ليس غريبًا انتصار كتلة الوفاء الإسلامية في انتخابات مجلس طلبة جامعة بيرزيت لعام 2022-2023م وحصولها على 28 مقعدًا، يعتبر هذا الفوز ساحقًا على كتلة ياسر عرفات المنافسة في أعرق جامعة فلسطينية، حيث كانت المنافسة بين تلك الكتلتين شديدة خلال الأعوام الماضية وانتخابات المجالس السابقة والتي تعادلت كلا الكتلتين في انتخابات العام الماضي بينما كانت قيادة مجلس الطلبة على الأغلب للكتلة الإسلامية على مدار 3 سنوات، أما المتابع للانتخابات الطلابية والنقابية في الضفة الغربية وقطاع غزة يعلم أن أي انتخابات فلسطينية تحدث تتم فيها الشفافية والنزاهة، وهذا الأمر ليس حديث اللحظة بل هو واقع يعلمه فريق أوسلو أصحاب التنسيق المدنس لكنهم يكذبون على أنفسهم وعلى مناصريهم.
فوز قائمة الكتلة الإسلامية في جامعة بيرزيت هو تأكيد على خيار المقاومة ونهجها المستمر في مقارعة العدو المحتل وانتصارًا للأقصى والمقدسات ويمثل للالتفاف الشعبي حولها، انتزعت الكتلة الاسلامية هذا الفوز في هذا الوقت الحساس عقب ذكرى معركة سيف القدس واعتداءات المستوطنين الصهاينة على المسجد الأقصى، رغم ما يمارس بحقها من اعتقال وملاحقة وتهديد من الاحتلال الصهيوني وفريق أوسلو، وهذا ما حدث قبل إجراء الانتخابات بيوم واحد عقب انتهاء المناظرة الطلابية بين الكتل المشاركة في انتخابات مجلس طلبة جامعة بيرزيت وكانت المناظرة واقعية وصريحة أشبه ما تكون تتحدث بمعركة الصراحة السياسية وانتهت بنتائج كانت متوقعة باعتقال طلبة المجلس المرشح والفائز رغم أنف العدو وأعوانه.
توجت الكتلة فوزًا نموذجيًّا بانتصارها في الانتخابات الطلابية بين الكتل في الجامعات وكانت انتخابات أمام الملأ، بينما توجت كتلة حماس في الانتخابات النقابية والعمالية حيث تقدمت بفوز كاسح في نقابة المهندسين وتقدمت في المقاعد بنقابة المحامين خلال الانتخابات التي أجريت هذا العام، كما ويأتي هذا النصر الكبير للكتلة الإسلامية ليؤكد أن مشروع المقاومة هو نهج التحرير وإنهاء الاحتلال لأرض الوطن واندثار فكرة التعايش والتطبيع والتنسيق الأمني وإثبات على كل محاولات سلطة أوسلو المناهضة للمقاومة في أذهان شعبنا؛ كل هذا الغُثاء باء بالفشل الذريع كما ترجمته هذه الانتخابات الطلابية ذات البُعد السياسي، كتلة الوفاء للمقاومة هي جسم ممتد على أرض الوطن والكتلة الأكبر والأحظى اهتمامًا لأنها تمثل قاعدة طلابية ونقابية وطنية وارث منهجي على درب الشهداء.
*وفي الختام خلاصة القول إن هذه الانتخابات تمثل استفتاء عامًا لإجراء الانتخابات العامة المعطلة وفق قرار بقانون في إثر حجج كاذبة، ويعتبر هذا الاستفتاء رأي عام والانتخابات حق وطني وكلاهما مطلب شعبي*
*في بيرزيت اكتسح الأقوى والأنقى والأطهر والأجدر والأكفأ والأصدق والأجمل والأخضر.