فلسطين أون لاين

تقرير "إطلالات مقدسية".. صوت الحقيقة وحكايا منسية في رمضان

...
صورة أرشيفية
القدس المحتلة-غزة/ مريم الشوبكي:

تتعرض مدينة القدس المحتلة لهجمات إسرائيلية مدروسة من أجل تهويد وتزييف تاريخها، في ظل التقاعس العربي عن حمايتها ودعم صمودها، وهذا ما لا يفوِّته المقدسيون، إذ يأخذون على عاتقهم إظهار الصورة الحقيقة عنها رغم تيقنهم أنهم سيتعرضون للاعتقال، والإبعاد، والتنكيل.

وفي حلقاته التي تبث من قلب المسجد الأقصى وحارات القدس القديمة، يحرص برنامج "إطلالات مقدسية" على تسليط الضوء على الموروث التاريخي، والثقافي، والاجتماعي، والشعبي للمدينة المحتلة.

ويقول المسؤول عن البرنامج فخري أبو دياب: "في ظل محاولات الاحتلال الإسرائيلي لطمس هوية القدس بتهويد معالمها، ارتأيت تقديم فكرة البرنامج لتكون صوت القدس الحقيقي".

ويتابع أبو دياب لـ"فلسطين": "القدس ليست كأي مدينة، فيها حكايات لا يُسلَّط الضوء عليها، وتتعرض لطمس وسرقة، وتزييف من قبل الاحتلال، لذا سيسلط البرنامج على المورث التاريخي، والاجتماعي، الذي يكاد أن يندثر، ويقدمه للمسلمين بطريقة ليست إخبارية بل سردية تاريخية".

ويبين أن البرنامج يهدف إلى إبراز معالم مدينة القدس، وأسوار البلدة القديمة، وأبوابها، والأسواق العتيقة والمكتبات القديمة في المدينة، والمعاصر، والطريق التي مشى بها عمر بن الخطاب لتبقى القدس عربية، وليس كما يريد الاحتلال أن تكون بالمسمى العبري "أورشاليم".

ويوضح أبو دياب أنه سيبرز الموروث الثقافي والشعبي في القدس، والمأكولات المقدسية المشهورة والتاريخية، إضافة إلى المقاهي القديمة، وسرد للحكايات الشعبية عن المدينة بطريقة جذابة ومميزة.

ويلفت إلى أن القدس تكتسي بأبهى حُلَلها وتستقبل ضيوفها في شهر رمضان، لذا سيحاول البرنامج تناول عادات وتقاليد شعبية متوارثة يتميز بها المقدسيون في الشهر، إضافة إلى الأناشيد الدينية والزفات الشعبية وغيرها.

جولات ميدانية

ويذكر أبو دياب أن البرنامج بث حلقتين إلى ثلاثٍ أسبوعيًّا، واستضاف العديد من الشخصيات المقدسية والعلماء، والباحثين والمتخصصين في شؤون القدس، إضافة إلى مواطنين مقدسيين، كما سيتم استضافة شخصيات من إسطنبول، وبيروت، والأردن وغزة.

ويلفت أبو دياب إلى أن إحدى الحلقات سلطت الضوء على كنيسة القيامة وتاريخها، من خلال استضافة أحد أفراد عائلة جودة الراعية المسلمة للكنيسة، والتي تحافظ على مفاتيحها منذ نحو 850 عامًا، في عهد صلاح الدين الأيوبي.

وهناك زوايا مميزة تناولها البرنامج، وهي تصوير الطريق التي سار بها صلاح الدين حتى وصل إلى مدينة القدس، والمنزل الذي سكن فيه.

كما تطرق إلى الحديث عن قصة أم السيدة مريم العذراء، والطريق التي سارت فيه، والمكان الذي ولدت فيه عند باب الأسباط، والمكان الذي كانت تتعبد فيه، وتناول قصة زوجة السلطان سليمان القانوني التي أنشأت تكية عن أسوار الأقصى لإطعام مساكين المدينة.

كما عمل البرنامج على تصوير جولات ميدانية مع عدة شخصيات في بعض الكنائس والمساجد القديمة بالقدس، إضافة إلى الحديث عن مكتبة الخالدية التاريخية التي جرى افتتاحها عام 1900م، وعن معاصر الزيتون والأسواق مثل سوق خان الزيت، والقطانين، وغيرها.

ويوضح أن هذه الأسواق تتعرض للتهويد ومحاولات الاحتلال للاستيلاء عليها وإغلاق بعضها، بهدف خنق التجارة والاقتصاد المقدسي، باعتبارها الدروع الحامية للمسجد الأقصى.

معوقات

وعن أبرز المعوقات التي واجهت البرنامج، يجيب أبو دياب: "سلطات الاحتلال تضع دائمًا معوقات وقيودًا أمام المقدسيين في كل مناحي حياتهم، ولا تريد أن تخرج صورة القدس الحقيقية للخارج، وتعمل على تكميم أفواه المقدسيين، لذلك أتوقع فرض قيود على بث حلقات البرنامج، أو إبعادنا عن الأقصى".

ويكشف أبو دياب عن أن البرنامج سيستمر في بث حلقاته بعد انتهاء الشهر الفضيل أيضًا، حتى تبقى القدس حية في الذاكر "فالقدس ليست لمن يعيش فيها، بل لمن تعيش في قلبه".

ويلفت أبو دياب إلى أن "إطلالات مقدسية" يعمل على إعادة القدس لعقول وقلوب، وأذهان الأمة في ظل التراخي العالمي عن الدفاع عنها، ومناشدة الأمة الوقوفَ مع القدس وتعزيز صمود أهلها.

ويحلم أبو دياب بإنشاء محطة تلفزيونية إذاعية تبث من القدس والأقصى، على أن تكون المدينة المحتلة عبارة عن أستوديو متحرك يبث منه مباشرة.