قال الناشط والباحث ثامر سباعنة، إنه "وعلى الرغم من كل محاولات تشويه الذاكرة الفلسطينية، إلا أن ما يجري في جنين ومخيمها من فِعل مقاوم وملاحم بطولية أعادت رسم الوعي للجيل الفلسطيني".
وأشار سباعنة، خلال تصريحات صحفية، إلى أن جنين أصبحت حالة يبنى عليها في الضفة الغربية وصورة مشرقة للجيل الفلسطيني، كانت قد غابت منذ سنوات ولم يعيشها الشباب الفلسطيني الحالي.
وأضاف: أن "ما قبل الاجتياح الإسرائيلي للضفة في عمليته المسماة (السور الواقي عام 2002)، تغيّر واقع وحال المقاومة في الضفة وغابت صورة المقاوم عن الشارع الضفاوي، واختفت لغة المواجهة والمقاومة عن لسان الشباب الفلسطيني".
وأكد سباعنة أن ما تخطه جنين اليوم عبارة عن كتابة جديدة للتاريخ، وصورة حية يقتدي بها الشباب الفلسطيني ومثال حي وواقعي قابل للحياة والانتقال الى باقي الضفة الغربية.
وعزا ظاهرة نجاح المقاومة في جنين إلى عدة عوامل، أبرزها قدرة فصائل المقاومة على صَهر هويتها الحزبية في الإطار الوطني، حيث يكاد يغيب اللون الحزبي في مخيم جنين.
وأوضح أن خلايا المقاومة من كل الفصائل تعمل في جنين وفق تنسيق وتناغم مشتركين، لافتاً إلى أن معركة جنين عام 2002 تعد النموذج الفريد الذي عكس الوحدة الميدانية في مسرح العمليات والمواجهة مع العدو.
وأكد أن ما يجري حاليا في جنين من كسر حاجز الخوف، وتمرد على الاحتلال وعنجهيته، أحد إرهاصات ونتائج حرب سيف القدس، مبينا أن ضعف يد السلطة الفلسطينية في وجه المقاومين والفعل المقاوم في جنين، ساهم بشكل كبير وملموس في تطور وتقدم المقاومة.
وقال: إن "فصائل المقاومة في مخيم جنين استنسخت من تجربة الغرفة المشتركة المقاومة في قطاع غزة، حيث أنشأت مكونات المقاومة في جنين غرفة مشتركة للتنسيق، ميدانياً وعملياتياً، ومن أجل تبادل المعلومات وعمليات الرصد والتدريب والدعم، عسكرياً ولوجستياً".
ورأى أن هذه الصورة غالبا ستنتقل إلى باقي مدن ومخيمات الضفة، ولعل بوادر ذلك باتت واضحة في بعض المناطق، في صورة مشرقة باتت ترتسم في عقول وقلوب الاجيال الجديدة من الشعب الفلسطيني، صورة الانتصار والقدرة على الثبات والتضحية إضافة لمكانة وقيمه وعزة المقاوم .
وشدد الباحث سباعنة أن جنين ومخيمها غدا معلمًا من معالم المقاومة، يخشى الاحتلال تمدده نموذجًا في باقي مناطق الضفة الغربية.
وتابع: "الضفة الغربية تشهد تغييرًا كبيرًا في مقاومتها وحالة من التوحد مع مختلف ساحات شعبنا الفلسطيني، وأنها فرضت معادلات جديدة على الاحتلال الإسرائيلي جعلته يعيش حالة من التخبط والعجز والفشل".