قائمة الموقع

سائقون يشتكون سوء الطرقات والمرور تحملهم 80% من المسؤولية

2016-12-03T19:36:18+02:00

يحاول السائق "أحمد الكحلوت" السير بحذر في إحدى الطرق المؤدية إلى معسكر الشاطئ غرب مدينة غزة، مع أول هطول للأمطار على قطاع غزة تفاديا للوقوع في مطبات غالباً ما تتسبب في توقف مفاجئ للسائقين الأمر الذي قد يتسبب بحادث سير يلحق ضررا في سيارته الحديثة.

ويعمل الكحلوت (30 عاما) سائق عمومي منذ عشر سنوات، ويقول إنه ليس باستطاعته تحمل نفقات جديدة لإصلاح أي ضرر قد يلحق بمركبته حيث لم يزل يسدد أقساطها للبنك.

ويضيف "في كل موسم شتاء تخرج علينا البلديات والوزارات المسؤولة وتعلن استعدادها لاستقبال فصل الشتاء، بينما لا نجد على الطرق إلا الحفريات التي تتسبب بأعطال لسياراتنا أو نتيجة لحوادث التي تقع خلال محاولة الالتفاف على المطبات".

ووقع خلال 48 ساعة الماضية 22 حادث سير في قطاع غزة، وفق إحصائية رصدتها دائرة الحوادث التابعة للإدارة العامة للمرور، وغالبا ما تعزو الإدارة تلك الحوادث إلى السرعة الزائدة، مشيرة إلى أن ارتفاع الرقم المسجل خلال اليومين الماضيين يعود إلى الزخات الماطرة التي حملها المنخفض الجوي، حيث تكثر الانزلاقات بسبب الزيوت وعوادم السيارات المتراكمة على الطرقات.

مسؤولية مشتركة

ويرى المسن "يوسف محسن" الذي يعمل سائقا عمومياً منذ (25 عاما) أن تبرير إدارة المرور يحمل صحيح لكن ليس في مجمله، موضحا أن السرعة الزائدة عند السائقين الشباب ملفتة غير أن انقطاع التيار الكهربائي وظلمة الليل يكونان سببا في كثير من الحوادث لا سيما في فصل الشتاء.

ويقول محسن بينما يقود مركبة من نوع مرسيدس:" مع انقطاع التيار عن الشوارع العمومية يضطر السائق إلى إضاءة الأنوار العالية للمركبة ليسمح لبصره كشف الطريق بسهولة (..) نعلم أن هذا الإجراء يؤذي السائق المقابل الذي سيحاول الهرب فيصدم بمركبة أو دراجة نارية تحاول الخروج عنه بشكل مفاجئ أو مواطن يَهُم بقطع الطريق".

ويتساءل الرجل الستيني عن الحلول في ظل دفع متطلبات السير من ترخيص وتأمين، والغرامات التي تفرض على المخالفين بينما لا يلحظون أي بادرة لإصلاح الطرقات!".

السائق.. المسؤول الأول

وسجلت إدارة المرور أكثر من 7 آلاف حادث سير منذ بداية عام 2016 أودت بحياة 85 شخصا في مختلف مناطق قطاع غزة، 22 حالة منها كانت بسبب الدرجات النارية، ، وفق ما أفاد به العقيد ماهر اللِّلي نائب مدير الإدارة العامة لشرطة المرور.

وأوضح اللِّلي أن الرقم أقل من المعدل السنوي العام الذي يتراوح بين 90 إلى 100 حالة وفاة، فيما سجل العام الماضي 84 حالة وفاة.

ونفى العقيد اللِّلي أن تشكل الطرقات باعث رئيس للحوادث، قائلا "يتحمل السائق 80% من أسباب الحوادث، يأتي في مقدمتها السرعة الزائدة، والقيادة دون رخصة، والتهور وعدم الالتزام بالإشارات المرورية، أو دخول الطرقات باتجاه معاكس".

أضاف "لا تشكل المركبات غير المؤهلة أو الإنارة سواء على صعيد المركبات أو الطرقات سوى 20% من أسباب حوادث السير"، مشيراً إلى أن 150 كليو متر من الطرقات الرئيسية جرى تعبيدها بدعم دولي كالمشاريع القطرية أو محليا من خلال شركة جوال ووزارة الحكم المحلي.

دوريات متحركة

وأفاد العقيد اللِّلي أن نسبة كبيرة من الحوادث تتركز في شارعي الرشيد وصلاح الدين الواصلين بين مناطق قطاع غزة "وفي محاولة لخفض عدد الحوادث سيّرنا دوريات مرورية متحركة تتكون من 24 دراجة نارية مهمتها ضبط سلوك السائقين في هذين الشارعين".

وأهاب العقيد اللِّلي بالسائقين الالتزام بالقواعد المرورية، والفحص الدوري لتقليص حجم الضرر، داعيا سائقي المركبات العمومية والخاصة إلى المشاركة في "حملة الفحص الشتوي" التي تنتهي في 17 شباط/ فبراير 2017.

وذكر أن الحملة مجانية لإرشاد السائقين، وأن المخالفات المشروطة بمدى إصلاح صاحب المركبة للوضع الميكانيكي للمركبة (الزيوت، فرامل، الزجاج، الإطارات إلخ..).

وقال: "في حال أثبت الكشف وجود أي عوائق تشكل خطرا على المركبة أو المواطنين فيمنح السائق بعد سحب أوراقه مهلة 72 ساعة لتصويب وضع المركبة، وفي حال لم يلتزم وأوقفته شرطة المرور على الطريق تسحب المركبة وفقا للإجراءات القانونية".

وحذر العقيد اللِّلي من أن إدارة المرور ستلاحق المركبات التي تعمل على غاز الطهي، مؤكداً أنهم لا يحاولون التضييق على المواطنين ولكن "المركبات غير مؤهلة للعمل على هذا النوع من الوقود (غاز الطهي) وذلك يشكل خطر على حياة المواطنين، وبسبب النقص الحاد في غاز الطهي بفعل أجواء الشتاء الباردة.

اخبار ذات صلة