فلسطين أون لاين

​تحليل: خلافات فتح الداخلية تفشل محاولات استنهاضها

...
غزة - جمال غيث

رغم محاولات حركة "فتح" النهوض من جديد في قطاع غزة لمواجهة تيار القيادي المفصول من الحركة محمد دحلان، إلا أنها سرعان ما تفشل وتصطدم بإجراءات رئيس السلطة محمود عباس التي يتخذها بين الفينة والأخرى في غزة، الأمر الذي يصب في مصلحة تيار دحلان- وفق ما يرى محللان سياسيان.

وكان عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" أحمد حلس، كشف الأحد الماضي، عن التشكيلة الجديدة للهيئة القيادية العليا للحركة في قطاع غزة، يضاف إليها مجلس استشاري لدعمها بهدف إعادة بناء التنظيم من جديد وإعادته للواجهة، ما دفع عضو اللجنة المركزية للحركة اللواء توفيق الطيراوي، لإصدار بيان اعترض فيه على طريقة تعيين اللجنة القيادية العليا لفتح في القطاع.

ورأى المحللان اللذان تحدثا لـ"فلسطين"، أن التشكيلة الجديدة للهيئة القيادية العليا للحركة في قطاع غزة، تأتي من باب مواجهة تيار دحلان وتكشف عن الأزمة التي تعيشها الحركة بغزة، والتي سببها عباس.

سياسة عدائية

ورأى الكاتب والمحلل السياسي خالد عمايرة، أن التشكيلة الجديدة للهيئة القيادية العليا لحركة "فتح" في غزة، تصب في إطار الخشية من تعاظم نفوذ دحلان في القطاع.

وقال عمايرة لصحيفة "فلسطين" إن التشكيلة الجديدة للهيئة وانتقادها من أحد قادة فتح، تؤكد أن هذه الحركة غير متوافقة على كيفية إدارة الأوضاع في غزة، وظهر ذلك واضحًا من خلال القرارات التي اتخذت بحق أهالي القطاع مؤخرًا.

وأضاف: "إن قيادة حركة فتح ليس لديها الحلول والآفاق التي يمكن لها أن تعيد الأوضاع إلى نصابها الصحيح في غزة وتعيد ثقة الفتحاويين بها من جديد لاسيما بعد قطع رواتب الموظفين بغزة، وتحويل عدد منهم إلى التقاعد المبكر".

وتوقع أن يلجأ رئيس السلطة لانتهاج سياسة تكاد تكون عدائية بحق أهالي القطاع من خلال التصعيد التدريجي في محاولة منه لإضعاف موقف حركة "فتح" خاصة أتباع دحلان، ما سيؤدي لزيادة أعداد المنتمين لتيار دحلان.

وأكمل: "إن حركة "فتح" في رام الله تخشى من تحقيق التوافق بين تيار دحلان وحركة حماس في غزة"، لافتًا إلى أنه في حال استمرت السلطة في سياستها الحالية تجاه غزة فالغلبة ستكون لتيار دحلان، وفي حال راجعت السلطة قراراتها وتوصلت لتفاهمات مع حماس ومصر فستتغير الأوضاع لصالح تيار عباس.

أوضاع مأساوية

وقال المحلل السياسي إبراهيم المدهون: "لا شك أن حركة فتح تعيش أزمة، وأن التشكيلة الجديدة للهيئة القيادية العليا للحركة في القطاع، تعميق للأزمة".

وأضاف المدهون: "مثل هذه اللجنة لا تحظى بإجماع فتحاوي لا في قطاع غزة ولا في خارجها"، لافتًا إلى أن حركة "فتح" تعيش حالة من التخبط والضعف والخوف والقلق من ملء الفراغ الذي تعيشه الحركة في غزة من قبل تيار دحلان خاصة بعد التفاهمات التي قام بها مع حركة حماس والجانب المصري مؤخراً.

وأكمل: "إن التشكيلة الجديدة للهيئة القيادية العليا لحركة "فتح" في غزة، جاءت كمحاولة لترقيع الأزمات والفجوات في غزة"، متوقعًا ألا تضيف اللجنة أي جديد للحركة وربما تتحول إلى عبء جديد عليها وعلى قيادتها خاصة وأنها لا تحظى بإجماع وغير قادرة على لملمة الصفوف الفتحاوية في المرحلة المقبلة.

وبين المحلل السياسي، أن الرئيس عباس أحرج كثيرًا حركة فتح في غزة، ما أغضب الجمهور الفتحاوي خاصة بعد الخصومات المتتالية التي طالت كوادر التنظيم وأضعفتها بدلاً من تقويتها.

وتوقع المدهون أن يستمر الرئيس عباس بمزيد من الإجراءات بحق القطاع وأنه غير معني لا بحركة فتح ولا بغزة وهو على استعداد لفصل جميع الموظفين العاملين في السلطة، لافتًا إلى أن ذلك سيحول حركة "فتح" إلى حركة ضعيفة، إلى أن يلجأ النائب دحلان لاستيعاب واحتضان الحركة في غزة بعد تخلي عباس عنها.