بالأمس كانت ذكرى رحيل أخي.. ودرّة تاج الذاهبين نحو القدس.. الدكتور رمضان.. أمين عام الجهاد السابق..

وعلى غير موعد مسبق، فإذا بشاشة الهاتف تتزين باسم المجاهد، رفيق رحلة الجهاد والمقاومة لأبي عبد الله، الأخ العزيز والمجاهد الكبير، خالد مشعل.. في اتصال، أظنه من أصل الوفاء، بين أخوين حبيبين مجاهدين.. كانت فلسطين والإسلام والمقاومة البيت الذي يجمعهما دوماً.. رغم مرارة الغربة والبعد عن فلسطين.. كان اتصالا لواجب العزاء لنا في ذكرى رحيل الشاهد والشهيد الدكتور رمضان..

ومن باب الأمانة، في حق المجاهد الحر،  والعزيز على القلب، لا بد من كلمة وفاء في حق الأخ الحبيب أبي الوليد.. 

شاءت أقدار الله أن ألتقيه في مرات محدودة وقليلة.. ولكنها كانت ولا زالت.. تعنى الكثير في قلبي، وعقلي، ووجداني.. أقل ما يمكن أني في كل مرة التقيه، أشعر بدفء أخي الدكتور رمضان .. ناهيك عن سر الانجذاب إلى هذا الرجل.. ليملأ قلبي قول الله تعالى " الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودّا..".. أزدد يقينا عندها.. أن المجاهد خالد هو ممن صدقوا الله.. وما زال ينتظر..

تنظر إليه، تجد متحدثاً لبقا مثقفا.. متواضعاً.. محبا.. كريما.. متجاوزاً.. مسامحا.. وعلى رأس هذه القيم الجميلة.. تتربع صفة الجهاد.. فتراه مجاهدا بامتياز.. يشهد له العدو قبل الصديق.. أتذكر حينما جاء إلى غزة، بعد حرب 2012، شآء المولى عز وجل أن التقيه في أحد بيوت الشهداء الكبيرة في غزة.. وهناك قلت بعضاً من أبيات الشعر في حقه.. فأخبرني أخي رمضان بنقل أبي الوليد لهذا الموقف، وسعادته بنا في غزة.. فما كان من أخى أبي عبد الله إلا أن قال " الحمد لله أنك بيّضت وجهنا مع أبي الوليد فهو رجل يستحق ذلك وأكثر.."..

مات أقوام وما ماتت فضائلهم

وعاش أقوام وهم بين الناس أموات..

هذا البيت.. هو من أجمل ما قيل في الوفاء.. ولا أظن الأخ المجاهد خالد مشعل إلاّ من أهل الوفاء.. وهذا أقل ما أشعر به، تجاه أخيه ورفيق دربه.. الدكتور رمضان رحمه الله..

أخى العزيز.. المجاهد الحبيب أبا الوليد.. هذا بعض من وفائنا على حضورك المتواصل في حياتنا.. أقله بالسؤال عنا.. في السفر.. أو في الحضر.. هذا بعضا من حبنا إليك.. نرجو قبوله.. ولا جعله الله آخر عهدنا بك.. حتى نجتمع سويا في الفردوس.. إن طال الزمان.. أو اشتد الشوق.. والسلام على أهل الوفاء..في زمن أصبح الوفاء نادرا.. وغريباً مستهجناً عند البعض..