لم يمضِ سوى 6 أيام فقط على خروج المُعتقل السياسي فادي دراغمة (25 عامًا) من سجون مخابرات السلطة في أريحا، حتى باغتته قوّة إسرائيلية مع ساعات الليل، وانهالت عليه بالضرب ثم اقتادته إلى جهة مجهولة.
التاسع والعشرون من شهر مايو/ أيار الماضي، فُتح صفحة جديدة من المعاناة لدى عائلة "دراغمة"، حينما اعترضت قوة إسرائيلية خاصة الشاب "فادي" أثناء تجوُّله ليلًا في مدينة طوباس بالضفة الغربية المحتلة "دون سابق إنذار" وانهالت عليه بالضرب ووضعته في سيارة وهربت به مُسرعةً نحو المجهول، حسبما روى شهود عيان للعائلة.
ما يزيد القلق والتوتر لدى العائلة، أنه رغم مرور ثلاثة أيام على اعتقال "فادي"، لا يعلمون أين يتواجد الآن وفي أيّ سجن إسرائيلي زجّت به تلك القوّة الخاصة، وِفق ما يقول والده بشار.
نبرات الخوف تُرافِق صوت بشار دراغمة والد "فادي" وهو يتحدث إلى صحيفة "فلسطين"، عما تعرّض له نجله، "لا نعرف كيف تمّ اعتقال فادي، وفي أيّ سجنٍ يقبع الآن، أو حتى طبيعة التهمة المُوجّهة له؟".
لم يجد "دراغمة" سبيلًا سوى اللجوء إلى محامٍ لمعرفة مصير "فادي"، لكن حتى اللحظة "لم يحصل على الإجابة النهائية" لذلك التساؤل الذي يزيد قلق العائلة يومًا بعد آخر.
هذا الاعتقال ليس الأول لدى الاحتلال، حيث بدأ مسلسل الاعتقالات مع "فادي" وِفق كلام والده، منذ عام 2016، ولا يزال مستمرًّا حتى الآن، إذ تُعدُّ هذه المرة الثالثة، علمًا أنه مُصاب منذ 2016 خلال إحدى المواجهات مع قوات الاحتلال.
لكن ما يزيد القهر لدى عائلة "دراغمة" أنه بمجرد خروج "فادي" من سجون الاحتلال تتلقّفه مخابرات السلطة وتزجُّ به في سجونها، وهذا ما يُجسّد سياسة "الباب الدوار" بين السلطة والاحتلال، ضد النشطاء والمقاومين، علمًا أنّ "فادي" ينتمي لحركة الجهاد الإسلامي.
وأشار إلى أنه في شهر ديسمبر عام 2016، اعتقلت سلطات الاحتلال "فادي" وأفرجت عنه بعد سنة ونصف مع غرامة مالية، "وبعد خروجه بشهر اعتقلته مخابرات السلطة وزجّت به في مسلخ أريحا"، يُضيف الوالد "بشار".
ويُذكر أنه في عام 2017، اعتقلت قوات الاحتلال "فادي" وحكمت عليه بالسجن ثلاث سنوات وغرامة مالية، إلى أن أفرجت عنه في الثالث والعشرين من شهر أغسطس 2021.
لكن لم يمضِ شهرين على الإفراج عنه، حتى عاودت أجهزة أمن السلطة اعتقاله والزجّ به في سجن أريحا، حيث أمضى 40 يومًا.
مرّة أخرى يُعاد ذات المسلسل، حيث داهمت قوات الاحتلال منزل "دراغمة" خمس مرّات، علمًا أنه كان مطاردًا لأكثر من أربعة شهور متواصلة، وِفق "بشار".
وفي خِضمّ أيام المطاردة، اقتحمت قوّة من استخبارات السلطة منزل "دراغمة" واعتدت على فادي ورشّت على وجهه الفلفل، واعتقلته لمدة ستة أيام، إلى أن جرى إطلاق سراحه واعتقله الاحتلال قبل أيام.
ووِفق دراغمة، فإنّ التحقيقات معه لدى أجهزة أمن السلطة، تركّزت حول نشاطاته في حركة الجهاد الإسلامي في طوباس وتنفيذ عمليات إطلاق نار على جيش الاحتلال.
تجدُر الإشارة إلى أنّ "فادي" لم يستطع الالتحاق بالجامعة بسبب كثرة الاعتقالات لدى السلطة والاحتلال، علمًا أنه أنهى دراسة الثانوية العامة في سجون الاحتلال".

