فلسطين أون لاين

ما زال الذي خفي أعظم

استطاعت المقاومة الفلسطينية اقتناص الظروف الصعبة التي يُمر بها العدو الصهيوني لتوصل له رسائل عملية مباشرة شديدة اللهجة، بعد عام من معركة سيف القدس، حيث كشف برنامج «ما خفي أعظم» الذي بثته قناة الجزيرة فصل جديد من فصول المعركة.

وكانت تلك الرسائل الموجه من أحد أبرز قيادات هيئة أركان كتائب القسام محمد السنوار في ظهوره الإعلامي الأول، الهدف منها ردع العدو الصهيوني، وإشارة إلى أن بقعة الزيت ستتسع في المعركة القادمة لتطال مناطق استراتيجية وحيوية لدى الكيان من خلال كمية الصواريخ ونوعيتها والدقة في احداثياتها، إضافةً إلى ذلك أن المقاومة تضع ملف الأسرى على سُلم أولوياتها، كيف لا وهذا الملف حاضر في كل معركة؟ حيث تعمل المقاومة على زيادة الغلة والعمل على اختطاف أسرى صهاينة بغية إتمام صفقة تبادل مُشرفة للإفراج عن أكبر عدد من أسرانا البواسل.

عملت قيادة أركان المقاومة على توجيه رسائل عديدة منها، أنها علقت عدد 362صاروخاً مجهزة لضرب 14مدينة من المدن الكبرى الإستراتيجية كحيفا وتل أبيب وايلات وديمونا في الساعات الأخيرة من المعركة، مما يُدلل على أن المقاومة كانت قد أعدت العُدة لمثل هذه المعركة في مختلف الوسائل والوحدات القتالية من الصواريخ والمسيرات. ولم يكن ذلك ليحدث إلا من خلال الرجال الأبطال الذين سخروا أنفسهم خدمة لدينهم ووطنهم، فكان لجهود قادة التصنيع والمهندسين شهداء المعركة الدور الكبير في مرحلة الإعداد والتجهيز، حيث ورثوا علمهم وخبراتهم للرجال المجاهدين من خلفهم حتى يواصلوا المسير من بعدهم.

تؤكد الغرفة المشتركة التي ضمت ضباط استخبارات من القسام وحزب الله والحرس الثوري الإيراني على أن المحور سيكون حاضراً بقوة في المعركة القادمة ليس فقط في النصائح والارشادات وتقديم المعلومات الاستخباراتية وما شابه ذلك؛ ولكن قد يصل الأمر إلى المشاركة الميدانية في أي معركة قادمة.

أيضاً لاحظنا الثغرة الجديدة التي أصابت العدو في مقتل، من خلال قيام وحدات القنص بضرب وتعطيل منظومة الرصد الصهيونية الأمر الذي جعل العدو يعيش في حالة من الاعماء والتخبط وهو  تكتيك أمني استخباراتي جديد الاستخدام يُحسب للمقاومة في معركة سيف القدس.

أما على مستوى الجمهور الصهيوني، تمكنت كتائب القسام من أن تُحقق نجاحاً كبيراً في معركة الوعي، وحققت اختراقا وتأثيراً عليهم من خلال صدق وقوة الخطاب الإعلامي المقاوم، في المقابل فشل الخطاب الصهيوني ومردودة السلبي على جمهوره.

لذا، يمكن القول أن كتـائب القسام تمكنت من خلال البرنامج أن تُوصل رسائل عديدة للعدو الصهيوني عن جهوزيتها واستعدادها لأي معركة قادمة، وأن المساس بالمقدسات سيُعجل في إشعال فتيلها.