بلهجة فلسطينية، وبروح شبابية، تروج منصة "مَكْلوبِة"، لمحتوى فلسطيني منوع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في محاولة لتصدير الرواية الفلسطينية إلى العالم، وخدمة القضايا الوطنية والاجتماعية المختلفة.
يقول الناطق باسم "مَكْلوبِة"، عبد الله شتات، إن فكرة المنصة تبلورت قبل أربعة أشهر بمبادرة فلسطينيين من صناع المحتوى، آمنوا بضرورة تضافر الجهود لضرورة صياغة رسالة الفلسطيني، بطريقة تجذب الجمهور لمتابعتها.
وتسعى المنصة كما يبين شتات لـ"فلسطين"، لأن يكون لها موطئ قدم على منصات التواصل الاجتماعي، لمواجهة التشويه الذي يمارس بحق القضية الفلسطينية.
وعن سبب اختيار اسم "مكلوبة"، يوضح شتات أن الاسم يرمز بالمعنى الواضح لأكلة "المكلوبة" التي ورثها الفلسطيني عن أجداده، وبرمزية بعيدة تشير إلى أن حالة صناعة المحتوى الفلسطيني ستكون "مكلوبة"، بما ستُحدثه المنصة من تغيير وتطور نوعي في هذا المجال.
ويشير إلى أن المنصة تعمل بجهد 15 ناشطًا فلسطينيًا من الشبان والشابات، بتمويل من مؤسسة "نجوم شباب الدولية" في تركيا.
وبين أن المنصة جاءت بسبب الحاجة إلى "يوتيوبر"، و"انفلونسر" فلسطيني قادر على نقل الرواية الفلسطينية للعالم، "في ظل ضعف الحضور الفلسطيني المنظم على المنصات، مقابل وجود عشرات المنصات والصناعات الفيلمية التي تشوه الرواية الفلسطينية وتعكس صورة غير حقيقية عن القضية".
ويشير إلى أن هذه المنصة ستكون شاملة وعامة، وسيفتح الباب أمام جميع الفلسطينيين للمشاركة فيها وبجميع أطيافهم.
ومن بين البرامج التي تقدمها المنصة أسبوعيًّا، برنامج "كشكول بلدي" الذي يتجول فيه "شتات" بين المناطق الفلسطينية المختلفة، ويتحدث عنها ويبرز أهم ما فيها، و"أم حمدان" حيثُ التراث الفلسطيني، و"جذوة الشعر" برحلة مع الشعر العربي، و"مزامير فلسطين" ليأخذك بجولة مع قراء القرآن الكريم، وغيرها، و"صديق الأسبوع"، وبرنامج يتناول اللهجة الفلسطينية، وآخر كوميدي.
ويذكر شتات أن "مكلوبة" تعرض حاليًا عشر برامج كدورة برامجية أولى متنوعة ذات طابع وطني وثقافي وديني وتراثي واجتماعي، مشيرًا إلى تخصيص حلقة أسبوعية لتغطية الأحداث الفلسطينية الدائرة، كأحداث الشيخ جراح، وأوضاع الأسرى، وفلسطينيي النقب.
أكاديمية إلكترونية
وعن الرؤية المستقبلية للمنصة، يقول شتات إنها تسعى لإنشاء أكاديمية إلكترونية فلسطينية وتأهيل صانعي محتوى فلسطيني (يوتويبرز) قادرين على مواجهة التشويه وإيصال الرواية الفلسطينية.
ويقول شتات: "سنقدم التدريب والمساحة اللازمة لأي شاب يريد المشاركة وسنزوده بالملاحظات التي تساعده على تطوير أدائه، إضافة لتقديم عائد مادي أيضًا".
ويضيف: "هناك طاقم تصوير موجود بالضفة الغربية يقوم بأعمال التصوير مع من يريد تقديم محتوى، ويجري عمل مونتاج للحلقات من أجل بثها".
وتطمح المنصة، وفق شتات، إلى للوصول إلى كل أماكن الوجود الفلسطيني في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة والداخل المحتل والشتات، وإدماج ناشطين من جميع هذه المناطق للمشاركة فيها.
وعن أهم العقبات التي تواجه القائمين على المنصة، يبين أنها تكمن في وجود الاحتلال، وملاحقة الرواية والمحتوى الفلسطيني على منصة "فيسبوك"، "فنجتهد لعدم مخالفة معايير النشر، إضافة إلى صعوبة التنقل بين القرى ومناطق الضفة الغربية".
خدمات مجانية
من جهته يقول عضو مجلس إدارة المنصة عمر يلدرم: "المنصة تأخذ بيد الشباب القادر أو الراغب بتقديم محتوى ثقافي اجتماعي وطني هادف، وتوفر لهم التوجيه الفني وتسهم معهم في إعداد وإخراج المحتوى بأفضل صورة وترويجه، ولا تحمل المنصة أي توجه أو بعد سياسي، بل ترحب بجميع من يستطيع أن يقدم محتوى تفاعليًّا".
ويضيف يلدرم لـ"فلسطين": "تقوم المنصة على مجموعة من المتطوعين أصحاب الخبرات في مجال اليوتيوبرز، إذ لاحظوا وجود ضعف في هذه المساحة في فلسطين، بسبب العوائق الكثيرة والتحديات التي تواجه الناس".
ويشير إلى أن "مكلوبة"، هي المنصة الأولى من نوعها من حيث الاستعداد لتقديم خدمات تطوير المحتوى والتصوير والمونتاج والترويج، مجانًا لأصحاب المحتوى الفلسطيني المميز.
ويؤكد يلدرم أن هذه المنصة بمنزلة حاضنة لصانعي المحتوى الهادف على يوتيوب، ما سينعكس على حجم هذا المحتوى في الإعلام الجديد في ظل انتشار المحتوى التافه والسلبي، الذي يتعارض جزء كبير منه مع قيم وثقافة شعوبنا.