فلسطين أون لاين

ما ذكر في الطفيليين وأخبارهم

...
صورة تعبيرية

قيل: مر طفيلي على قوم يتغدون، فقال: سلام عليكم معشر اللئام، فقالوا: لا والله! بل كرام، فثنى ركبته ونزل، وقال: اللهم اجعلهم من الصادقين، واجعلني من الكاذبين.

وقد نظر طفيلي إلى قوم ذاهبين فلم يشك أنهم في دعوة ذاهبون إلى وليمة فقام وتبعهم، فإذا هم شعراء قد قصدوا السلطان بمدائح لهم فلما أنشد كل واحد شعره وأخذ جائزته لم يبق إلى الطفيلي وهو جالس ساكت، فقال له أنشد شعرك، فقال: لست بشاعر. قيل: فمن أنت؟ قال: من الغاوين الذين قال الله تعالى في حقهم " والشعراء يتبعهم الغاوون"، فضحك السلطان وأمر له بجائزة الشعراء.

مر طفيلي إِلَى بَاب عرس، فَمنع من الدُّخُول، فَذهب إِلَى أَصْحَاب الزّجاج وَرهن رهنا، وَأخذ عشرَة أقداح، وَجَاء وَقَالَ للبواب: افْتَحْ حَتَّى أُدخل هَذِه الأقداح الَّتِي طلبوها. فَفتح لَهُ، وَدخل وَأكل وَشرب مَعَ الْقَوْم، ثمَّ حمل الأقداح، وردهَا إِلَى صَاحبهَا، وَقَالَ: لم يرضوها، وَأخذ رَهنه. وَدخل آخر إِلَى قوم فَقَالُوا: مَا دعوناك، فَمَا الَّذِي جَاءَ بك؟ قَالَ: إِذا لم تَدعُونِي وَلم أجئ وَقعت وحشى، فضحكوا مِنْهُ وقربوه. جَاءَ آخر إِلَى قوم ودق الْبَاب عَلَيْهِم، فَقَالُوا: من أَنْت؟ قَالَ: أَنا الَّذِي رفعت مئونة الْإِرْسَال عَنْكُم.

وحكي أن المأمون أمر أن يحمل إليه عشرة من الزنادقة سموا له من أهل البصرة، فجمعوا، فأبصرهم طفيلي، فقال: ما اجتمعوا إلا لصنيع، فدخل في وسطهم ومضى بهم الموكلون، حتى انتهوا إلى زورق قد أعدلهم، قال الطفيلي: هي نزهة، فدخل معهم الزورق، فلم يكن بأسرع من أن قيدوا، وقيد معهم الطفيلي، ثم سير بهم إلى بغداد، فأدخلوا على المأمون، فجعل يدعوهم بأسمائهم رجلا رجلا، ويأمر بضرب أعناقهم، حتى وصل إلى الطفيلي، وقد استوفى العدة، فقال للموكلين: ما هذا؟