فلسطين أون لاين

تقرير فصل عباس قيادات فتحاوية.. قرارات تعكس تفرُّده بالحركة وحالة الفوضى فيها

...
رئيس السلطة محمود عباس ( أرشيف)
غزة/ محمد أبو شحمة:

ضمن مواصلته التفرُّد بحركة "فتح" وعدم إشراك أحد من قيادتها في قراراتها، ذهب رئيس الحركة والسلطة محمود عباس إلى فصل عدد من قيادات الحركة التاريخيين والكوادر والناشطين لأسباب معروفة وأخرى مجهولة.

وتعكس قرارات قيادة "فتح" التي يترأّسها عباس بفصل عدد من القيادات حالة الفوضى التي تعيشها الحركة، خاصة أنّ المفصولين لم يتلقّوا أيّ أوراقٍ أو إفاداتٍ رسمية حول قرار فصلهم، بل عبر الإعلام.

وجاء قرار عباس ضمن سياسة الفصل التي انتهجها خلال الفترة الأخيرة بحقّ المئات من قيادات وكوادر وأعضاء حركة فتح، بسبب آرائهم الناقدة أو مواقفهم الرافضة لسياساته التنظيمية أو الإدارية.

وشمل القرار قيادات بارزة؛ منها رئيس بلدية الخليل تيسير أبو سنينة، وهو أحد منفذي عملية "الدبويا" عام 1980، وعدد من كوادر الحركة في طولكرم وسلفيت.

بدوره، أكد أبو سنينة أنه لم يصله أيّ قرار رسمي من حركة فتح يبلغه بفصله من الحركة، حيث علم بالقرار من وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.

وقال أبو سنينة في حديثه لصحيفة "فلسطين": "لو صحّ قرار الفصل؛ فإننا لم نستأذن عباس عندما التحقنا بحركة فتح، وليس لدينا امتيازات لكي يُجرّدنا منها، ولا نقبل المزاجية في التعامل مع المناضلين، وسنبقى في حركة فتح التي نعتزّ بانتمائنا إليها".

وأضاف: "رغم القرار سنعمل بالمشاركة مع الجميع في الوحدة الوطنية، وسنبقى الأوفياء لشهدائنا وتضحيات الشعب الفلسطيني الذي قدم كل شيء للخلاص من الاحتلال"، مُردفًا أنّ من يتخذ القرار عليه تفسير قراره للجماهير والشعب الفلسطيني حتى يكون للشعب كلمته في ذلك.

بدوره، يؤكد المحلل السياسي عادل شديد أنّ فصل مجموعة من قيادات حركة فتح التاريخيين ونواة العاصفة كمصباح البابا وتيسير أبو سنينة ومن لهم بصمات كثيرة في النضال الفلسطيني يعكس حالة الفوضى التي تعيشها الحركة وسطوة القيادة المتنفذة عليها.

ويقول شديد في حديثه لـ"فلسطين": تلك القيادات التي تم فصلها من حركة فتح لها احترام في الشارع الفتحاوي والفلسطيني، وقرارات الفصل جاءت بشكل متسرع، وتعكس حالة من الوضع غير الصحي الذي تمر به الحركة.

ويضيف شديد: بعد فصل قيادات من حركة فتح وناشطين وكوادر فلن تكون أمور الحركة أفضل بعد ذلك، بل إنّ هذا يخلق انطباعًا سلبيًّا على الحركة، وستزيد من ضعفها أمام جمهورها والرأي العام الفلسطيني.

ويوضح أنّ قرارات الفصل تعكس سطوة القيادة الحالية، وعدم وجود جدية لها في إشراك القاعدة التنظيمية في القرار، حيث لم يُبلّغ المفصولون بقرار فصلهم، وعلموا به من وسائل الإعلام.

وبيّن أنّ قرارات فصل قيادات وكوادر حركة فتح تؤكد أنّ الحركة تمرّ بأزمة سياسية مستمرة، نتاج استمرار تمسكها باتفاق "أوسلو"، لذلك ما دامت لم تنسحب من هذا الاتفاق وتعترف بفشل المشروع السياسي وتعود إلى كونها حركة تحرُّر فلا يمكن إعادة تصويبها وإصلاحها.

بدوره، قال القيادي في حركة فتح عدلي صادق: "إنّ عباس يستزيد من قرارات الفصل، ووجد ضالّته بالتلهّي بحركة فتح التي يعتبرها فرقة كشافة من مجموعة أنفار وهو قائدهم"، مضيفًا "عباس يحول نفسه بنفسه إلى درجات أدنى فأدنى من العزلة".

وأضاف صادق في منشور له عبر حسابه في "فيسبوك": "الأجدر بك أن تؤمّن لنفسك انسحابًا آمنًا؛ إنّ مسلسلك معروض وهو نوع من الدراما المُستفزّة، وإن كان لا قيمة لما تُقرّر فحاول اجتراح نهاية أقل سوءًا لسيرتك".