فلسطين أون لاين

استمرت أكثر من 4 ساعات

خاص ‏والد المطارد "الدبعي" يروي لـ"فلسطين" معركته مع جيش الاحتلال في جنين

...
منزل عائلة الدبعي بعد اعتداء جنود الاحتلال عليها
جنين-غزة/ محمد أبو شحمة:

"سلّم نفسك يا محمود، حرام تموت".. بهذه الكلمات بدأ جنود القوات الخاصة بجيش الاحتلال الإسرائيلي حربهم النفسية وهم ينادون على المطارد محمود الدبعي خلال اقتحام منزله في مخيم جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة، لمطالبته بالاستسلام وعدم القتال.

ورغم أساليب جنود الاحتلال واستخدامهم عائلة المطارد "الدبعي" دروعًا بشرية، إلا أنه دخل في معركة قتال شرسة مع العشرات منهم، وأطلق عليهم جميع الرصاصات التي كان يمتلكها.

ويؤكد محمد الدبعي والد المطارد محمود أنه بعد أكثر من أربع ساعات على مقاومة ابنه جنود الاحتلال الذين اقتحموا مخيم جنين، وأطلقوا عددا من الصواريخ على المنزل الذي كان يتحصن فيه، استطاع جيش الاحتلال اعتقاله بعد نفاد ذخيرته.

ويقول الدبعي في حديثه لصحيفة "فلسطين": "كانت الساعة تشير إلى السادسة صباحًا، استيقظنا على صوت انفجار قوي يهز المنزل وقد تساقطت علينا بعض الحجارة والشظايا لنعرف أنه صاروخ موجه أطلقه جيش الاحتلال علينا".

ويضيف: "بعد إطلاق الصاروخ سمعنا أصوات جنود الاحتلال يحيطون منزلنا ويطلبون عبر مكبرات الصوت من ابني محمود أن يلقي سلاحه ويخرج رافعاً يديه ويسلم نفسه".

لم يستجب المطارد محمود لنداءات جنود الاحتلال، كما يؤكد والده، وبدأ بإطلاق النار عليهم، ليردوا عليه بمئات الرصاصات وإطلاق صواريخ، وحرق أجزاء من المنزل.

ويوضح أن جنود القوة الخاصة الإسرائيلية استخدمته وزوجته وأبناءه ووالدته دروعا بشرية بوضعهم على باب المنزل، ومطالبتهم بالنداء على ابنهم لتسليم نفسه، وعدم مقاومة الجنود.

رفض محمود، حسب والده، وقف إطلاق النار أو تسليم نفسه، وتشبت في البيت وتنقل من نافذة لأخرى وواجه جنود الاحتلال بكل ثبات وقوة، واستمر بمعركته معهم أكثر من 4 ساعات.

ويقول والد محمود: "خلال المعركة ورفض محمود الاستسلام، حرق جنود الاحتلال منزل شقيقي المجاور لمنزلي بإمطاره بالصواريخ، وذلك للضغط على ابني لتسليم نفسه، كما أحرقوا أربعة منازل أخرى لأقاربي بمخيم جنين".

وبعد 4 ساعات من تبادل إطلاق النار، بين والد المطارد محمود أن جنود الاحتلال تمكنوا من الدخول لمنزله واعتقال ابنه إثر نفاد ذخيرته، وعدم قدرته على استخدام أي وسيلة أخرى للقتال والمقاومة.

ويؤكد الدبعي أن العائلة ستعيد بناء وترميم المنازل الذي حرقها ودمرها الاحتلال، وستكمل طريق مقاومته والدفاع عن مخيم جنين.

وخلال جريمة الاقتحام، أعلن جيش الاحتلال مقتل الضابط في وحداته الخاصة "نوعم راز" (47 عامًا) إثر إصابته بجراح خطيرة باشتباكات ضارية وقعت في جنين أثناء محاصرة منزل المطلوب الدبعي.

وعقب اعتقال الاحتلال المطارد الدبعي، حمّل المتحدث العسكري باسم كتيبة جنين، أبو معاذ، الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الدبعي.

وتوعد أبو معاذ الاحتلال في تغريدة له عبر "تيلغرام" "بدفع ثمن جريمته بحق أبطال ومجاهدي شعبنا".