لم تكتفِ (إسرائيل) بإصابة الشاب المقدسي نادر الشريف، برصاصة في مكان حساس جدًا، جعلته مغيبا تمامًا عن الوعي، وآثرت أن تعتقله داخل مستشفى (شعاري تسيديك) الإسرائيلي الذي يقع الجريح على أَسِرّته في القدس المحتلة.
وكان نادر أصيب برصاصة معدنية مغلفة بالمطاط، في منطقة الرأس خلال قمع الاحتلال العنيف للمشاركين في تشييع جثمان ابن عائلته الشهيد وليد الشريف في القدس المحتلة الاثنين الماضي، 16 مايو/ أيار الحالي.
وكان أكثر من 71 شخصا على الأقل، أحدهم مسعف، أصيبوا بجراح متفاوتة إثر قمع قوات الاحتلال جنازة وليد، ونُقِل بعضهم للمشافي.
واندلعت مواجهات بين المشيعين وقوات الاحتلال بعد اقتحامها مقبرة المجاهدين التي دفن فيها جثمان الشهيد البالغ عمره (22 عامًا)، واعتقل خلالها عشرات المشيعين وسط توتر شديد سائد في القدس المحتلة منذ اغتيال الصحفية المقدسية شيرين أبو عاقلة، مراسلة قناة الجزيرة، خلال تغطيتها الصحفية لاجتياح مدينة جنين، صباح الأربعاء من الأسبوع الماضي؛ 11 مايو/ أيار الحالي.
وتفيد عائلة الجريح نادر الشريف، أن رصاصة إسرائيلية أصابت نادر عن قرب في الرأس وتحديدًا منطقة العين، نقل على إثرها إلى المستشفى، ليدخل مباشرة إلى غرف العناية المركزة.
ويقبع الجريح نادر الشريف على أسرَّة العلاج في مستشفى (شعاري تسيديك) الإسرائيلي، غائبٌ عن الوعي تمامًا.
وفي الساعات الأولى لإصابته كان أقاربه في المستشفى ينتظرون أخبارًا سارة عنه من الأطباء لكنهم لم يستمروا كثيرًا بفعل مجيء قوات الاحتلال واعتدائها عليهم وإخراجهم من المستشفى والإعلان عن اعتقال نادر في المستشفى.
وأفاد نائل الشريف شقيق نادر، أن شقيقه يعاني نزيفا في الدماغ وكسورًا في الجمجمة، وجروحًا عميقة في منطقة الرأس والعين.
ونتيجة هذه الإصابات، فإن نادر غائب تمامًا لا يدري ما يدور حوله، بسب نائل.
وأضاف نائل: لم يتوانَ جنود الاحتلال عن الاعتداء علينا في المستشفى قبل أن يخرجونا منها، واعتدوا عليَّ بوحشية رغم أنني أعاني مشكلات صحية في منطقة الظهر وغيرها.
ولاقت جريمة قمع جنازة وليد وإصابة نادر تفاعلاً قويًا على مواقع التواصل الاجتماعي.
وكتبت شيرين فلاح صعب، على حسابها في تويتر: "نادر الشريف (50 عامًا)، صاحب كشك فلافل، يقوم كذلك بحفر قبور لعائلته. بحسب شهود عيان، كان قد انتهى من دفن قريبه وليد الشريف، الذي (استشهد) في الحرم القدسي. وأُصيب نادر برصاصة مطاطية من قوات الاحتلال. الآن هو تحت العناية المشددة -حالة خطيرة للغاية- ومع ذلك وصلت الشرطة (التابعة للاحتلال) لاعتقاله".
وكتب صاحب الحساب " Memo_albelushi " على تويتر: "هي حرب السيف ضد الدم، والمخرز ضد العين، لكننا عودناهم أن السيف وإن أسال الدم فلن يجعله يركع، والمخرز وإن فقأ العين فلن يجعلها تتخلى عن النظر إلى القدس". وأرفق تغريدته بوسم #نادر_الشريف #عين_الأقصى.
وكتب د. أحمد طلب الحلبي على تويتر: "أبو نعيم (نادر الشريف)، الشّهم صاحب النّخوة، ما انتخيناه يومًا إلا وجدناه حاضرًا، من حبّة الفلافل، وشوربة العدس حتى أبعد نقطة في فلسطين، ما عرفناه إلّا باسما خدومًا لإخوانه، مبادرًا إلى فعل الخير".
وتمنى المغردون الشفاء والسلامة للجريح نادر، الذي يرقد بحالة صحية تتراجع بمرور الوقت بفعل الرصاصة الإسرائيلية.