة جودة حليب الأبقار وإنتاج أجبان آمنة وعالية الجودة.
وأضاف أن كلية الزراعة والطب البيطري التي أنشاتها الجامعة في عام 1992 تمتلك مزرعة في بيت حانون شمال قطاع غزة على مساحة 165 دونما، كما أنشات الجامعة مبنى كلية الحسن الثاني للعلوم البيئية والزراعية بمنحة مغربية على مساحة 3 آلاف متر مربع بتكلفة 8 ملايين دولار.
من جهته، قال عادل قدوم نائب رئيس بعثة فلسطين في مؤسسة SIF))، إن المشروع يعمل على بناء قدرات المزارعين الفنية والمعرفية من خلال حصولهم على التدريب والتوجيهات اللازمة خلال فترة المشروع.
وأشار قدوم إلى أن مشروع (SIF) يعنى بتعزيز سبل عيش المزارعين من خلال أساليب زراعية محسنة وتعزيز نظام البحث العلمي، وتعزيز سبل عيش المزارعين وتحسين وصول الأسر في قطاع غزة إلى المنتجات الزراعية الآمنة.
وبين قدوم أن المشروع ينطوي على العديد من الأنشطة والتي من أهمها تطوير نظام الإنتاج وتسويق المنتجات الزراعية الآمنة سواء المحاصيل أو منتجات الألبان في الأسواق المحلية.
وبين أنه يجرى حاليًا نقل تجربة قطاع غزة في الزراعة الآمنة إلى الضفة الغربية، ما يؤكد أهمية توسيع هذا النوع من الزراعة حفاظًا على صحة المستهلك وسلامة التربة.
وقال قدوم: "إننا نتطلع إلى تعميم ونشر نهج الزراعة الآمنة لتشمل أكبر قدر من المحاصيل والمساحات المزروعة عن طريق أكبر عدد من المزارعين العاملين في القطاع الزراعي، لأن ذلك يساهم في تعزيز عيش المزارعين والنهوض بالقطاع الزراعي الذي يعتبر ركيزة أساسية من ركائز الاقتصاد الوطني.
وأشار قدوم إلى أن المحاصيل الآمنة تحتوي على الحد المسموح به من متبقيات المبيدات وفقًا للمعايير الدولية لاستخدام المبيدات، وتكون خالية من الملوثات البيولوجية، ويتم نقل وتغليف المنتج بآليات ومواد تضمن سلامة وأمان الغذاء وتحد من تلوث المنتج، علاوة على الجودة العالية من حيث الحجم، والشكل واللون.