فلسطين أون لاين

رمضان نيجيريا.. جلسات تفسير لا تنقطع يفتتحها قارئ النص

...
نيجيريا في رمضان - (أرشيف)
غزة/ فاطمة الزهراء العويني:

يمتاز رمضان نيجيريا بأنشطة دينية متعددة، وفي مقدمتها الدروس الرمضانية التي تعم أرجاء البلاد، وتختلف مسمياتها، فهناك من يسميها "جلسات التفسير"؛ لأنها مخصصة لتفسير معاني القرآن الكريم باللغة الوطنية، ويسميها آخرون جلسة المواعظ، إلا أن التسمية الأولى أكثر تداولاً وانتشارًا.

تُعقد تلك الدروس في أوقات الصباح والظهيرة وبعد العصر، وأيضًا بعد أداء صلاة التراويح بالليل، وتشهد الدروس التي تعقد بعد العصر حضورًا مكثفًا من الجماهير لمناسبتها لأغلب الفئات من العمال والموظفين وطلبة الجامعات والمدارس، إضافة لقربها من وقت الإفطار، كما يذكر موقف "ساسة بوست".

وتُقام "جلسات التفسير" في قصور الأمراء التي لها طابع إسلامي قديم، ومنها ما يقام في الجوامع الكبيرة والمساجد العامة، وهذا النوع منتشر في كل البلاد والمدن النيجيرية تقريبًا، كما تعقد في الأماكن العامة كالأسواق وأماكن الملتقيات والمنتديات لعموم الشعب، والميادين والساحات الشعبية.

كما يخصص العلماء وكبار المشايخ وبعض طلبة العلم ساحة منازلهم لعقد جلسات التفسير، ويتصدى للدروس في تلك الجلسات نوعان من العلماء: الأول: الإمام الكبير للبلد، والثاني: العالم المفسر للقرآن كما يطلق عليه في العرف التقليدي، حيث هناك منصب بهذا المسمى ضمن سلم المناصب التي يجب أن يمر بها الإمام الكبير قبل توليه منصب الإمامة.

وتستهدف هذه الجلسات مدارسة كتاب الله تلاوة وتدبرًا، ومنذ قرون واصل علماء نيجيريا تعهدهم باعتماد كتاب "تفسير الجلالين"، ونادرًا ما يخرج العلماء عن هذا الكتاب إلا في أوساط الدعاة الشبان الجدد.

قارئ النص

ومن الأمور التي تستحوذ على اهتمام المسلمين والجماهير بشكل عام ويحرصون على متابعتها في تلك الجلسات ظاهرة "قارئ النص" التي أضفت الجاذبية على تلك الدروس، وأصبحت ملمحًا مميزًا من ملامح شهر رمضان الكريم.

وتتلخص ظاهرة "قارئ النص" في استعانة العالم المفسر للقرآن بواحد أو بعدد من الأشخاص الذين يمتازون بحلاوة الصوت وحسن الأداء لتلاوة الآيات التي يفسرها على نغم معين.

ومن الطريف أن البعض يخصص أكثر من ثلث وقت الدروس لقارئ النصوص القرآنية كخطوة ممهدة ومحاولة لجذب الانتباه نحوه قبل بدء الدرس، كما أن الكثير من الناس يتنقلون بين جلسة تفسير وأخرى ليتتبعوا الأصوات الجميلة والأنغام المتنوعة لقراء النصوص القرآنية.

أهازيج وفرق إيقاظ

ويعتمد المسلمون النيجيريون وهم يشكلون أكثر من نصف عدد السكان بالبلاد، في تحديد بداية شهر رمضان على ثبوت رؤيتهم الخاصة للهلال، ولا يعتمدون أو يتبعون أي دولة أخرى مجاورة إذا لم تثبت الرؤية لديهم.

ومباشرة بعد الإعلان عن ثبوت رؤية هلال رمضان، يجتمع المسلمون في نيجيريا بأعداد كبيرة للاحتفال في شوارع المدن الرئيسية حيث يطوفون ويقرعون الطبول ويرددون الأهازيج والأغاني للتعبير عن فرحهم وابتهاجهم بالشهر المبارك.

وتستمر هذه المظاهر الاحتفالية طوال شهر رمضان عبر "فرق الإيقاظ" الإنشادية التي تتكون من مجموعة شباب يدقون الطبول والمعازف قبل الاستيقاظ لإيقاظ الناس لتناول وجبة السحور، وهم يتميزون بهذه الفرق عن باقي الدول العربية والإسلامية التي يكون أهلها على موعد مع مسحراتي واحد فقط يوميًا.