فلسطين أون لاين

تقرير "سيف القدس".. محطة مهمة على طريق تحويل النكبة إلى تحرير فلسطين

...
معركة سيف القدس - مايو 2021
غزة/ نور الدين صالح:

شكّلت معركة سيف القدس التي خاضت غمارها المقاومة الفلسطينية في شهر مايو/ أيار العام الماضي، "محطة مهمة" من محطات الاقتراب من التحرير وإنهاء معاناة الفلسطينيين المهجرين من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، وفق مراقبين.

ويتزامن إحياء ذكرى الـ74 للنكبة الفلسطينية في هذا العام، مع مرور عام على معركة سيف القدس، التي رسخت معادلات وقواعد اشتباك جديدة مع الاحتلال الإسرائيلي الذي بات يستشعر قوّة المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، عند محاولته استفزاز الفلسطينيين أو انتهاك حرمة المقدسات الإسلامية.

وفي تصريحات سابقة مطلع شهر مايو الجاري، أكّد رئيس حركة المقاومة الإسلامية حماس في قطاع غزة يحيى السنوار، أنّ "سيف القدس الذي امتشقناه العام الماضي لن يغمد حتى التحرير والعودة بإذن الله".

يقول الكاتب والمحلل السياسي حسن لافي، إن معركة "سيف القدس" شكّلت إعادة تموضع جديد في القضية الفلسطينية، بعد محاولات البعض الفلسطيني والإقليم حرف مسارات القضية الفلسطينية لاتجاهات قد تؤثر في مفهوم العودة.

وأوضح لافي لصحيفة "فلسطين"، أن "سيف القدس" جاءت لتقلب بعض الأحاديث الفلسطينية التي تراهن على الحلول الترقيعية مع الاحتلال تحت ما يُسمى "حل الدولتين"، ونسيان حق العودة.

وأشار إلى أن دول الإقليم حاولت القفز عن القضية الفلسطينية باتجاه التطبيع مع الاحتلال تحت عنوان "صفقة القرن" التي أعلنها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، "لكن سيف القدس أعادت تموضع القضية بشكل آخر".

وبيّن أن حالة التلاحم والوحدة الوطنية وكل الجبهات الفلسطينية التي كانت في "سيف القدس" أعادتنا للمربع الأول بأن القضية لها علاقة بالكل الفلسطيني.

وأضاف "توحيد الجبهات الفلسطينية أثبت للعالم والعرب أنه لا يمكن القفز عن القضية وما زال شعبها مقاوما ولن تندثر، وأنها مفتاح السلم والحرب في المنطقة".

من جهته أكد الكاتب والمحلل السياسي عبد الله العقاد، أن معركة سيف القدس قرّبت ويقّنت إيمان الشعب الفلسطيني بالعودة لأراضيه المحتلة.

وقال العقاد لصحيفة "فلسطين"، "هزيمة الاحتلال واردة، ولا سيّما أن المقاومة باتت تمتلك إمكانيات تستطيع من خلالها فرض معادلات جديدة".

وأضاف: "لم تعد ذكرى النكبة لاستذكار الآلام بل لشحذ الهمم لإنهاء هذه المعاناة الممتدة على مدار 74 عاماً، وعليه فقد أصبح اليقين أقرب لإمكانية التحرير والمقاومة، برهنت ذلك خلال سيف القدس وضيّقت الآمال على أي مسارات أخرى".

وشدد على أن "سيف القدس محطة مهمة وأصبحت حاضرة ومستقبلاً لتشكيل الواقع السياسي والعقل، وهو ما جعل الشعب الفلسطيني بكل أطيافه يستقبل نتائجها بالتقدير".

ولفت إلى أن الاحتلال يعيش حالة من التخبط لم يسبق لها مثيل، إذ إن الحديث الإسرائيلي كان سابقاً عن كيفية مد عمر الكيان، لكن اليوم دولة الاحتلال تعاني أزمة وجود.

ورأى أن تنفيذ الاحتلال مناورة "عربات النار" دليل على حالة التخبط والخوف التي يعيشها الاحتلال بكل مستوياته السياسية والأمنية والعسكرية.