تحمل المشاهد التي عرضها برنامج "ما خفي أعظم" على قناة الجزيرة القطرية، أول من أمس، تحت عنوان "قلب المعادلة"، رسائل للاحتلال الإسرائيلي تعكس قوة الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة وفي مقدمتها كتائب الشهيد عز الدين القسام، وفق مراقبين.
وعدَّ المراقبان أن ما جاء في البرنامج يجسد أحداث معركة سيف القدس التي خاضتها فصائل المقاومة ضد الاحتلال، في مايو/ أيار 2021، وامتدت 11 يومًا، وهو رد على تصاعد الانتهاكات بحق أهالي القدس والمسجد الأقصى المبارك.
وتضمن البرنامج حديثًا لشخصيات بارزة في القسام للمرة الأولى تظهر عبر وسائل الإعلام، منهم القيادي في هيئة أركان كتائب القسام محمد السنوار.
ورأى الخبير في الشؤون العسكرية رفيق أبو هاني، أن محتوى "ما خفي أعظم" يثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن سيف القدس ليست معركة عادية، وإنما كانت إستراتيجية يخوضها الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة.
وأشار أبو هاني في حديث لصحيفة "فلسطين" إلى أن البرنامج أثبت أيضًا عدالة القضية، وأن الشعب الفلسطيني يخوض معركة عادلة، وليس عدوانا وإرهابا كما يدعي الاحتلال الإسرائيلي وحلفاؤه، إنما الشعب والمقاومة يخوضان المعركة دفاعًا عن الأقصى والقدس.
وأضاف أن "المعركة جسّدت حالة التكامل بين الفصائل في العمل المقاوم سواء داخل غزة أو خارجها، وأن هذا الموضوع أعطى رسائل للاحتلال أن للمقاومة حلفاء من خارج فلسطين، لتبادل المعلومات الاستخبارية أو بعض الأفكار ومهارات العمل العسكري، والإستراتيجي والتكتيكي، وهذا يمثل رسالة قوية".
وكشفت كتائب القسام عن الغرفة الأمنية المشتركة لأول مرة، ولقد جمعت ضباط استخبارات تابعين لها مع ضباط من حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني.
وبيَّن أن "سيف القدس" أظهرت ضعف الاحتلال ليس في الإمكانيات العسكرية، بل في العقيدة العسكرية لديه، والإرادة العسكرية، التي أظهرت الجندي الإسرائيلي وهو يلتصق بالأرض مرتعبا وخائفا، لا يستطيع أن يرفع رأسه أمام صواريخ المقاومة.
وأظهرت حالة الضعف والوهن التي أصابت قلوب جيش الاحتلال الذي يخوض مناورة تمتد لشهر كامل بهدف محاولة "إعادة الاعتبار" لجنود الاحتلال وجيشه البري بعد فشله في عدة معارك أمام المقاومة الفلسطينية، كما يقول الخبير العسكري.
من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل، إن ما تضمنه برنامج "قلب المعادلة" يعكس حالة واقعية، حيث استطاعت المقاومة إثبات مصداقيتها على غرار حزب الله عندما أصبح الإسرائيليون يثقون به أكثر من ثقتهم بحكومة الاحتلال نفسها ووسائل إعلامها.
وأضاف عوكل لـ "فلسطين"، أن "سيف القدس أثبتت صدق المقاومة في تنفيذ أي تصريح أو قرار صادر عن أي جهة مسؤولة وتبدي التزامها، وهذا أمر مهم".
وأشار إلى أن المعركة والبرنامج الوثائقي أظهرا أن المقاومة كانت هي المبادرة والمسؤولة عن تحريك الأحداث، خاصة أن انتهاكات الاحتلال وعدوانه في تلك المرحلة لم تتوقف في الأراضي المحتلة وخاصة القدس.