قائمة الموقع

استنفار المقدسيين لن ينتهي إلا بـ"إزالة البوابات الإلكترونية"

2017-07-18T06:13:19+03:00
انتشار مكثف لشرطة الاحتلال في القدس (أ ف ب)

هبوا هبة رجل واحد، حملوا أرواحهم على أكفهم، وهرعوا للذود عن المسجد الأقصى الذي يتحكّم في أبوابه جنود الاحتلال منذ عدّة أيام مضت، بعد العملية التي نفّذها ثلاثة شهداء صباح الجمعة الماضي، رابطوا على أبوابه، وأدوا الصلوات هناك، ولا يزالون مرابطين حتى يُلغي الاحتلال إجراءاته الجديدة حول الأقصى.

أُغلقت أبواب مسرى الرسول، ولم يتحرك المسلمون كما ينبغي، وتُرك المقدسيون يقلعون الشوك بأيديهم، فتحركوا هم وباتوا يرابطون على أبوابه، وقلوبهم وألسنتهم تلهج بالدعاء لتفريج كربتهم وحماية الأقصى من خطر الاحتلال، وهاهم الآن يرفضون دخول المسجد عبر البوابات الإلكترونية التي نصبها الاحتلال عند الأبواب، مصممين على إزالة هذه البوابات والعودة إلى ما قبل هذه التضييقات.

باب الأسباط

وعن حال المدينة العتيقة بعد إجراءات الاحتلال ضد أهاليها ومنع دخول المصلين للمسجد الأقصى، يتحدث رئيس الاستعلامات في دائرة الأوقاف الاسلامية بالقدس طارق الهشلمون، ويصف، في حديث لـ"فلسطين" مشهد غليان المدينة.

قال الهشلمون: "دائرة الأوقاف دعت أهالي القدس إلى التجمع حول أبواب المسجد الأقصى وإقامة الصلاة هناك، لا سيما على باب الأسباط، حيث تم تثبيت بوابات إلكترونية فيه، لكن موظفي الدائرة رفضوا دخول الأقصى حتى يتم إزالة هذه البوابات، كما تم تثبيتها على باب المجلس والسلسلة أيضا".

وأضاف أن "الإجراءات التعسفية والظالمة التي قام بها الاحتلال، هي سلسلة عقوبات جاءت ردا على العملية الاستشهادية، وهي حجج واهية من أجل إغلاق الاقصى لتطبيق مشروعهم التهويدي".

وبين الهشلمون أن المقدسيين ما يزالوا متجمهرين عند باب الأسباط، وبينهم موظفو المسجد وحراسه، احتجاجا على إجراءات الاحتلال بحق الأقصى.

إبعاد الحراس

ولفت إلى أن شرطة الاحتلال اتصلت على حراس الأقصى وأبلغتهم، شفهيًا، بعدم التوجه إلى عملهم، وبإبعادهم عن الأقصى حتى إشعار آخر، بينما عدد آخر من الحراس منعهم الاحتلال من دخول الأقصى مطلقا.

ونبه الهشلمون إلى أن الهدف من تشديد الإجراءات تسهيل دخول المتطرفين اليهود من باب المغاربة، لافتا إلى أن الشرطة الإسرائيلية عمليًا خرجت من مهمتها "حفظ الأمن والنظام"، ودخلت منظومة جديدة، وهي تسهيل دخول المتطرفين اليهود إلى الأقصى.

ولفت إلى أنه، خلال العام الحالي، تم ابعاد أكثر من 60 مقدسيا، خاصة فترة الأعياد اليهودية منذ شهر إبريل الماضي، وتراوحت مدة إبعادهم بين 15 يوما وستة أشهر.

ضاق بالمقدسيين الحال، من إغلاق للمدينة، وفرض ضرائب، ومنع غير المقدسيين من دخول البلدة القديمة وأسواقها، وآخرها الإغلاق التام للأقصى، ومن هنا قرروا الخروج من دائرة الصمت، وصمموا على الدفاع عن الأقصى والرباط على أبوابه وعدم دخوله إلا بعد أن يعود كما كان عليه في السابق.

وتتواصل التجمعات السلمية من المقدسيين للرباط والصلاة حول الأقصى، تحت دعوة "شد الرحال للمسجد الأقصى"، واستجابة لدعوات دائرة الاوقاف والنشطاء.

ولم يكن المسجد الأقصى هو الوحيد الذي تم إغلاقه، بل أُغلقت البلدة القديمة بأكملها، وتسلم التجار المقدسيون إخطارات من قائد لواء شرطة الاحتلال بإغلاق المحال التجارية لمدة ثلاثة أيام على التوالي، ومن يفتح محله سيدفع مخالفة بقيمة ألف شيكل، وفق الهشلمون.

ولفت إلى أن الحواجز الإسرائيلية منتشرة خارج البلدة القديمة، ولا يُسمَح بالدخول إلا لسكان البلدة القديمة، فهناك شلل تام للحركة باتجاه البلدة، ويشكو التجار من توقف في الحركة التجارية.

لإخافة الأهالي

وقال الهشلمون: "ما فعله الاحتلال بإغلاق المسجد الأقصى والبلدة القديمة قصد به إخافة أهالي القدس وإسكاتهم، ولكن النتيجة جاءت مغايرة، فهو بتصرفه هذا جعل المقدسيين يخرجون من دائرة الصمت رغم المضايقات، حاملين أرواحهم على أكفهم".

وأضاف: "حولوا مكان العبادة إلى مكان عسكري، بحجج واهية، وأصبحوا يحاسبون الناس على رد فعلهم، دمّروا أبوابًا داخل المسجد، وكسروا جميع الأقفال، وفتّشوا المآذن ومسجد قبة الصخرة خمس مرات، ودخلت سياراتهم لفحص أرضيات المسجد، ودمروا كثيرا من الغرف وعاثوا فيها".

ورغم قرار الاحتلال بالسماح لبعض المقدسيين بدخول المسجد، فهم ما يزالون على موقفهم، لرفضهم الدخول عبر بوابات إلكترونية، ولذا فإن النشطاء، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ما يزالوا ينادون المقدسيين بالنزول إلى المسجد الأقصى ومحاولة الوصول إليه، ويصرون إذا تم منعهم فالقدس كلها أقصى، ويطلبون الدعاء والاستغفار ممن لا يمكنهم التوجه للمسجد.

اخبار ذات صلة