أجمع عدد من قادة قوى المقاومة الوطنية والإسلامية على أنّ المقاومة خيار وحيد لتحرير فلسطين والمسجد الأقصى وإحقاق حقّ العودة، مؤكدين أنّ ذلك بات أمرًا واقعًا خاصةً بعد معركة "سيف القدس" في ذكراها الأولى.
جاء ذلك خلال مهرجان "حتمًا عائدون" الذي نظمته الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين، مساء اليوم السبت، بالتزامن بين فلسطين ولبنان، وسط مشاركة قوى وطنية وشخصيات اعتبارية وإسلامية.
وقال ممثل الحملة يوسف حافظ من لبنان، "إنّ هذا المهرجان الاستثنائي ينعقد اليوم بجمهور واحد وبرنامج واحد، يشرفني اليوم باسم الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين نرحب بكم جميعًا لنعلن للعالم كله بصوت واحد أنّ فلسطين قريبًا ستتحرر وإننا حتمًا عائدون".
وأوضح حافظ أنّ هذه الحقيقة ثبتها الحدث الأبرز وهي الذكرى السنوية الأولى لمعركة "سيف القدس"، "وهي معركة تاريخية غيّرت كل المعادلات، وفرزت حلفاء القدس وفلسطين الحقيقيين عن سواهم من الذين يدعون ويرفعون شعارات واسم فلسطين".
وأضاف "هذه المعركة جعلتنا أقرب إلى النصر أكثر من أيّ وقت مضى، وأفشلت مسيرة التطبيع والمُطبّعين، وأثبتت هذه المعركة أنّ كل إنسان يمكنه أن يساهم بصناعة الانتصارات في فلسطين".
وشدّد حافظ على أنّ شعوب الأمة تسعى لتحقيق العدالة، ولن نقبل أن تتجزأ هذه العدالة أو أنصاف الحلول؛ "فإنّنا سنسعى ونطالب ونقدم ما نستطيع لتحرير كل ذرة تراب من فلسطين".
وذكر أنّ القدس هي وجهتنا ومحورنا وبالولاء لها والتضحية من أجلها، مؤكدًا أنّ هذا الحلف هو حلف مفتوح لكل الناس وندعو الجميع للالتحاق به.
ماضون للتحرير
من جانبه أكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس سهيل الهندي أنّ شعبنا في غزة يقف عند السلك الزائل بمخيم ملكة شرق حي الشجاعية شرقي مدينة غزة ليؤكد أنه يفدي الأقصى والقدس.
وشدّد الهندي على أنّ فلسطين على موعد قريب للتحرير، مُضيفًا "ما معركة سيف القدس وما خروج المحتل من جنوب لبنان إلّا رسالة واضحة للمحتل أنّ المقاومة تعدُّ العدة وتُراكم القوة فوق الأرض وتحتها".
وأضاف "اليوم القدس ليست وحدها والضفة ليست وحدها، غزة ليست وحدها والداخل ليس وحده، هناك محور مقاومة أخذ على نفسه العهد أمام الله ثم أمام شعبنا ألّا نترك فلسطين والمضي في طريق التحرير".
وتابع حديثه للعدو: "نحن نُراكم القوة ونبني قوتنا ونستعد لهذه المعركة الفاصلة، ونحن على يقين أنّ أيام هذه الدولة المسخ في نهايتها، نحن على موعد مع وعد الله لنا بالنصر والتحرير".
وأشار الهندي إلى أنّ محور المقاومة هنا في غزة وفلسطين عبر "الغرفة المشتركة" يقول للاحتلال، "إنّ أيدينا على الزناد، وإنّ القدس وفلسطين خط أحمر، وإنّ برميل البارود سينفجر بوجه المحتل الغاصب".
وأضاف "نقول لأمتنا نُبشّركم نُطمئنكم أننا على العهد والميثاق ونبني قوتنا، وإنّ موعد المواجهة مع المحتل قريبة إن شاء الله".
وأكد الهندي أنّ معركة الفصل مع الاحتلال قريبة بإذن الله، "وأنّ هذا العدو يعدُّ أنفاسه وأيامه الأخيرة، سنُصلي بإذن الله في ساحات الأقصى عمّا قريب مُحرّرين فاتحين".
ووجّه عضو المكتب السياسي لحماس التحية للأسرى قائلًا: "إنّ الحرية قريبة والنصر قريب، وبما تملكه المقاومة سيخرج الأسرى من سجون العدو وسيعانقون الحرية".
ملامح الوعد
من جهته، أوضح عضو المكتب السياسي في حركة الجهاد الإسلامي وليد القططي أنّ ملامح وعد الآخرة في فلسطين بدأت تظهر بأيدي المؤمنين.
وقال قططي "نحن على مقربة أمتار فقط من أراضينا المحتلة سواء في غزة أو لبنان، نؤكد أنّ المقاومة باتت خيارًا أوحدًا وأكثر واقعية لتحرير فلسطين".
وأضاف "لم يعد التحرير حلمًا بعيد المنال؛ بل هو أملًا قريب المنال، وإنّ الله تعالى سينصر عباده المؤمنين أولي البأس الشديد".
بدوره، شدد عضو المكتب السياسي في الجبهة الشعبية مروان عبد العال، على أنّ شعبنا لن ينسى قراه ومدنه المحتلة، موضحًا أنّ معركة "سيف القدس" أكدت على وحدة شعبنا في مختلف الميادين".
بشارة النصر
وقال عبد العال "شعبنا قال ممنوع أن تتجزأ القضية الفلسطينية، لا توجد قضية منفصلة عن غزة أو أراضي الـ 48 أو الشتات".
وأكد أنّ معركة "سيف القدس" كانت بشارة النصر التي يجب أن نحافظ عليها كي تستمر، مشيرًا إلى أنها جاءت بمبادرة وهدف وطني واضح، وأنّ شعبنا موحد ومن خلفه المقاومة.
وأشار إلى أنه منذ تحرير جنوب لبنان عام 2000 فإنّ شعبنا أعاد إنتاج القضية الفلسطينية في الوجدان العربي؛ "لذا فلسطين ستنتصر، وكل من يُسقِط فلسطين من حساباته سيسقط حتمًا".
ويوافق اليوم السبت 21 مايو/ أيار 2022 الذكرى الأولى لانتهاء معركة "سيف القدس"، إذْ أُعلن وقف إطلاق النار الساعة الثانية بعد منتصف الليل؛ برعاية مصرية وقطرية وأممية.