"هذا الفوز على الرغم من جماله فإن له ما بعده، بأن أكمل مشواري في التصوير والكتابة حتى أنقل للعالم جمال فلسطين ومعاناة أهلها خاصة الذين يعيشون في المخيمات"، بهذه الكلمات علقت الطفلة حلا أبو عايش معربة عن سعادتها الكبيرة بالفوز الذي حققته في مهرجان الإعلام العالمي السابع.
وتلقت حلا خبر فوزها بالمركز الأول عن فئة الصور الصحفية خلال وقوفها في الطابور الصباحي للمدرسة، في حدث لم تتوقعه، اختلطت مشاعرها وتعبيراتها فيه.
وينظم المهرجان "شبكة كلوب هاوس" عبر الإنترنت، وهي منصة للمحاضن الإبداعية حول العالم، تشجع الشباب على التعبير عن أنفسهم حول القضايا التي تهمهم عبر إنشاء وسائط تصف تجاربهم الشخصية وتعطي صوتًا لأفكارهم ومشاعرهم واهتماماتهم.
ويقول موقع المنصة: "بالإضافة إلى ذلك، يكتسب الشباب فرصة الظهور من خلال فرص المعرض التي تعرض وجهات نظرهم".
في هذا السياق تقول حلا إنها عندما كانت في التاسعة من عمرها اكتشفت معلماتها موهبتها في الكتابة بعد تكليفها بكتابة موضوع تعبير، ليبدأ مشوارها في الكشف عن موهبتها والعمل على تطويرها.
وتضيف لصحيفة "فلسطين"، أن مديرة مدرستها عمدت إلى إشراكها في مسابقة تحدي القراءة التي طورت من لغتها وأساليب كتابتها، ورشحت اسمها للالتحاق بمركز "رُسل" الذي تصفه بأنه "بيئة تربوية آمنة ومحفزة تعمل على تعزيز القدرات والمهارات المتعددة لدى الأطفال، وكذلك احتضان إبداعاتهم وطموحاتهم".
وتمضي بالقول: "كنت قد اخترت الالتحاق بالتدريب بنادي الإعلام والتواصل لكونه يتناسب مع موهبتي في التصوير والكتابة".
وكانت حلا قد التقطت الصورة الفائزة لمجموعة من أطفال مخيم النصيرات، وسط قطاع غزة، وشاركت بها برفقة سبعة من زملائها.
وصعدت للتنافس في المرحلة الأولى أربع صور من أصل سبع شارك بها المركز.
وتشير حلا إلى أن مجموع الصور المختارة حول العالم للتصفية النهائية بلغ 25 صورة.
ويفيد المركز على صفحته الخاصة على شبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أن الصور المشاركة من مركز رسل تناولت موضوعات عالمية مهمة في مقدمتها الأطفال في المخيمات، وارتفاع أسعار الغاز، وحق الأطفال في اللعب، وحقوق ذوي الإعاقة.
وتوضح حلا أن فوزها بالمسابقة سيدفع بها نحو بذل المزيد من الجهد في تطوير موهبتها من خلال الالتحاق بدورات تدريبية في مجالات مختلفة ككتابة المقالات والقصص الصحفية، والتصوير.
وكان خبر استشهاد الصحفية شيرين أبو عاقلة قد أفسد عليها فرحتها، إلا أنها تهدي فوزها في المسابقة إلى روحها، وللقدس وفلسطين.
وعن مركز رُسل، تقول إنه يهتم بتوفير بيئة تحظى بإعجاب الأطفال والتمتع بمقومات السلامة، وإثراء قدراتهم على الإبداع والتعلم، وتعزيز ثقة الأطفال بقدراتهم ومهاراتهم على فهم العالم من حولهم، وتنمية خيال الأطفال وقدرتهم على الإبداع وحس المسؤولية، إضافة إلى تقديم رؤية جديدة وخبرات ونماذج تمثل للأطفال قدوة على طريق التميز، وتوفير بيئة داعمة لتمكينهم في مجالات متعددة.
وكون أبو عايش تبلغ من العمر 14 عامًا فإن هذا العام هو الأخير في احتضان موهبتها، لتعكف على افتتاح مشروعها الخاص وهو مدونة تحمل اسمها لتتحدث عن القضايا الفلسطينية بمختلف مجالاتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية، إلى جانب صور تظهر جمال المدينة وحب أناسها للحياة ومعاناتهم أيضًا.