توافق اليوم الذكرى العشرين على تفجير القسامي محمد جميل معمر (عودة) نفسه، داخل مقهى في "ريشون لتسيون" جنوب (تل أبيب) المحتلة، والتي أعلنت كتائب الشهيد "عز الدين القسام" عن اسم الاستشهادي بعد ست سنوات لأسباب أمنية.
ولد في الأردن
وُلد الشهيد محمد عودة في المملكة الأردنية الهاشمية في مدينة الزرقاء، بتاريخ 03 مايو 1974، وتنحدر أصوله من قريوت قضاء نابلس بالضفة الغربية.
وهاجرت عائلته من فلسطين المحتلة بعد نكبة عام 1948، ونشأ محمد في أحضان أسرة ملتزمة مشهود لها بالخير والصلاح وحسن المعاملة، وربّاه والده كأحسن ما تكون التربية على أخلاق الإسلام وتوجيهات القرآن الكريم.
وكان الشهيد محمد حاملًا لهموم وقضايا الأمة الإسلامية عامة والشعب الفلسطيني خاصة، وملتزم بقضايا الأمة العظيمة التي كان حريصًا على النهوض بها.
بطل رياضي
وأحبَّ محمد الرياضة منذ صغره، وحاز على بطولات عدة في كمال الأجسام ورفع الأثقال، وتميز بالرجولة والشجاعة، ولم يستطع أيّ إنسان بحياته كلها منذ طفولته أن يعتدي عليه، وبنفس الوقت لم يعتد على أيّ شخص كان.
وحرص الشهيد القسامي على الصلوات في المسجد، وكان دائم الحديث عن الجهاد والمجاهدين داخل فلسطين، وعن معاناة الشعب الفلسطيني الذي يقع تحت براثن المحتل، وكان كثير السؤال عن الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، وعن بلدتهم الأصلية ومتى سيعودون إليها.
صبر الخنساء
وفي آخر مكالمة بينه وبين والدته، قال محمد: "اصبري يا أماه صبر الخنساء"، وذلك قبل أن يترجّل يوم الثلاثاء بتاريخ 07 مايو 2002، ويخترق كل حواجز وتحصينات الاحتلال ويدخل أحد مقاهي الاحتلال، حاملًا حقيبة مفخخة، ويقوم بتفجيرها في المكان، ما أدى إلى سقوط 20 قتيلًا و60 جريحًا.
وتكتّمت كتائب "القسام" على الإعلان عن العملية البطولية منذ وقوعها في مايو 2002، وقالت الكتائب: إنّ "ذلك جاء لأسباب أمنية خاصة".