ناشد مدير مكتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر في قطاع غزة، جيلان ديفورن المجتمع الدولي، بالعمل على تخفيف حدة الأزمة الإنسانية التي يعاني منها القطاع .
ودعا، "جميع الأطراف ذات العلاقة"، إلى "بذل قصارى جهدها لضمان تلبية الاحتياجات الأساسية لسكان غزة".
ووجّه ديفورن رسالة للمجتمع الدولي قائلاً:" دعونا نعمل قبل فوات الأوان".
وأضاف:" ما يحتاجه الناس هو حياة كريمة، والقدرة على إعادة بناء سبل العيش والاقتصاد العادي".
وشبّه ديفورن، في حواره، قطاع غزة بـ"سفينة" تغرق ببطء، وقال إن الأهالي لا يمكنهم الصمود لفترة طويلة.
وأضاف:" أينما أشحت بنظرك ترى المعاناة، كل من التقيهم يقولون إن الأوضاع الحالية غير مسبوقة".
وأكمل:" غزة اليوم مثل سفينة تغرق ببطء، والمياه وصلت بالفعل إلى عنق الركاب، ما زال بامكانهم التنفس، في حين أن مزيداً من المياه تدخل للسفينة من كل الجهات".
ويعاني قطاع غزة حالياً من أزمات معيشية وإنسانية حادة، من أبرزها النقص الحاد في إمدادات الكهرباء.
وأضاف ديفورن إن أزمة الكهرباء الراهنة تقوّض جميع جوانب حياة سكان غزة.
وقال:" الناس هنا تعيش تحت هذه الظروف التي تمس بالكرامة الإنسانية".
ورجّح مدير "الصليب الأحمر" أن تزداد الأوضاع في غزة خلال الأشهر القادمة صعوبة.
وقال:" غياب الحل السياسي ساهم في صعوبة الحفاظ على الأمل حياً".
وأضاف:" الشيء الوحيد الذي يدركه أي أم أو أب في غزة أن ما يستطيعون توفيره لعائلتهم أصعب اليوم مما كان عليه قبل عام".
وتحدث ديفورن عن الوضع الإنساني بغزة، مشيراً إلى ارتفاع نسب البطالة، وتلوث مياه الشرب، وغياب الرعاية الطبية.
واستدرك بالقول:" مما يؤسف له أن جميع الأطراف الفاعلة والتي يمكنها التأثير في المشهد الحالي وتحسينه، على دراية بالأوضاع الحالية".
وأضاف إن استمرار القيود على حركة الأشخاص والبضائع في غزة له عواقب بعيدة المدى على حياة الناس وسبل عيشهم.
وتابع: "هذه القيود تقوض أية إمكانية حقيقية للتنمية الاقتصادية، فالبنية التحتية التي تعرضت للضرب، والاقتصاد الهش، تركا أثراً فادحاً على الناس هنا، غزة تعاني من البطالة والفقر، وقد وصلت نوعية الحياة هنا إلى أدنى مستوياتها".
ولفت ديفورن إلى أن القيود على الحركة من خلال المعابر الحدودية مع دولة الاحتلال الإسرائيلي والفتح غير المنتظم لمعبر رفح، لهما عواقب انسانية مباشرة على المدنيين، وفي بعض الأحيان عواقب وخيمة على المرضى.
وشدد على أنه في ظل الظروف الحالية، لا يزال تحقيق الاكتفاء الذاتي والتنمية المستدامة، بعيدا المنال بالنسبة لسكان غزة.
وأعرب المسؤول الدولي عن قلقه من الوصول إلى انحسار الاهتمام الدولي بغزة.
وقال:" أخشى أننا نقترب بسرعة إلى النقطة التي ستكون فيها غزة مأساة منسية؛ وهذا السبب الذي جعلنا اليوم نناشد علنا، ونضم صوتنا للمنظمات الإنسانية الأخرى العاملة هنا، نيابة عن المدنيين هنا، لا تنسوهم في محنتهم يجب التحرك الآن".
وبشأن رؤيته للخروج من الوضع الراهن، رأى ديفورن أنه من الضرورة التوصل إلى حل سياسي، مشدداً على أن هذا الأمر خارج صلاحيات وإطار عمل المنظمات الإنسانية.
وتابع:" يجب على كل من يستطيع التأثير على الوضع، بما في ذلك السلطة الفلسطينية وحماس و(إسرائيل) ، أن يبذلوا قصارى جهدهم لمساعدة المدنيين في غزة.
وأكمل:" يجب عليهم أن يتخطوا الاعتبارات السياسية لإيجاد حل مستدام لأزمة الكهرباء الحالية".
وفي شأن آخر، أكد ديفورن أنهم في اللجنة الدولية للصليب الأحمر على تواصل دائم ويومي مع أسر جميع المعتقلين الفلسطينيين.
وأعرب عن قلقه إزاء تعليق الزيارات العائلية للمحتجزين المنتمين لحركة حماس من غزة، مؤكداً أن زيارات الأقارب للمحتجزين مسألة "إنسانية ذات أهمية قصوى".
وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، قد أعلنت مؤخراً أن سلطات الاحتلال قررت منع أهالي المعتقلين المنتمين لحركة "حماس" في قطاع غزة من زيارتهم.
وأضاف:" الزيارات العائلية هي حق مكفول في اتفاقية جنيف الرابعة، وهي تخضع لقدرة سلطات الاحتجاز على الايفاء بها، فلا يجوز تقييدها إلا لدواع أمنية وعلى أسس فردية ولفترة مؤقتة" .
وأكد أن اللجنة الدولية ليست في وضع يسمح لها بالحديث عن ظروف التعليق أو مبرراته أو مدته، مضيفاً:" لأن هذا قرار من السلطات الإسرائيلية إلا أننا وبصفتنا وسيطاً محايداً، نبقى على تواصل مستمر مع السلطات المعنية ونحيل أية معلومات متاحة إلى العائلات".
وجدد ديفورن التزام الصليب الأحمر بمواصلة متابعة هذه المسألة مع سلطات الاحتلال وتذكيرها بالتزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني.