قائمة الموقع

"راني وهنادي" يصنعان بالإرادة مستقبل أطفالهما

2022-05-21T10:00:00+03:00
راني برناط وزوجته في الدفيئة الزراعية

بين أشتال الخيار يتنقل راني برناط على كرسيه المتحرك في قرية بلعين قضاء رام الله، يلبس في يده قفازًا يلتقط به الثمار ومن ثم يضعها في سلة وضعها على حجره، وزوجته من خلفه تكمل قطف المحصول، ومن ثم تضعه في أكياس لبيعه.

رغم الآلام التي يشعر بها راني نتيجة إصابته بشلل سفلي، ومع عدم قدرته على تحريك يده، إلا أنه يصر أن يخرج صبيحة كل يوم برفقة زوجته هنادي ليساعدها في قطف الثمار، وتعشيب الأرض، وتغليف المحصول.

برناط (41 عامًا)، أصبح مقعدا بعد إصابته برصاصة اخترقت عموده الفقري خلال مواجهات مع قوة إسرائيلية بمدينة رام الله عقب اقتحام رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي الراحل أرئيل شارون المسجد الأقصى عام 2000.

ونقل الشاب وقتها إلى عمّان لتلقي العلاج، ومكث فيها نحو 3 أشهر في غيبوبة كاملة قبل أن يستيقظ ويجد نفسه مقعدا.

وقت إصابته كان قد أنهى برناط الثانوية العامة، وكان سيسافر لدراسة الهندسة الإلكترونية في الأردن، ولكن بعد إصابته فقد الذاكرة، والقدرة على النطق لفترة لطويلة، ولم يعد يستطيع القراءة والكتابة.

يدير راني وهنادي مشروعهما لكي يؤمّنا مصروفهما اليومي لأطفالهم الثلاثة، وتكلفة العلاج، وتصليح كرسيه الكهربائي الذي لا يستطيع الاستغناء عنه.

يقول برناط لـ"فلسطين": "راتبي كجريح لا يغطي مصاريف حياتي اليومية، ولا سيما أن لدي ثلاثة أطفال توائم، إضافة إلى حاجتي لعلاج شهري بقيمة 600 شيقل، وتصليح أو تبديل الكرسي الكهربائي في حال تعطل".

ويضيف: "ومن هنا بحثت مع زوجتي عن مشروع يؤمّن لنا حياة كريمة، وكف مد يدي للناس، فتبرع لي أحد الأشخاص بدفيئة زراعية على مساحة 200 متر، بدأت مع زوجتي بزراعتها بالخضراوات، في البداية زرعتها بالبندورة، وحاليا خيار "بيبي"".

لم تتخيل عائلة راني أن يعود ابنهم للحياة نتيجة إصابته الخطيرة، وبعدما كتب الله له بعمر جديد، أراد السعي من أجل تكوين أسرة، والعمل من أجل مساعدة نفسه بنفسه.

يعتمد راني على زوجته هنادي في كل شيء في حياته، فهي التي تدير مشروعه من ألفه إلى يائه، ورغم رفضها المستمر لمساعدته لها حتى لا يُجهد، إلا إنه يصر على القيام ببعض الأعمال حتى يساندها.

مع بداية موسم زراعة الخيار، يقوم راني بحفر حفرة صغيرة في الأرض بواسطة عصا، ومن ثم يأتي دور هنادي التي تقوم بزراعة الشتلة، وكل يوم يتفقدنا الأرض حيث يقوم بإزالة الأعشاب الضارة من حول شتلة الخيار.

وعن سبب زراعة محصول الخيار، يجيب برناط: "توقفنا عن زراعة البندورة لأنها تحتاج إلى مجهود كبير، لذا اتجهت لزراعة خيار "بيبي" لأن جودته عالية، وسعره مستقر لا يتغير، يستطيع أن يحقق لنا ربحًا مقبولًا، وسريع الإنتاج أيضًا".

محصول الخيار يحتاج إلى شهر لكي يتم قطفه، حيث يتمكن من جني من 5 إلى 6 أرطال شهريًا في فصل الصيف، ويقوم ببيعها لأقربائه ومعارفه.

ويحث برناط الشباب على عدم اليأس، فالقوة، والعزيمة هي من تدفع الناس لتحقيق النجاح وتأمين مستقبله.

ويطمح الزوجان إلى تطوير مشروعهما، ليكون مشروعًا عائليًا يستطيع أن يؤمّن حياة أبنائهما مستقبلًا.

اخبار ذات صلة