فيما لا تزال الهجمة مستمرة على المسجد الأقصى المبارك من قبل ما يسمى بجماعة الهيكل الصهيونية المتطرفة المدعومة والمعززة بقوات وشرطة الاحتلال التي تطلق النار والغاز المسيل للدموع على المصلين المرابطين فيه ليلًا ونهارًا تحسبًا من اعتداءات هؤلاء المستوطنين عليه وحمايته من عبثهم كما حدث في السابق، إذ أُحرِقت أجزاء كبيرة منه، واليوم تدعو هذه الجماعة لهدمه وبناء الهيكل المزعوم على أنقاضه.
فبأي حق يقتحم المستوطنين الصهاينة المسجد الأقصى الذي يعد قبلة المسلمين الأولى ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! أليس هذا في حد ذاته استفزازًا لمشاعر الفلسطينيين والعرب والمسلمين؟ فالصهاينة تعودوا اقتحام الأقصى يوميًّا بأعداد كبيرة يصولون ويجولون في باحاته وساحاته جهارًا دون أي وجه حق ولا لهم أي علاقة به لا من قريب ولا من بعيد، وقد اشتدت هجمتهم المصعورة على الأقصى طول شهر رمضان وكذلك في عيد الفطر المبارك، دلالة على استفزاز الفلسطينيين، فعندما أرادوا ذبح القرابين وإقامة صلوات تلمودية، هذا يعني التمهيد لتنفيذ مخططتهم لتقسيمه زمانيًّا مكانيًّا كما يزعمون.
أيضًا عندما ترفض حكومة الاحتلال طلب الوساطات بعدم السماح للمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى وإبقاء الوضع القائم فيه على سابق عهده، يعني هذا تحديًا وإمعانًا في التصعيد، ومن ثم أخذ من ذلك ذريعة لتعليق هذا على شماعة فشلها السياسي وانهيارها الوشيك.
حكومة الاحتلال تصر على تأجيج الصراع بالسماح للمستوطنين وقواتها باقتحام الأقصى وتساعدهم على ذلك وتمنع الفلسطينيين من الوصول إليه لأداء الصلوات وتمنع الأذان فيه كما حدث في ثاني أيام العيد، وتنهال على المصلين بالضرب وتسمح لقواتها وعناصر الشرطة باقتحام المسجد الأقصى واعتقال من فيه، كل هذه الأعمال لتهيئة الأجواء في الأقصى للمستوطنين وتسهيل اقتحامه لهم وقتما يشاؤون، لكن رسالة غزة كانت كافية بأن الشعب الفلسطيني لن يقف مكتوف الأيدي بأن الأقصى خط أحمر وأن معركة سيف القدس ما زالت ماثلة في أذهان الاحتلال، لعله يفهم أن الرقم الذي تحدث عنه السنوار سيزيد في أول رشقة.