في ذروة العمليات الفدائية التي تطال دولة الاحتلال الإسرائيلي، تعالت أصوات إسرائيلية تطالب باغتيال قائد حركة "حماس" في قطاع غزة، يحيى السنوار، ردًّا على تلك العمليات، وحفظًا لماء وجه حكومة نفتالي بينيت المهددة بالسقوط.
وجاءت الدعوات لاغتيال السنوار من نواب في الكنيست ومسؤولين سابقين وصحفيين في دولة الاحتلال، خاصة بعد العملية الفدائية الأخيرة في "إلعاد"، قرب "تل أبيب"، التي أدت إلى مقتل 3 إسرائيليين، وإصابة عدد آخر، بينهم اثنان إصابتهما خطيرة.
ويعكس تحريض قادة الاحتلال باغتيال السنوار مدى الأزمة التي يعيشها الاحتلال بفعل عمليات المقاومة الأخيرة، إضافة إلى إفلاس حكومة بينيت، وعجزها عن وقف تلك العمليات، أو التعامل معها.
وجاءت حملة الاحتلال التحريضية ضد السنوار بعد دعوته في خطاب ألقاه الخميس الماضي، المواطنين في الضفة الغربية، والداخل المحتل لتنفيذ عمليات فدائية بالأسلحة النارية والبيضاء إن تعذر ذلك، ردًا على الانتهاكات الإسرائيلية في المسجد الأقصى.
حالة إرباك
بدوره يؤكد الكاتب والمحلل السياسي، محمد عودة الأغا، أن السنوار يشكل حالة إرباك لصانعي القرار لدى قيادة الاحتلال، لما يتمتع به من فهم للاحتلال، والتنبؤ بقراراته، لذلك أصبح أيقونة للعمل الثوري بعباراته المشهورة.
ويقول الأغا في حديثه لـ"فلسطين: "الاحتلال يفكر ويخطط جديًّا لاغتيال السنوار وتحييده عن الساحة، إذ إن قيادة الاحتلال لم تعد قادرة على تحمل أي شخص يشكل إلهامًا للجماهير الفلسطينية بما يزيد من الضغط على الاحتلال، وحالة رفع الوعي الثوري للجماهير".
ويضيف الأغا: "يوجد تأثير للسنوار في الشارع الفلسطيني من خلال خطاباته الموجهة، وهو ما يغضب سلطات الاحتلال الإسرائيلي، خاصة بعد خطابه الأخير والاستجابة التي حدثت بعده، من خلال تنفيذ عملية إلعاد التي أدت إلى مقتل 3 مستوطنين".
ويوضح أن تهديدات الاحتلال باغتيال السنوار تعكس حالة من اليأس التي تنتاب أجهزة الاحتلال السياسية والأمنية والعسكرية، من إخماد الثورة الفلسطينية طيلة سنوات.
ويشير إلى أن تلك التهديدات تعبر عن الطبيعة الإجرامية للاحتلال وطبيعته بأنه كيان إحلالي قائم على إنهاء الآخر للاستمرار في الحياة، إضافة إلى أنها تظهر مدى خوف الاحتلال على مستقبله السياسي.
تهديدات ليست جديدة
من جانبه يؤكد الكاتب والباحث السياسي عبد الله سلامة أن تهديدات الاحتلال باغتيال قائد حماس في غزة يحيى السنوار ليست جديدة، بل سبق وهدد وزير حرب الاحتلال بيني غانتس في مايو/ أيام 2021، باغتيال رئيس حماس.
ويقول سلامة في حديثه لـ"فلسطين": "الاحتلال الإسرائيلي في أشد الحاجة لتصفية قائد بوزن السنوار، يظفر من خلاله باختطاف صورة نصر معنوي أمام حالة التردي التي يعيشها، ولا شكّ أنَّ لديه القدرة وفق الإمكانيات التي يملكها على تحقيق ذلك".
ويضيف سلامة: "توجد حسابات لقادة الاحتلال وسياسييه على احتمال إقدامه على حماقة بهذا المستوى أيضًا دقيقة جدًا، خاصة أن جبهته الداخلية لا ترقى لدرجة الصمود في وجه رد الفعل الفلسطيني المقاوم وجباية الثمن الباهظ الذي تجنيه مقابل هذا التهور".
ويوضح أن اغتيال السنوار من الاحتلال لن يخمد الثورة في نفوس الشعب الفلسطيني، أو يحقق الردع تجاه المقاومة في ساحة المواجهة.
ويشير سلامة إلى أن إقدام الاحتلال على اغتيال السنوار سوف يجر المنطقة إلى دوامة حرب مفتوحة تُشكّل إفرازاتها المقصلة لما تبقى مِن ثقة لدى جمهور الاحتلال بقادة كيانهم.
ويردف بالقول: "لا أعتقد أن هناك زعيمًا إسرائيليًّا يمكن أن يتخذ قرارًا باغتيـــال السنـوار، لأن اغتيــــاله والدخول في مواجهة لن يحقق الهدف".