يعد موسم البطيخ بالنسبة للشاب محمد المجايدة (22عاما) فرصة جيدة لالتقاط لقمة عيشه على مدار عدة أشهر.
ويعمل المجايدة إلى جانب نحو 20 عاملا في العناية بفاكهتي البطيخ والشمام في أرض زراعية تبلغ مساحتها نحو 60 دونما غرب خان يونس جنوب قطاع غزة.
المجايدة أوضح لصحيفة "فلسطين" أن نبتة البطيخ بحاجة إلى رعاية خاصة، قائلا: "التربة أولا تحتاج إلى تسميد وحراثة، كما أن النبتة تحتاج إلى عمليات ري دائمة خصوصا أنها مزروعة في أرض رملية".
وأشار إلى أنه يكون بجانب الأرض ملتصقا فيها يدللها كما يدلل الطفل الصغير، طيلة الموسم الممتد نحو 7 أشهر، قائلا: "البطيخ فاكهة لذيذة ومحببة مع ارتفاع درجات الحرارة ويطلق عليه المواطنون اسم "فاكهة الصيف" لكونه متوفرا طيلة الصيف".
بدوره، عَدّ المزارع عدي الأسطل موسم البطيخ هذا العام بالنسبة للكميات المُنتجة أقل بكثير مقارنة بالإنتاج العام الماضي، ووصفه بـ"الضعيف".
ويزرع الأسطل أرضا تبلغ مساحتها 45 دونما بمحصول البطيخ، في منطقة المواصي غرب مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
وقال لصحيفة "فلسطين": "هناك عدة عوامل لم تساعد محصول البطيخ على إنتاج الكميات المتوقعة والنضج جيدا، أبرزها عوامل جوية تتعلق باستمرار المنخفضات الجوية وهبوب الرياح القوية، وغياب الأجواء الصيفية ودرجات الحرارة العالية التي تساعد على نضج البطيخ".
ولفت الأسطل إلى أن البطيخة لم يتجاوز وزنها الـ 5 كيلو جرام هذا الموسم، في حين تخطت الـ 10 كيلو جرام الموسم الماضي.
وأشار إلى أن المساحة المزروعة والبالغة نحو 45 دونما أنتجت العام الماضي 500 مخال، أما هذا العام فإن توقعاته للإنتاج ستكون نصف الكمية، متمنيا ألا يتعرض لخسارة وأن "تأتي الرأس في الطاقية"، وفق حديثه.
اكتفاء ذاتي
من ناحيته، أوضح الناطق الإعلامي بقطاع الإنتاج النباتي في وزارة الزراعة بغزة، محمد أبو عودة، أن البطيخ من المحاصيل الأساسية في قطاع غزة، ويتم زراعة عروتين منه، واحدة تبدأ زراعتها مبكرا في شهر يناير وفبراير، والثانية في شهر مارس وإبريل.
وأشار إلى أن الحصاد يكون بعد 100-130 يوما، ويقدر إنتاج الدونم الواحد بمتوسط 6 أطنان، لافتا إلى أن زراعة البطيخ تتم بعدة طرق وأنماط منها في الدفيئات أو تحت أنفاق بلاستيكية أو في حقل مفتوح، وذلك أوجد فاكهة البطيخ بفترات متفاوتة.
وقال أبو عودة لصحيفة "فلسطين": "المساحات المزروعة بالبطيخ في قطاع غزة تصل إلى 5300 دونم، ويصل الإنتاج فيها إلى قرابة 50 ألف طن بمتوسط 7 أطنان لكل دونم"، مؤكدا أنها تحقق اكتفاءً ذاتيا، تطبيقا لسياسات وزارة الزراعة في حماية المنتج المحلي ودعم المزارع الفلسطيني منذ سنوات.
ولفت إلى أن مشاتل أشتال البطيخ في قطاع غزة شهد تطورا ونهضة حقيقية، من خلال إنتاج أشتال مُطعمة وغير مطعمة، وكذلك أشتال بطيخ دون بذور وببذور، لافتا إلى أن تقنية التطعيم تم إدخالها قبل سنوات إلى غزة واعتمدتها عديد المشاتل، ولا سيما أنها تقاوم أمراض التربة وتتحمل الملوحة.
ولم يخَف أبو عودة تأثير التغيرات المناخية على القطاع الزراعي، قائلا: "حساسية التغيرات من محصول إلى آخر مختلفة، لكن تأثيرها على محصول البطيخ ليس تأثيرا إنتاجيا، ولن تسبب خسائر للمزارعين".
وأشار إلى أن كميات البطيخ في الأسواق بعد منتصف مايو ستكون أكبر وتغطي حاجة المواطنين.