دفع منعُ سلطات الاحتلال الإسرائيلي سكان الضفة الغربية من دخول مدينة القدس، لأداء الصلاة في المسجد الأقصى، إلى خوض الكثير منهم مغامرة تسلّق جدار الفصل العنصري بغرض الوصول إلى المدينة المقدسة.
وفي حين ينجح الكثيرون في الوصول، يتعرض آخرون إلى حوادث كالسقوط، والإصابة بالكسور، بالإضافة إلى الاعتقال من قبل جيش الاحتلال.
ويمر الجدار الذي بدأ الاحتلال في بنائه عام 2002، داخل الضفة الغربية، ويتكون من ألواح إسمنتية وأسيجة بارتفاعات تتراوح بين 4.5 و9 أمتار، بطول 712 كيلومترا.
وفي القدس، يصل طول مسار الجدار الممتلئ بالالتواءات إلى أكثر من 200 كيلومتر، وفق منظمة "بتسيلم" الحقوقية الإسرائيلية.
وتُظهر مشاهد، صباح الجمعة الأخيرة من شهر رمضان، شبانا فلسطينيين يتسلقون الجدار العازل في بلدة "الرّام" شرقي القدس بأدوات بسيطة كالسلالم والحبال، بهدف القفز إلى الجانب الآخر والوصول إلى المسجد الأقصى.
وبينما حرص بعضهم على تغطية وجوههم، خشية التعرف عليهم وملاحقتهم لاحقا، لم يبد آخرون أي اهتمام.
وتمنع قوات الاحتلال سكان الضفة الغربية من الوصول لأداء الصلاة في المسجد الأقصى.
لكنها تُخفف من هذه الإجراءات في أيام الجُمعْ، وتسمح فقط بمرور النساء من جميع الأعمار، وللرجال ممن هم فوق سن الـ50، وتشترط الحصول على تصاريح لمن تتراوح أعمارهم ما بين الـ 40 والـ 50، وتمنع من هم في سن أقل من ذلك.
أما سكان قطاع غزة، فتمنع قوات الاحتلال مرورهم للقدس بشكل كامل.
ونشرت وسائل إعلام محلية فلسطينية، الجمعة، صورا لفلسطينيين اعتقلهم الاحتلال بعد محاولتهم اجتياز الجدار وتسلقه شمالي القدس.
واعتاد الفلسطينيون الذين لا تشملهم الشروط، في السنوات الأخيرة اجتياز فتحات أحدَثها نشطاء في الجدار، لكن الاحتلال شدد إجراءاته على هذه الفتحات، وأغلقت معظمها مؤخرا.
إصابات بين المتسلقين
وقال شاهد عيان، فضل عدم الإشارة لاسمه، إنه كان من بين عدد من الرجال الذين تسلقوا الجدار ونجحوا في الوصول إلى المسجد الأقصى وإحياء ليلة القدر والبقاء حتى أداء صلاة الجمعة.
لكنه أضاف أن أحد رفاقه سقط وأصيب بكسور في القدمين والعمود الفقري، ونقل إلى المستشفى وخضع لعدة عمليات جراحية، ولم يحالفه الحظ في الوصول إلى المسجد.
ومنذ الساعات الأولى من صباح الجمعة، توجّه آلاف الفلسطينيين من أنحاء الضفة الغربية، إلى المسجد الأقصى، لأداء صلاة الجمعة الأخيرة من رمضان، في رحابه.
وشهدت المعابر الإسرائيلية التي تربط المدينة بمحيطها، وخاصة معبر قلنديا ومعبر بيت لحم ازدحاما كبيرا بالمصلين، وسط قيود وشروط إسرائيلية على دخولهم.
تعزيزات على الجدار
وفي 9 أبريل/نيسان الجاري دفع الجيش بتعزيزات إضافية إلى "خط التماس" بالضفة، بثلاث كتائب إضافية، وذلك للمرة الثالثة خلال أقل من أسبوعين.
وفي اليوم التالي (10 أبريل) صادقت حكومة الاحتلال على بناء 40 كيلومترا إضافية للجدار، الذي شرعت في إقامته عام 2002.
وحتى سبتمبر/أيلول 2017، تم إنجاز نحو 65% من مسار الجدار، وفق الأمم المتحدة.
وتقول (إسرائيل) إنها شيدت الجدار لاعتبارات أمنية، لكن الفلسطينيين والأمم المتحدة يقولون إن إقامته جاءت لضم أراض فلسطينية إلى (إسرائيل).
وفي عام 2004، أصدرت محكمة العدل الدولية في لاهاي، رأيا استشاريا بعدم قانونية الجدار، نظرا لتشييده على أراض فلسطينية محتلة.