تخشى المؤسسة الأمنية للاحتلال الإسرائيلي من احتمال امتداد التوترات في المسجد الأقصى في القدس المحتلة، إلى الداخل المحتل كما حدث قبل عام، وفق صحيفة عبرية اليوم الخميس.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" على موقعها الإلكتروني، أنه "خلال جلسة لتقييم الوضع عُقدت الأربعاء، أفاد ممثل للشرطة بأنه جرى اعتقال 57 فلسطينيًّا من الداخل خلال الأيام الأخيرة".
وتابعت: "معظم المعتقلين بتهمة إلقاء حجارة وإغلاق شوارع وانتهاك النظام العام هم من سكان وادي عارة والناصرة وأم الفحم والفريديس (مدن وقرى في أراضي الـ48)".
ووفق الصحيفة، "أعرب جميع المسؤولين الأمنيين (خلال الجلسة) عن قلقهم من أنّ شرارة واحدة قد تتسبّب باشتعال الأوضاع في الداخل المحتل، كما حدث العام الماضي، حتى وإن لم يكن مُخطّطًا لذلك مُسبقًا".
وفي 2021، امتدّ التوتر من المسجد الأقصى إلى البلدات والمدن في أراضي الـ48، واندلعت مواجهات واسعة، كما نشبت مواجهة عسكرية بين قوات الاحتلال والمقاومة الفلسطينية في غزة استمرت 11 يومًا في مايو/ أيار من ذلك العام.
وحذّر رئيس بلدية رهط فايز أبو صهيبان، في مقابلة مع "يديعوت أحرونوت" الأربعاء، من أنّ المواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال بمحيط المسجد الأقصى من شأنها التأثير على البلدات الفلسطينية في الداخل المحتل.
وقال أبو صهيبان: "الأمر مُتفجّر للغاية، كلّ هذا يتوقف على ما يحدث في المسجد الأقصى.. سيؤثّر على الجميع".
ودعا إلى "وقف جميع أنشطة شرطة الاحتلال خلال شهر رمضان، وتنسيق الأمور مع دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس وحلّ كل القضايا".
وأردف: "ببساطة يجب أن تعترف الشرطة الإسرائيلية بتاريخ المسلمين في المسجد الأقصى. مرّت سنوات والشرطة لم تتعلم بعد".
واستطرد: "فالأقصى بالنسبة لي هو مكان مُقدّس. إذا رأيت شخصًا يُدنّس قداسته، فهذا يستفزُّني ويمنحني الشرعية لرد فعل معين أو مظاهرة أو شيء من هذا القبيل".
وزاد أبو صهيبان بأنه "إذا رأى الشبان في رهط رجال الشرطة يضربون النساء والأطفال في المسجد حينها لا أستطيع قول شيء ولن يستمع لي أحد، وربما في رهط يرجموني بالحجارة".
وشهدت دولة الاحتلال، وفق الصحيفة، ليلة متوترة تضمّنت سلسلة من تفعيل صفارات الإنذار، واعتراض القبة الحديدية لصواريخ أُطلقت من غزة، وغارات للاحتلال على أهداف بالقطاع.
تابعت: "بعد هذه الليلة المتوترة سُجلت اشتباكات في الحرم القدسي صباح الخميس بين شبان فلسطينيين من جهة ومستوطنين والشرطة الإسرائيلية من جهة أخرى".
وأضافت أنّ رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، أعطى الخميس إشارة لتثبيت معادلة جديدة بين "حماس" والاحتلال بشأن المسجد الأقصى، حيث اعتبر "دخول اليهود إلى المسجد سببًا للتصعيد".
وقال هنية، في تصريح صحفي الخميس، إنّ ما يقوم به المستوطنون في المسجد الأقصى سيدفع الصراع إلى الواجهة.
وتابع: "أقول للمحتل إذا كنت تعتقد أنّ الاقتحام للأقصى سيُغيّر الطابع الإسلامي للمسجد فأنت واهم (...) وما زلنا في بداية المعركة".
وفجر الخميس، اقتحمت قوات الاحتلال ساحات المسجد الأقصى، وسط إطلاق قنابل الغاز والرصاص المعدني المُغلّف بالمطاط.
واعتدت شرطة الاحتلال على المُصلّين والمُعتكفين وطردتهم بالقوة من ساحات الحرم وحاصرتهم داخل مُصلّيات المسجد.
ومنذ أيام، يسود التوتر في القدس وساحات المسجد الأقصى، في ظلّ اقتحامات يوميّة من طرف مستوطنين والشرطة، بالتزامن مع "عيد الفصح" العبري الذي بدأ مساء السبت وينتهي الجمعة.
كما تشهد الضفة الغربية المحتلة، منذ مطلع أبريل/ نيسان الجاري، مواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي، أسفر عن استشهاد 19 فلسطينيًّا، وفق وزارة الصحة برام الله.