فلسطين أون لاين

تقرير المرابطون.. خط الدفاع الأول عن القدس والأقصى

...
مرابطو الأقصى أثناء اقتحام المستوطنين للمسجد أمس
القدس المحتلة-غزة/ جمال غيث:

قطع "سمير جبارين"، نحو 80 كيلومترًا برفقة زملائه لينال شرف الرباط في المسجد الأقصى المبارك، والتصدي لمخططات الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه لتهويده وفرض سيطرتهم الكاملة على مدينة القدس المحتلة.

ويحرص "جبارين"، وهو من مدينة أم الفحم، في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948م، على الوصول إلى المسجد الأقصى والرباط فيه إلى جانب المقدسيين للقيام بواجب الدفاع عنه وحمايته في أحلك الأوقات.

ويقول "جبارين" الذي تعرض للاعتقال لدى الاحتلال خلال رباطه في الأقصى، لصحيفة فلسطين: إن الرباط في القدس فريضة على كل من يستطيع الوصول إليه، مؤكدًا أنه اجتاز العديد من حواجز الاحتلال إلى أن وصل إلى المسجد الأقصى.

وأضاف جبارين: رغم اعتداءات الاحتلال على المرابطين فإنني مُصر على البقاء في المكان وترديد التكبيرات والهتافات التي تزعج المستوطنين وتجعلهم في حالة من الخوف وتدفعهم إلى مغادرة المكان.

وذكر أن مسيرة الأعلام ورباط الفلسطينيين ودفاعهم عن القدس والأقصى تؤكد أن أهل فلسطين على الحق وأن الاحتلال على باطل وإلى زوال.

وخلال الأيام الماضية، وصل المئات من الفلسطينيين من مختلف المدن الفلسطينية إلى مدينة القدس للرباط في المسجد الأقصى، وإفشال ما تسمى "مسيرة الأعلام"، ومخططات الاحتلال لفرض سيطرته على المدينة المقدسة.

اعتداءات الاحتلال

المسنة نفيسة خويص، حاولت منذ ساعات الفجر الأولى أمس، الوصول إلى المسجد الأقصى لتنال شرف الدفاع عن أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، ولكن دون جدوى، بسبب منعها من شرطة الاحتلال الموجودة على بواباته.

وما يئست خويص (66 عامًا) من محاولة الدخول للمسجد الأقصى، متنقلة بين أبواب "حطة والملك داود وباب القطانين"، بالرغم من اعتداء قوات الاحتلال عليها لدفعها لمغادرة المكان، كما تقول لصحيفة "فلسطين".

وتشير خويص إلى أن عددًا من شرطة الاحتلال ارتدوا ملابس مدنية ودخلوا بين المصلين والمرابطين في الأقصى واعتدوا عليهم بالهراوات عند باب "الأسباط وحطة وباب المجلس"، واعتقلوا عددًا منهم.

وذكرت أن الصمود الأسطوري للمرابطين في وجه اعتداءات الاحتلال في المسجد الأقصى، هو ما يفشل مخططات الاحتلال، مطالبة كل الفلسطينيين بالوصول إلى القدس والرباط فيه والتصدي لمخططات الاحتلال فـ"المسجد الأقصى حق خالص للمسلمين فقط".

ونصبت قوات الاحتلال حواجز للحيلولة دون وصول المصلين إلى المسجد الأقصى، كما منعتهم من دخول البلدة القديمة في القدس، فيما اعتدت على المصلين الذين تواجدوا في باحات الأقصى واعتقلت عددًا منهم.

تفريغ الأقصى

ولم يجد مسن فلسطيني أمامه سوى رفع حذائه في وجه المستوطنين وشرطة الاحتلال في منطقة باب العمود في القدس، رفضًا لاقتحام الأقصى و"مسيرة الأعلام" التي تنظمها الجماعات المتطرفة، وفق مقاطع تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي.

من جهته، أكد عضو هيئة "أمناء الأقصى"، فخري أبو ذياب، أن المرابطين في الأقصى لا يخشون الاحتلال وعمليات الاعتقال والملاحقة.

وقال أبو ذياب لـ"فلسطين": إن الاحتلال فشل في فرض ما يريد في الأقصى، ولم يتمكن من تفريغ المسجد من المرابطين.

وأشار إلى أن الاحتلال بات يعلم أنه لن يستطيع فعل أي شيء أمام صمود المرابطين وإصرارهم على حماية الأقصى.

وذكر أبو ذياب أن ثبات المرابطين يرعب الاحتلال الذي يحاول عدم الانجرار إلى مواجهة كبيرة، ويخشى أن تمتد ردة الفعل الفلسطيني إلى خارج مدينة القدس.