فلسطين أون لاين

تقرير الأَسر يحرم الصحفي "قواريق" من احتضان ابنه البكر

...
الصحفي قواريق - أرشيف
نابلس–غزة / فاطمة الزهراء العويني:

بعد رؤية حفيدهما الأول لابنهما أيمن تجشم الحاجان "قواريق" عناء الطريق باتجاه محكمة سجن عوفر، تتملكهما الحسرة عليه وقد حرمه الاحتلال من رؤية ابنه البكر الذي انتظر لقاءه ساعةً بساعة.

وكغيره من الصحفيين الفلسطينيين الذين لم يسلموا على مر تاريخ الاحتلال الإسرائيلي من القتل والاعتقال، لرصدهما ملامح المعاناة الفلسطينية في كل زاوية من زوايا الوطن، أصبح الصحفي أيمن قواريق (36 عاماً) من بلدة عورتا قضاء نابلس، اليوم هو القصة بعد أنْ كان دوماً الراصد لفصول المعاناة.

فقد غيبته زنازين الاحتلال الإسرائيلي بعد أنْ اعتقلته قواته على معبر قلنديا وهو عائدٌ من الصلاة في المسجد الأقصى في العشر الأواخر من رمضان الفائت، بحجة الدخول دون تصريح، ولم يكن هذا الاعتقال الأول فقد سبق وأن اعُتقل للسبب ذاته قبل سبعة أشهر وأفرج عنه بعد ثلاثة أيام من الاحتجاز.

ففي الثانية عشرة ليلاً من فجر يوم الخميس الماضي أبصرت عينا الطفل "محمد أيمن قواريق" النور بينما تُغيب سجون الاحتلال والده، الذي كان يعد الأيام والليالي بانتظار احتضان طفله البكر.

سارع والده الحاج "فيصل" ووالدته للمشفى ليحتضنا حفيدهما في مشهد عمّه الألم.

يقول الوالد: "بقينا في المشفى حتى الثالثة صباحاً، ثم عدنا للمنزل، ولم يتح لنا الكثير من النوم، ففي السابعة والنصف كنا في السيارة متوجهيْن لحضور محاكمة أيمن".

وحتى الساعة الخامسة عصراً وبسبب إجراءات الاحتلال الإسرائيلي المرهقة بحق الأسرى الفلسطينيين وذويهم لم يكنْ الحاج فيصل وزوجته قد وصلا بيتهما بعد، "ساعات طويلة من الانتظار المرهق دون أي اتصالات هاتفية أو أنْ يُسمح لنا بالراحة، امرٌ لم يكن بالسهل أبداً علينا خاصة أننا كبار في السن".

تأجيل الإفراج

وما زاد الحاج فيصل ألماً أن محكمة الاحتلال أجلت النظر في قضية ابنه لأسبوعيْن آخرْين، "ورغم القيود استطعتُ أن أزف له خبر ولادة ابنه محمد، فرح كثيراً بهذا النبأ، وأخبرني أن هذا الأمر هو ما سيخفف عنه عتمة السجن ويجعله متحفزاً للحظة الإفراج عنه ليحتضنه ويُعوض نفسه عن غيابه عن لحظة ولادته".

ولكن لا يخفي الحاج فيصل مخاوفه من أنْ تلفق قوات الاحتلال تهماً لابنه أيمن، وتحكم عليه بالسجن الفعلي أو تحوله للاعتقال الإداري، ما يعني أنه قد يقضي وقتاً غير معلوم بين قضبان السجون، داعياً المنظمات الدولية للتحرك للإفراج عنه كونه لم يرتكب أي جرم، وهو يعمل في مجال الصحافة.

وكغيره من الكثير من الناشطين وأصحاب الرأي بالضفة الغربية عانى قواريق أيضاً من الاعتقال لدى السلطة الفلسطينية التي اعتقلته في مارس 2020 لمدة أربعة أيام، بتهمة "شتم السلطة العامة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وفق قانون الجرائم الإلكترونية.

ووقع الاعتقال حينها في اليوم الرابع من زفاف قواريق، واليوم يولد ابنه البكر محمد وهو وراء قضبان السجون أيضاً ولكنها هذه المرة سجون الاحتلال الإسرائيلي.

ودار التحقيق مع قواريق حينها حول منشورين على "فيسبوك"؛ مضمون أحدهما: "ازرع أوسلو بتحصد صفقة القرن"، والمنشور الآخر عبارة عن فيديو يتحدث فيه قاضي القضاة الفلسطيني محمود الهباش عن أنّ اللقاءات مع الاحتلال "خيانة" بينما يعقد في الوقت ذاته لقاءات مع صحفيين إسرائيليين.