وثّقت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، شهادات اعتقال لقاصرَين تعرضّا للضرب والتنكيل لحظة اعتقالهما والتحقيق معهما من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وأوضحت الهيئة في بيان صحفي، اليوم الإثنين، نقلا عن محامية الهيئة هبة اغبارية، أنّ من بين من تعرضوا للتنكيل، الفتى مجدي عبد المؤمن جمعة (17 عامًا) من قرية كفر قدوم في قلقيلية، الذي اعتقلته قوة كبيرة من قوات الاحتلال بعد أن داهمت منزله الساعة الثالثة والنصف فجرًا.
وذكرت أنّ الفتى جمعة تعرض أثناء عملية الاقتياد للجيب العسكري وهو معصوب العينين ومقيد اليدين والرجلين، لاعتداءات جنود الاحتلال إذ تعمد الجنود ضربه على رأسه وكافة أنحاء جسمه، كما قاموا بدفعة بأعقاب البنادقن ما أدى إلى وقوعه عدة مرات على الأرض المليئة بالأشواك والحجارة.
وأضاف: "خلال احتجازه بالجيب العسكري قام أحد الجنود بضرب رأسه بجوانب الجيب الحديدية، ومن ثم قام جندي آخر بهز جسده بعنف وضربه على وجهه وبطنه، كما هددوه بإطلاق الرصاص عليه، وبعدها جرى نقله إلى معسكر جيش وبقي بساحة المعسكر لساعات طويلة، ومن ثم نُقل إلى قسم (3) بمعتقل (مجدو)، ونتيجةً لما تعرض القاصر جمعة من تنكيل وضرب مبرح أُصيب برضوض وكدمات جسيمة لا يزال يعاني منها حتى الآن".
وتابع: "كذلك الأسير حسين شادي عبيد (17 عاما) من بلدة العيساوية/ القدس؛ حيث اعتقلته قوة كبيرة من الشرطة والمخابرات الإسرائيلية بعد أن داهمت منزله الساعة الخامسة فجرا، وقام ضابط المخابرات بضربه وهو على فراشه، وتعرض للضرب وهو على الأرض من قبل جنود آخرين، ليقتادوه بعد ذلك وهو مكبل اليدين ومعصوب العينين إلى تحقيق المسكوبية، وأثناء عملية التحقيق والتنكيل تعرض الأسير عبيد أيضا إلى عدة اعتداءات وتنكيل، وقام المحققون بضرب رأسه عدة مرات مما تسبب بظهور العديد من الرضوض والكدمات".
وأدانت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، بأشد العبارات استمرار سلسلة الاقتحامات والاعتداءات على الشبان الفلسطينيين أثناء عملية اعتقالهم والتي تستهدف بشكل كامل استقرار الحياة اليومية لهم والنيل من صمودهم وعزيمتهم.
وفي سياق آخر، أفادت هيئة الأسرى بأن 207 أسرى مضى على اعتقالهم أكثر من 20 عاما بشكل متواصل في سجون الاحتلال، حاملين لقب "عمداء الأسرى".
ومن بين هؤلاء الأسرى يوجد (37) أسيراً مضى على اعتقالهم أكثر من 25 سنة، ويَطلق عليهم مُصطلح "جنرالات الصبر"، منهم (25) أسيراً معتقلين قبل "أوسلو"، وهم ما يُعرفون بالدفعة الرابعة التي تنصلت حكومة الاحتلال من الإفراج عنهم في إطار التفاهمات السياسية برعاية أمريكية عام 2013.
ونبهت إلى وجود (17) أسيراً مضى على اعتقالهم أكثر من ثلاثين سنة بشكل متواصل، يطلق عليهم "أيقونات الأسرى، أقدمهم الأسيران كريم وماهر يونس، المعتقلان منذ يناير عام 1983، إضافة إلى عشرات آخرين من الأسرى الذين تحرروا في صفقة (شاليط) في أكتوبر 2011، ومن ثم أعادت سلطات الاحتلال اعتقالهم عام 2014 وأبرزهم الأسير نائل البرغوثي الذي أمضى ما يزيد عن 42 عاما على فترتين.