أكد نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، جميل مزهر، رفض الجبهة الشعبية لسياسة "التفرد والهيمنة" التي تمارسها حركة "فتح" تجاه منظمة التحرير الفلسطينية، مجددًا التأكيد على رفض فصيله لسياسة "التطبيع" مع الاحتلال الإسرائيلي، وجميع اتفاقات التسوية معه.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده مزهر، اليوم الأربعاء بمدينة غزة، للإعلان عن نتائج المؤتمر الوطني الثامن للجبـهة الشعبية، حيث دعا مزهر إلى مقاومة الاحتلال، و تصعيد عمليات المقاومة بمختلف أشكالها ضده، بصفتها "طريق أساسي وناجع لمواجهة الاستيطان الصهيوني".
وتطرّق إلى الوضع في القدس المحتلة وانتهاكات الاحتلال فيها، قائلًا: "إنّ القدس ستبقى محور الصراع وقلب الهوية الوطنية الفلسطينية"، موجّهًا التحية للمقاومة الفلسطينية في الضفة والقدس التي تقف في وجه الاحتلال ومستوطنيه.
وحول نتائج المؤتمر الثامن للجبهة الشعبية، قال مزهر: " رغم التحديات التي تواجهها الجبهة الشعبية إلا أنها حقّقت نجاحًا في تجربتها الديمقراطية، وما حقّقناه من تجربة ديمقراطية يأتي في ظل دعمنا لصمود شعبنا ومقاومته المتواصلة"، مجددًا العهد بالسير على خطى الشهداء حتى التحرير.
وأضاف:" جاء المؤتمر الوطني الثامن للجبهة الشعبيّة ليؤكّد على رؤيتها للديمقراطية كأداةٍ من أدوات المقاومة الشعبيّة وتعزيز الصمود وتجديد البرامج، وتكريس الشراكة في صناعة القرار، وتجديد الحيوية الثوريّة للمجتمعات، لتقدّم نموذجًا ومثلًا حيًّا وأداة لصون الهوية وتعزيز الصمود ومقاومة الاحتلال".
وتابع: "أنجزت الجبهة مؤتمرها الوطني الثامن في عمليةٍ تراكميةٍ بدأت منذ بداية العام 2021 وحتى مايو 2022 شملت المئات من المؤتمرات القاعدية حول العالم وصولاً لمؤتمرات الفروع انتهاءً بالمؤتمر الوطني الثامن"، مشيراً إلى "أن الجبهة تقدم نموذجًا وطنيًا تقدميًا ديمقراطيًا مقاومًا لا يستسلم لاشتراطات الواقع، حيث عقد المؤتمر تحت عنوان "الوفاء للشهداء والأسرى".
وبين أن المؤتمر الثامن حمل شعار (المؤتمر الوطني الثامن – محطة هامة نحو تعزيز الوحدة الداخلية ووحدة الإرادة والعمل والديمقراطية، واستنهاض الجبهة وتعزيز حضورها الجماهيري والوطني والكفاحي)، ملفتاً إلى أن المؤتمرين وجهوا "التحية لشعبنا في مخيمات الشتات والتجمعات والجاليات الفلسطينية في المنافي والمهاجر البعيدة، مجددين عهد الوفاء لهم بالاستمرار في النضال والمقاومة والصمود على الأرض حتى التحرير والعودة، وإقامة دولة فلسطين الديمقراطية على كامل التراب الوطني الفلسطيني".
واسترسل: "وجه المؤتمر تحية الفخر والاعتزاز لأسيرات وأسرى الحرية، وفي مقدمتهم الرفيق القائد أحمد سعدات والعهد لهم بمواصلة القتال حتى انتزاع حريتهم وتبييض السجون الصهيونية.. كما توجه المؤتمر بالتحية لأمهات وزوجات وأطفال الشهداء والأسرى، مجددًا العهد بالسير على خطى الشهداء، وحمل وصاياهم وصون حقوق ذويهم وأطفالهم ونسائهم".
وأردف قائلاً: "توجه المؤتمر بالتحية لطالبات وطلاب القطب الطلابي الديمقراطي التقدمي وجبهة العمل الطلابي في ضفة الصمود والتحدي وهم يواجهون صلف الإرهاب الصهيوني تجذرًا بهويتهم الجبهاوية المقاومة.. كما توجّه بالتحية إلى مناضلي الحرية الذين يقبعون في سجون الإمبريالية، وخصّ الرفيق القائد جورج عبد الله المعتقل في السجون الفرنسيّة،" معتبرًا أنّ حريته وحرية جميع مناضلي الحرية واجب على كل حر في العالم.
وحول قرار التجديد لسعدات، قال مزهر: "وفاءً للحركة الأسيرة ومكانتها الوطنية وخنادق تموضعها الأولى في مواجهة الاحتلال وإرهابه، ووفاءً للقائد النموذج الذي حمل الأمانة وكان وفيًا للشهيد الرمز أبو علي مصطفى اتخذ المؤتمر قرارًا بالإجماع بالتجديد الاستثنائي للرفيق الأمين العام أحمد سعدات".
وأوضح أن "هذا التجديد الاستثنائي خاصة وأن النظام الداخلي للجبهة حدد فترة إشغال مهمة الأمين العام ونائبه والمكتب السياسي بدورتين متتاليتين، حيث أكَّد المؤتمر على احترام النظام وعدم المساس به، أو إجراء أي تعديلات عليه فيما يتعلق بأعضاء المكتب السياسي".
وشرح كينونة المؤتمر والتي شملت "ساحات العمل في الخارج وقطاع غزة والسجون، ونظرًا لخصوصية الضفة وحجم الملاحقة والمطاردة والاعتقالات والاستهداف المستمر، حيث خَولّ المؤتمر الهيئات القيادية المنتخبة بإجراء الترتيبات والخطوات اللازمة لضمان تمثيل الضفة الكامل بكل الهيئات القيادية المنتخبة اللجنة المركزية العامة والمكتب السياسي ولجنة الرقابة، وبما يراعي أوضاعهم، ويضمن حضورهم وتفاعلهم في مختلف القضايا".
وأكَّد مزهر أن المؤتمرين جددوا تأكيدهم على "أنّ الجبهة الشعبيّة ستظل عصية على الاقتلاع والتصفية، محذرًا العدو من الاستمرار في سياساته وإجراءاته التي ستواجهها قواعد الجبهة بعقيدة المقاومة التي أنجبت أبطال عمليتي دير ياسين وعين بوبين وعشرات الشهداء والمقاومين".
وعدَّ ما وصفه بـ"العرس الوطني الديمقراطي" جاء تتويجًا للعملية الديمقراطية الداخلية التي جاءت من خلال الانتخابات التمهيدية والتي تعمّق الديمقراطية وتتيح لكل فرع اختيار قائمتهم ومرشحيهم للهيئات المركزية والقيادية في القائمة المركزية ممن تنطبق عليهم معايير الكفاءة والخبرة، ليتم ترتيب نتائج الانتخابات التمهيدية "البرايمرز" وفق القوام المقترح ومن حصل على أعلى الأصوات".
وتابع:" استمرت قيادة الجبهة في تقديم النماذج الديمقراطية بالتخلي عن المراكز القيادية الأولى، التزامًا بالنظام وتغليبًا للديمقراطية، وإفساح المجال لضخ دماء شابة جديدة، وعلى رأسهم نائب الأمين العام القائد أبو أحمد فؤاد، والرفاق أعضاء المكتب السياسي: ليلى خالد، د.مريم أبو دقة، ماهر الطاهر، أبو علي حسن، مروان الفاهوم، غازي الصوراني، وأعضاء اللجنة المركزية العامة، الرفاق: سميرة موسى، محمد طومان، ووديع أبو هاني، وعاطف عودة. وقبلهم الرفاق: جميل المجدلاوي، يونس الجرو وعبد العزيز أبو القرايا وأبو علي ناصر وكوكبة من الرفيقات والرفاق في مختلف الساحات".
واسترسل: "إن تلك النماذج اقتدت بالنموذج والمثل والقدوة الأولى المؤسس الدكتور جورج حبش؛ الذي تخلى طواعية عن موقع الأمين العام، فكل التحية لهذه النماذج المشُرفة في مسيرة الكفاح والنضال"، ملفتاً إلى أن الجبهة تعد الحلقة التنظيمية على أنها "حلقة مركزية من حلقات الكفاح والمقاومة لشعبنا، تستوجب من كل عضو في الجبهة الشعبيّة الالتحام في خطوط الاشتباك والمواجهة عبر ترجمة عضويته لعمل كفاحي منظم".
وفي الختام جدد مزهر تأكيده على أن "للجبهة الشعبية هويتها الطبقية والفكرية التقدمية، ومواصلة تبني هموم أبناء شعبنا بشكل عام والكادحين والفقراء منهم بشكل خاص باعتبارهم أصحاب المصلحة بالتحرير، بما يُمكّن حزبنا من توفير القدرة في كل الظروف على مواصلة المقاومة ودعمها وإعادة الاعتبار للبعد الجماهيري والشعبي للانتفاضة".