فلسطين أون لاين

"المرجعِيات الدينية" إبداعٌ مقدسي في توجيه الميدان

...
القدس المحتلة - مصطفى صبري

بعد قرار إقامة سلطات الاحتلال الإسرائيلية للبوابات الإلكترونية الأمنية حول المسجد الأقصى؛ تجلى دور المرجعيات الدينية والوطنية في الميدان؛ والتي اتخذت بدورها قراراً تاماً برفض البوابات؛ فيما تعاطى الشارع المقدسي معها بشكلٍ صدمَ المستوى الأمني والسياسي في دولة الاحتلال.

واظهر المقدسيون تمسكاً حديديا بقرار المرجعيات الدينية والوطنية الرافض جملة وتفصيلا للبوابات الأمنية ، حتى اصبح ما يصدر عن هذه المرجعيات هو المعمول به من قبلهم .

ويصرّح د.عكرمة صبري رئيس الهيئة الاسلامية وخطيب المسجد الأقصى لـــ "فلسطين" بالقول:" ما يصدر عن المرجعيات مُلزِم لنا جميعاً، مما يزيد الموقف صلابة وقوة ، فأهل القدس أعلم بما يجري في الميدان، وعندما قررنا كمرجعيات دينية رفض البوابات جاء الالتزام بشكلٍ منقطع النظير، وأظهر المقدسي تمسكه بقرارها مما يؤسس لحالة جديدة في التعامل مع اجراءات الاحتلال في المدينة".

وتوقع د.صبري أن دور المرجعيات الدينية في القدس سيأخذ أبعاداً أخرى بعد ازالة البوابات العنصرية التي تخنق المسجد الأقصى وتلغي دور "الأوقاف" عليه؛ في محاولة لفرض سطوة الاحتلال على المسجد الأقصى وساحاته ".

ويقول المواطن المقدسي زياد النتشة :" لا يمثلنا في القدس الا المرجعية الدينية التي تمثل المؤسسات الدينية، وما يصدر عنها نحن ملزمون بتنفيذه، لأننا نثق بأن قرار المرجعية الدينية يصب في مصلحة المسجد الاقصى و مدينتنا المحتلة بعيداً عن أي اعتبارات لجهة هنا أوهناك، وثمة إجماع بأن البوابات الالكترونية مصيرها في مزابل التاريخ".

ويؤكد المصور خالد زغاري أنه من خلال عمله الميداني لمس التزام المقدسيين بقرار المرجعيات الدينية والوطنية في المدينة المحتلة، يقول: "حاول ضباط الشرطة والشاباك والاستخبارات إقناع المعتصمين بأنهم سيسمحون لهم بدخول المسجد الاقصى بدون تفتيش؛ إلا ان الرد كان صارماً وهو الالتزام بقرار المرجعيات بإزالة البوابات الأمنية، ما شكل حالة من التوحد واللحمة في مشهد صدم الاحتلال ومؤسساته ".

وعبر د. جمال عمرو الخبير بشؤون القدس عن فخره واعتزازه بما يجري في القدس بعد أن أصبح قرار المرجعيات الدينية نافذاً؛ فلم تعد للجهات السياسية الموجودة في المنطقة فلسطينياً واقليميا دور، حسب رأيه.

ويضيف في حديثه مع "فلسطين": "لقد أضفت هذه الأجواء قوة على صلاحية هذه المرجعيات في إدارة الأزمة؛ مما أربك الاحتلال وأفقده صوابه، لا سيما أن قرار المرجعيات الدينية مرتبط بما يجري على الأرض؛ وليس من خلال إملاءات من هنا وهناك".

ويرى خالد أبو عكر مدير شبكة أمين أن في تشكيل المرجعيات المقدسية لمواجهة البوابات الالكترونية "إبداعاً مقدسياً" عمل بصورة عاجلة وفعالة، مضيفاً: "إنها صمام أمان وتلعب دور التوجيه الميداني، كما أن جميعها تتواجد في الميدان مع الجماهير المنتفضة، وقيادة من هذا النوع تزيد من ثقة الجماهير بها والالتزام بتوجيهاتها مما يضاعف تأثيرها، فالاحتلال بكامل أذرعه الاستخباراتية والشرطية يحاول تفكيك الالتحام الجماهيري بهذه المرجعيات منذ اللحظة الأولى إلا أنه سجَّل إخفاقاً في اختراقها".