فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

الاحتلال يحتجز جثمانه منذ 18 عامًا

تقرير "فيصل أبو نقيرة".. الموت يُغَيِّب الأب والهواجس تجتاح عقل الأم

...
والدة فيصل أبو نقيرة
رفح/ ربيع أبو نقيرة:

تشتد هواجس السيدة ليلى حمدان أبو نقيرة (62 عامًا) وتزداد حيرة يوما بعد يوم، منذ احتجاز جيش الاحتلال الإسرائيلي جثمان نجلها فيصل قبل نحو 18 عامًا.

واحتجز الاحتلال الإسرائيلي جثمان الشهيد فيصل محمد أبو نقيرة، عقب تنفيذه مع رفيق دربه الشهيد إبراهيم حماد عملية اقتحام لمستوطنة "كيسوفيم" وسط قطاع غزة في الثاني من مايو/أيار 2004، واعترف الاحتلال حينها بمقتل خمسة مستوطنين وإصابة عدد من جنوده.

وأعلنت حينها لجان المقاومة الشعبية وسرايا القدس أن العملية جاءت ردًا على جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق أبناء شعبنا واغتياله الشهيد أحمد ياسين والشهيد عبد العزيز الرنتيسي.

وتستذكر أبو نقيرة اللقاء الأخير مع نجلها، حين بات ليلته الأخيرة في غرفتها ثم تناول طعام الفطور وأهداها ساعة يد كان يرتديها ومنحها مبلغًا من المال، ثم انطلق إلى تحقيق أمنيته.

أبو نقيرة قالت لصحيفة "فلسطين": "في يومه الأخير كتب فيصل على غطاء السرير، أملي أن يرضى الله عني، وودعني بكلمات لم أعيها إلا بعد سماع خبر ارتقائه شهيدًا".

وأعربت عن أمنياتها في تجدد اللقاء بفلذة كبدها، قائلة: "لن تهدأ حيرتي ولن تتوقف هواجسي حتى أودعه وألامس جسده وأطبع قبلة على جبينه".

وأضافت: "الاحتلال يريد أن ينتقم منا ويشعل حزننا ويعذب قلوبنا، باحتجاز جثمانه؛ لكن المولى تعالى يلهمنا الصبر، ونحن على يقين بأن الاحتلال زائل وأن الأرض ستعانق شهداءها وأبناءها".

وتابعت: "نريد توديعه وتأدية صلاة الجنازة على جثمانه ودفنه في مقابر المسلمين، ليكون قريبًا منا نزوره وقتما نريد ولتطمئن قلوبنا وتنطفئ نار حزننا، وذلك من أبسط الحقوق الإنسانية".

وطالبت أبو نقيرة المؤسسات الدولية المعنية للضغط على الاحتلال من أجل الكشف عن مصيره، والمقاومة الفلسطينية بضرورة وضع اسمه ضمن أي صفقة تبادل قادمة.

بدوره أوضح شقيقه أحمد (36عامًا) أن والده توفي قبل عامين، راحلًا عن الدنيا قبل أن يحقق أمنيته برؤية جثمانه ومواراته بالثرى ودفنه في مقابر المسلمين.

وقال أبو نقيرة: "16 عامًا عاشها أبي بعد استشهاد أخي فيصل وهو يمني نفسه بلقائه، وينتظر اللحظة التي يطفئ فيها لهيب شوقه وحنينه بالإفراج عن جثمانه، لكن الموت عجل برحيله، وإن شاء الله يكون لقاؤهما في الجنة أجمل".

وأشار إلى أن العائلة منذ استشهاده لا تعلم شيئًا عنه، قائلا: "تواصلنا مع المؤسسات الدولية والمحلية، وخصوصا الصليب الأحمر، على مدار سنوات لمعرفة مصيره دون جدوى".

وتابع أبو نقيرة: "الاحتلال يخفي مكان وجوده ولم يفصح عن أي معلومة عنه، والجواب النهائي التي تلقيناه من منظمة الصليب الأحمر الدولي، إبلاغهم من طرف الاحتلال أن ملف فيصل أبو نقيرة ملف مغلق ولا يمكن الحديث فيه أبدًا".

وأوضح أن الاحتلال يهدف من وراء ذلك إلى إشعال القلق في قلوب أهالي الشهداء، وقتل الأمل لديهم بإمكانية الإفراج عن جثامينهم، وجعلهم نسيًّا منسيًّا، قائلا: "ابننا فيصل دافع عن وطنه وقاوم المحتل، وهذا حق كفلته المواثيق الدولية، ونحن متمسكون بحقنا في استرداد جثمانه".

والطريق الوحيد لتحرير جثمانه هو إدراج اسمه ضمن صفقات التبادل التي تبرمها المقاومة الفلسطينية، وفق حديث أبو نقيرة.

ويحتجز الاحتلال الإسرائيلي، جثامين 359 فلسطينيًّا، في جريمة مخالفة لمبادئ القانون الدولي الإنساني والأعراف الدولية ذات العلاقة.

ووفقًا لنادي الأسير الفلسطيني فإن الاحتلال يواصل احتجاز جثامين 103 من الشهداء الفلسطينيين؛ منهم جثامين 9 أسرى، إضافة إلى 256 جثمانا فيما تعرف بـ"مقابر الأرقام".