كي لا ننسى 74 عاماً مرت على ذكرى النكبة، الـ 15 مايو 1948 هو اليوم الذي هجر فيه الشعب الفلسطيني من أرضه بفعل الجرائم التي ارتكبتها العصابات الصهيونية من البالماخ والهاجاناة والأرجون وهاشومير، والمجازر الدموية التي ارتكبتها ولا تزال محفورة في التاريخ الفلسطيني؛ مذبحة دير ياسين، ومذابح قرى: أبو شوشة، والشيخ، والطنطورة، وغيرها من المجازر التي استشهد فيها ما يزيد على ١٥ ألف فلسطيني، وهجر نحو 800000 آخرين إلى داخل فلسطين التاريخية وخارجها.
وهنا لا بد من بيان أن ما حدث من عمليات إرهابية صهيونية ضد المدن والقرى الفلسطينية هي جرائم حرب حسب القانون الدولي والقانون الإنساني، وفي ظل تلك المؤشرات مرت 74 عامًا ولا تزال دولة الاحتلال خارج المحاسبة والملاحقة على ما ارتكبته من فظائع بحق الأرض والإنسان والمقدسات الفلسطينية في الوقت الذي نلاحظ سياسة ازدواجية المعايير الغربية في أوكرانيا وهرولة المجتمع الأوروبي والغربي للتباكي على ما حدث هناك، مع أن ما تعرضت له المدن والقرى الفلسطينية بأطفالها وشيوخها ونسائها عام 1948 لا يوجد وجه للمقارنة بينه وبين الأحداث هناك التي ما هي إلا مؤامرة غربية ملتوية ومتدحرجة للعبث بالأمن الدولي، وعلى الرغم من ذلك لم نجد التعاطف العالمي ولا الالتفاف الغربي تجاه مظلومية شعبنا الفلسطيني ولا يزال النفاق الغربي يدعم دولة الاحتلال بالمال والسلاح والميزانيات لتستمر هذه الدولة المارقة في إرهابها والتطهير العرقي الذي تمارسه ضد الشعب العربي الفلسطيني أمام أعين العالم، إنه إرهاب (إسرائيل) المسكوت عنه.
وما شاهدناه من اغتيال الصحفية الوطنية شيرين أبو عاقلة أبرز وأوضح من ضرب كل القيم وتجاوز الخطوط الحمراء للديمقراطية والعدالة كل ذلك وسط الصمت الغربي وامتداد للصمت على الجرائم الصهيونية الممتدة منذ النكبة عام ١٩٤٨.
وفي المقابل لا يزال الفلسطينيون متشبثين بحق العودة ويلتفون حول خيار المقاومة وأصدق دليل على ذلك هو استمرار عجلة النضال في مدن وقرى فلسطين وتصاعد الروح الثورية في كل جغرافيا الوطن في غزة وجنين والضفة والنقب والداخل المحتل والقدس شعبنا كله موحد ضد الاحتلال وجرائمه، ومن زاوية أخرى هناك مئات القرارات الدولية والأممية والحقوقية التي جرمت ما يقوم به الاحتلال وجنوده ومستوطنوه ضد المدنيين الفلسطينيين بشكل مخالف للأعراف والقوانين الدولية إلا أن إرهاب إسرائيل يبقى مسكوتا عنه دولياً وخارج إطار المحاسبة.
وفي ظل تلك المؤشرات التي كشفت سياسة ازدواجية المعايير والصمت الدولي على جرائم الاحتلال استشهد ما يزيد على مائة ألف فلسطيني منذ عام 1948 دفاعاً عن حقهم في أرضهم ورفضا لجرائم الاحتلال ولا يزال آلاف الأسرى في سجون الاحتلال أمام أعين العالم دون مطالبات حقيقية بإطلاق سراحهم، أما الجهة التي لا تزال تعمل من أجل الوطن والأسرى والثوابت الوطنية فهي المقاومة الفلسطينية التي أدركت أن الواقع التاريخي والسياسي يؤكد أن استعادة الأرض والمقدسات يكون من خلال المقاومة التي مثلت السبيل الحقيقي لنيل الشعوب حريتها وسيادتها كما حصل في فيتنام وأفغانستان والجزائر والعراق، حيث نجحت المقاومة بدماء الشهداء من طرد الاحتلال وأن الشعب الفلسطيني على ثقة بقيادة المقاومة التي تنتهج السبيل الأصوب والأمثل لاستعادة الحقوق الوطنية وتحرير البلاد والعباد من إرهاب المحتل.