فلسطين أون لاين

وادي الباذان.. يقاوم بسحره وجماله قبح الاحتلال

...
وادي الباذان (أرشيف)
نابلس/ فلسطين:

منطقة طبيعية خلابة وساحرة تواجه اعتداءات متواصلة من المستوطنين تحت حماية ورعاية الاحتلال الإسرائيلي، تقع على بعد 5 كم من مدينة نابلس على الطريق المؤدية إلى غور الأردن في الجنوب من قرية طلوزة، وسميت بوادي الباذان نسبة إلى قرية الباذان التي تعتبر من أراضي طلوزة القريبة من نابلس.

يعود تاريخ هذا الوادي إلى عصور قديمة فقد اكتشفت في المنطقة آثار تشير إلى وجود حياة تعود إلى العصر الآشوري الأوسط. وكان وادي الباذان معبرا للطريق في العهد الكنعاني، وكان يربط ما بين شكيم وتل الفارعة وبيسان وعرف بطريق وادي الباذان الخشنة.

أما في فترة العهد العثماني ونتيجة لتوافر المياه بكثرة فقد بنيت فيه 15 طاحونة لا تزال ماثلة حتى اليوم، كما يشير الكتاب علي سعادة في مقال نشرته "عربي 21".

ويتميز وادي الباذان بكثرة الينابيع وتنوع الحياة البرية، وهو من أجمل المناطق الطبيعية في فلسطين وأقيمت فيه محمية طبيعية للحفاظ على الحياة البرية.

وتوجد في المنطقة أنواع كثيرة من الطيور المقيمة والمهاجرة، مثل نقار الخشب السوري وصياد السمك والصقر والحسون وتمير فلسطين وأبو زريق والزانح والبلبل والغراب والهدهد والسنونو والحمام البري واليمام واللقلق.

ويمتاز بوجود أشجار الفاكهة النادرة، مثل التفاح والقراصية والأجاص والعناب واللوز والتوت وقصب البوص الذي يصنع منه أهالي القرية سلالا جميلة ملونة بأشكال مختلفة وبالنقش الفلسطيني.

وتوجد في الوادي مجموعة عيون تقع في سفوح روابي طلوزة الشرقية الجنوبية، ومنها عين السدرة أو راس النبع. وبعد أن تتجمع هذه العيون مع بعضها تلتقي في طريقها بمياه عين التبان التي تقع بالقرب من قرية الباذان الرومانية وتعرف اليوم بخربة فروة.

وتبقى المياه الجارية بالباذان طوال أيام السنة، إلا أنها ليست غزيرة كثيرا، وتنتهي الأودية القادمة من جوار قريتي عسكر وبلاطة في وادي الباذان. ويستفيد الأهالي في المنطقة من مياه هذا الوادي حيث إنهم يسقون بساتينهم ومزروعاتهم ومواشيهم وينتهي الوادي الذي يبلغ طوله حوالي 5 كم بجسر الملاقي (الملاكي).

جمال وسحر الوادي جعله مقصدا لنحو 600 ألف فلسطيني وأجنبي يأتون إلى المنطقة من الضفة الغربية إلى أحراش شجر الحور والكينا والصفصاف والجداول والينابيع الباردة هربا من حر الصيف ومن لهيب غلاء الأسعار أيضا في مدن الملاهي وأماكن الترفيه في فلسطين بشكل عام.

وقد انتعشت السياحة في محيط وادي الباذان، بعدما استلمت السلطة الفلسطينية عام 1995 الضفة الغربية، فأهالي المنطقة من شمال شرقي مدينة نابلس أقاموا المقاهي والاستراحات والمطاعم والمسابح بجانب ينابيع المياه الباردة وأشجار الفاكهة. فأصبح الوادي من أهم مناطق الجذب السياحي التي تحتوي على متطلبات الاستجمام والراحة والتنزه رخيص السعر.

ورغم أن الوادي شهد انتكاسة طبيعية مع بداية الانتفاضة الثانية (انتفاضة الأقصى) عام 2000 نتيجة لممارسة الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين التي تسببت في تدهور الحالة الاقتصادية في وادي الباذان ما أثر سلبا على السياحة في المنطقة، إلا أن الوادي لا يزال يقاوم بسحره وجماله كل قبح الاحتلال.

المصدر / فلسطين أون لاين