يسارع الثلاثيني عبد الله أبو سمعان، لاستقبال المصطافين القادمين إلى استراحته المقامة على شاطئ بحر مدينة غزة، والابتسامة ظاهرة على وجهه، متمنيًا أن ينتهي نهاره وجيوبه عامرة بالمال.
ويتوقع أبو سمعان، في حديث لصحيفة "فلسطين" أن يشهد موسم الاصطياف هذا العام نشاطًا وإقبالًا كبيرًا وكثيفًا من المواطنين ولا سيما أنهم حرموا العام الماضي منه بسبب جائحة كورونا، وعدوان الاحتلال على قطاع غزة.
ويعمل إلى جانب "أبو سمعان"، في استراحته التي استأجرها من بلدية غزة، مقابل مبلغ مالي، أربعة أفراد على مدار ساعات اليوم، وتعد فترة الذروة واستقبال المصطافين بعد ساعات العصر حتى ما بعد منتصف الليل.
ويأمل الثلاثيني أبو سمعان، أن يكون موسم الاصطياف أفضل من سابقه، ويتمكن من تسديد التزاماته، وتجديد استئجار المكان للعام القادم، مضيفًا بفرحة: "يبدو أن بشائر الموسم تطل علينا بفرحة".
ويحاول أبو سمعان، قدر الإمكان إدخال تحسينات في استراحته لجذب الزبائن.
موسم مبكر
وعلى مقربة من "أبو سمعان"، انهمك العشريني محمد النجار، بوضع كراسي وطاولات بلاستيكية في المكان وجمع الأوراق عن الأرض، ورش المياه عليها بهدف جذب المصطافين للمكان.
ويقول النجار لصحيفة "فلسطين" وعلامات الرضى ظاهرة على وجهه: يبدو أن موسم الاصطياف بدأ باكرًا، فهناك حركة جيدة من المواطنين والوافدين إلى البحر منذ أول أيام عيد الفطر وحتى اليوم، وهذا يبشر بالخير.
ويضيف وهو ينظر في أرجاء الاستراحة، التي بدأت باستقبال الوافدين: آمل أن يكون هذا العام أفضل من سابقه، فقد اضطررت إلى الاقتراض من البعض من أجل الاستمرار في العمل وتوفير رواتب لعماله الستة الذين يعملون معه حتى لا يخسرهم فهم يتمتعون بخبرة في مجال عملهم.
ويشير إلى أن استراحته توفر باب رزق له ولعماله وتمكنهم من العيش حياة كريمة في ظل تردي أوضاعهم القطاع الاقتصادية من جراء الحصار الإسرائيلي المفروض منذ عام 2007م، وتشديده بين الفينة والأخرى.
ويلفت إلى أنه رغم ارتفاع أسعار بعض السلع والمواد التي يقدمها للمصطافين إلا أنه يحاول الحفاظ على أسعار ثابتة ومناسبة للجميع، ومراعاة الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الأهالي.
إرجاع الأكشاك
ولا يختلف الحال كثيرًا عن صاحب أحد الأكشاك محمود عمر، الذي قال: إن استعداداته لاستقبال المصطافين هذا العام تبدو أفضل من سابقتها، لافتًا إلى أن أصحاب الاستراحات يأملون بأن يقبل الناس على الشاطئ لتعويض خسارة العام الماضي.
لكن عمر، لا يبدي رضا عن القرار الخاص بإرجاع الأكشاك البحرية على كورنيش مدينة غزة نحو 10 أمتار إلى الناحية الغربية تجاه البحر، قائلا إن ذلك يفقدهم من مصدر دخل وهم المارة، وسائقي المركبات الذين يمرون على شارع رشيد، لافتًا إلى أن بعض المصطافين يفضلون شراء بعض المشروبات أو المأكولات دون الجلوس في المكان.
تطوير المكان
من جهته، يقول رئيس قسم الواجهة البحرية، والإنقاذ البحري في بلدية غزة م. عبد الرحمن حميد: إن بلديته قامت بإزاحة وتخفيض ما نسبته 55% من عدد الأكشاك المنتشرة التي أجرتها على طول الساحل؛ من أجل خلق ممشى مستقبلي غربي بشارع الرشيد بعرض عشرة أمتار، ليصل عرض الشارع لـ50 مترًا بدلاً من 40، كما وسيتخلله ممر للدراجات الهوائية.
ويضيف حميد، لصحيفة "فلسطين": تعمل البلدية على تأهيل المكان ليكون جاهزًا لأي منح أو مخصصًا ماليًا تحصل عليها كي تباشر في التنفيذ.
ويرجع أسباب خفض منسوب الأكشاك البحرية عن مستواها الحالي، إلى الشكاوى التي كانت تصل للبلدية من المصطافين، بأن الأكشاك تحجب عنهم رؤية البحر، وهو ما استجابت له وتعمل على تلبية رغبة المواطنين، مؤكدًا أن القرار لا ينعكس بالسلب على أصحاب الأكشاك.
ويبين أن بلديته تقوم بعمل حملات لإزالة الأكشاك العشوائية على طول البحر، مضيفًا: إن ادعاء أصحابها بأنها لقمة العيش وأن البلدية تحاربها، لا أساس له من الصحة، فقمنا بتنظيم العملية من خلال إنشاء أكشاك خرسانية ودفعهم لتقديم الخدمات للمصطافين دون وضع كراسي أو طاولات بالمكان، مستدركًا: لكن للأسف أصحاب بعض الأكشاك وضعوا كراسي وطاولات وعند استردادها من قبل البلدية قام البعض بالتهجم علينا.
ويتابع: إن البلدية تقوم بضبط ومراقبة البحر والأكشاك، قائلا: إن العديد من أصحابها لا يلتزمون التعليمات الصادرة عن البلدية.
وعن مبلغ التأجير، يقول حميد: "إن البلدية تقوم بدراسة المبلغ في كل عام، وتقدم خدماتها لجميع المصطافين كالنظافة والإنقاذ البحري ونقل النفايات وترحيل النفايات بدون مقابل.
وعن بدء موسم الاصطياف، يتوقع حميد، أن يتم إعلان بدء الموسم نهاية الشهر الجاري أو بداية الشهر القادم، مشيرًا إلى أن شاطئ بحر مدينة غزة يضم 20 برجًا للإنقاذ البحري سيتواجد في الفترة الصباحية منقذين إلى ثلاثة وفيما سيكون في المسائية أربعة منقذين، داعيًا المواطنين لعدم السباحة في البحر لعدم وجود دوام للمنقذين، والتزام بالتعليمات الصادرة عن البلدية.